- المصالحة الخليجية وانعكاساتها على الحرب في اليمن!..

الإثنين, 11-يناير-2021
صعدة برس -
*د/ فضل الصباحي
الدور الأمريكي كان حاضرًا نعم في المصالحة الخليجية، كذلك الوساطة الكويتية، لكن القادة الخليجيون كانوا عند مستوى المسؤولية أمام شعوبهم، والتاريخ، لقد أثبتت الدول الخليجية بأنها أكثر نضوجًا ومرونة، وانفتاح من الدول العربية الأخرى، كان الجميع يتوقع للأزمة الخليجية أن تطول، وتتفكك وتدخل المنظومة الخليجية في نفق مظلم، بسبب الإحتقان الكبير والتوتر والخصام الذي وصل إلى مستوى يصعب فيه عودة البيت الخليجي الى سابق عهده، لكن قادة تلك الدول بجلسة واحدة فقط، تصالحوا وذابت جميع النقاط الخلافية، وعادة الأمور إلى طبيعتها، وأثبتوا للعالم بأنهم عقلاء أمام قضاياهم الكبرى!
الموقف الخليجي بعد المصالحة..

يتوقع الشارع العربي من الدول الخليجية؛ موقفًا مختلفًا تجاه القضايا العربية، وأن يمتد الدور الخليجي لإخوانه في اليمن وليبيا، وسوريا لحل أزماتها وتحقيق السلام فيها، مع مراعاة احترام سيادة تلك الدول، ووحدتها الوطنية، وبناء شراكة حقيقة معها قائمة على المصالح المتبادلة، والمساهمة في تحقيق الأمن والإستقرار فيها، وخاصة اليمن التي تحتاج إلى وقفه حقيقية من دول الخليج لوقف الحرب فورًا وتحريك عملية السلام، بصورة سريعة وعاجلة حتى تتجاوز أزمتها، الإنسانية، والإقتصادية، بعيدًا عن التدخل المباشر او غير المباشر في شؤنها الداخلية، فهذا من شأنه إعادة بناء الثقة، ومداواة الجراح التي خلفتها الحرب، وليذهب الجميع نحوا تعزيز التعاون الإستراتيجي المثمر الذي يخدم مصالح اليمن ودول الخليج العربي، اليمن مهد العرب وهي الأصل لكل من في الجزيرة العربية والخليج؛ أنها العمق الإستراتيجي والقوة البشرية، غنية بثرواتها وموقعها المهم للتجارة العالمية، دول الخليج سوف تكون أقوى باليمن واليمن سوف يثمر أغصانه، وتقوى جذوره ويكبر بإخوانه.

ماذا يحمل غريفت..

عودة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفت بصورة سريعة بعد المصالحة الخليجية يبشر بخير الرجل يحمل معه مشروع الإعلان المشترك كمدخل نحوا سلام دائم، هذا المشروع تم الإعداد له من قبل الدول المعنية بالملف اليمني، وقد يتم فرضه على الأطراف المتنازعة للقبول به والتوقيع عليه، مع مراعاة قبول القوى الفاعلة على الأرض حكومة صنعاء والمجلس الإنتقالي الجنوبي، والموافقة الشكلية لحكومة هادي، ومراضاة حزب الموتمر والإصلاح وبقية المكونات الأخرى.

الخلاصة: الملف اليمني بتعقيداته المختلفة والمتعددة يحتاج إلى إرادة وطنية صلبة من أبنائه تقبل بالحلول التي تحقق الأمن والسلام وتوقف الحرب، ولا تفرط بالسيادة والكرامة والأرض، ليس هناك في قاموس الدين والأخلاق؛ من يقبل إستمرار الحرب بين الأخوه؛ سلامة الوطن أولاً بعد ذلك يختار الشعب شكل دولته التي يُرِيد.

* المصدر : رأي اليوم
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 12:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-43945.htm