- كورونا وشرعية الاعتكاف في البيت..

الأربعاء, 05-مايو-2021
صعدة برس - وكالات -
في كل عام وفي مثل هذه الأيام المباركة يغتنم كثير من المسلمين شهر الخير ويعتكفوا في المساجد ولكن هذا العام فرض الاعتكاف في البيوت جراء وباء كورونا.

في ضل ما يعيشه العالم اليوم من حجر صحي بسبب وباء كورونا ومنع غالب سلطات العالم الصلوات في المساجد، يشهد هذا العام خلو المساجد في رمضان من صلاة الجماعة في معظم الدول العربية والإسلامية، بالإضافة الى منع اعتكاف رمضان في المساجد وامرهم بالصلاة في بيوتهم عرف ما يسمى ب “مسجد البيت ”

اختلاف العلماء في إمكانية الاعتكاف في البيت فبعضهم رفض الاعتكاف في البيت فقال الراجح ” اشتراط المسجد أمر لا شك فيه وهو ظاهر بنص القرآن الكريم، وبفعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، إلا أن هذا يخرج مخرج الأصل والقاعدة، وهو يجري في الأحوال العادية؛ عمارة للمسجد، ولأن في المسجد يتحقق مقصود الاعتكاف من حبس النفس عن الشهوات والشبهات والانقطاع للعبادة، واعتكاف الرجل في بيته يمنعه من تحصل مقصود عبادة الاعتكاف”, ويروى بعض العلماء أن الاعتكاف سنة وليس واجبا.

اما القول الاخر للعلماء اجازوا الاعتكاف في البيت ولا يسمى هذا اعتكافا، لكنهم يتحصلون على أجر العبادة التي يقومون بها ولكن هناك شروط: –

أن يكون في مكان مخصص في البيت للاعتكاف.
أن يلتزم المعتكف هذا المكان المخصص ولا يخرج منه الا لقضاء الحاجة فقط، فيمكث فيه طوال فترة الاعتكاف.
أن ينشغل المسلم بعبادات الاعتكاف في مسجد بيته، من الصلاة والذكر وقراءة القرآن، وبذلك يتحقق مقصود الاعتكاف.
أن هذا الاختيار مبني على مراعاة الظروف التي يعيشها الناس، فإن زال العذر؛ عاد الحكم إلى أصله، وهو اشتراط المسجد للاعتكاف.
يعرف الاعتكاف في الشريعة: هو المكث في المسجد بقصد التعبّد للّه وحده، وهو مشروع قرآنًا وسنة وإجماعًا، لتحقيق نقلة إلى رحاب اللّه يعمّق فيها الإنسان صلته بربِّه ويتزود بما تتيح له العبادة من زاد، ليرجع إلى حياته الاعتيادية وعمله اليومي وقلبه أشدّ ثباتاً وإيمانه أقوى فاعلية.

والاعتكاف اصطلاحًا: هو لزوم مسجد لعبادة الله من شخص مخصوص على صفة مخصوصة

حكمته

لصلاح القلب واستقامته وتحقيق الأنس بالله والاشتغال به وحده والتفكر في تحصيل مراضيه.

وقت الاعتكاف

لا يشترط الاعتكاف أيام معينة من السنة ولكن أفضلها في العشر الاواخر من رمضان “لفضل ليلة القدر” لقوله صلى الله عليه وسلم: “من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين”. رواه الطبرانى وغيره

واختلف رأي العلماء في وقت الاعتكاف فبعضهم قال هي الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان يبدأ من قبل غروب شمس ليلة الواحد والعشرين، واستدلوا على ذلك بما ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، ممّا يدل على أنّه كان يعتكف الليالي العشرة الأخيرة منه لا الأيام.” فقد جاءت كلمة العشر في القرآن الكريم دالّةً على الليالي لا الأيام”,

اما الفريق الاخر من العلماء يرى أن الاعتكاف يكون في الأيام العشر مع لياليها ويبدأ من بعد صلاة الفجر في تلك الليلة، وينتهي الاعتكاف بغروب شمس آخر أيام شهر رمضان، ويُمكن للمعتكف أن يبقى في معتكفه إلى حين صلاة العيد؛ فقد ورد عن بعض السلف استحبابهم لذلك.

للمعتكف ثلاثة أحوال:

الأول: أن يريد اعتكاف الأيام والليالي، فهذا يدخل قبل غروب الشمس إلى معتكفه، ثم لا يخرج منه إلا بعد غروب شمس آخر يوم أراده.

الثاني: أن يريد اعتكاف الأيام فقط، فهذا يدخل معتكفه مع طلوع الفجر، ويخرج منه بعد غروبها.

الثالث: أن يريد اعتكاف الليالي دون الأيام، فهذا يدخل المعتكف قبيل غروب الشمس، ويخرج منه بعد طلوع الفجر.

اركان الاعتكاف: المعتكف، النية، المعتكف فيه، اللبث في المسجد

ويجب الاعتكاف على: الرجل والمرأة والصبي المميز

ويشترط في المعتكف: الإسلام والعقل والتمييز والطهارة ” الطهارة من الحيض والنفاس، الجنب”, ويشترط ألا يضيع من يعول أو واجباته الدينية أو الدنيوية

حكمة

مستحبٌّ شرعًا، ولا يكون واجبًا إلا بالنذر

ويجوز الاعتكاف في أي وقت من أيام السنة عدا ” اول أيام العيدين” وأفضلها في العشر الاواخر من رمضان.

شروطه او ضوابطه

الأول: النية بالاعتكاف والتقرب لله بالعبادات

الثاني: الإيمان.

الثالث: العقل

الرابع: الصيام في الأيام الثلاثة، فمن لا يصح منه الصوم لا يصح منه الاعتكاف، فالمريض والمسافر لا يتأتى لهما أن يعتكفا الا اذا نذرا ان يصوما سوء كان هذا الصوم واجب او مستحب

الخامس: العدد، وأقلّه ثلاثة نهارات تتوسطها ليلتان

السادس: أن يكون الاعتكاف في مسجد يجتمع فيه النّاس ويعتبر مسجداً جامعاً ورئيسياً في البلد ويجب ان يقصد المعتكف مسجدا واحدا فقط

السابع: ألا يخرج المعتكف من مسجده إلاَّ لضرورة شرعية أو عرفية “فإذا لم تكن هناك حاجة ضرورية للخروج شرعاً أو عرفاً وخرج متعمداً بطل اعتكافه”

ويستثنى من ذلك الأمور التالية:

أ ـ إذا خرج لعيادة مريض أو معالجته فإنه لا يبطل بذلك اعتكافه.

ب ـ إذا خرج لتشييع جنازة وما إليه من تجهيز ” للضرورة”.

ج ـ إذا أكره على الخروج “لشراء طعام او …”.

ويجب علية أن يحاول الا يبتعد عن المسجد الذي يعتكف فيه, ولا يجلس كثير مجرد ما أن تنتهي حاجته يعود وإذا اضطر إلى الجلوس فلا يجلس في ظلّ، ويتحرى مهما أمكن أقرب الطرق للمسجد.

شروط وضوابط الاعتكاف في المسجد

١- أن يكون الاعتكاف بالمسجد الجامع لا بالزوايا ولا بالمصليات

٢- أن يكون الاعتكاف تحت إشراف مشايخ وائمه المساجد.

٣- أن يكون المكان مناسباً من الناحية الصحية ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين

٤- أن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافياً المعروفين لإدارة المسجد.

٥- أن ينظم المسؤولون عن الاعتكاف العدد المناسب لكل مسجد ويقوموا بالخدمات الازمة للمعتكفين ومتابعتهم.

أدأب المعتكف

يجب على المعتكف يجعل وقته كاملا في عبادة الله من صلاة وقراءة القران والتسبيح والدعاء.
يتجنب ما لا يعينهِ من الأقوال والأفعال، ولا يُكثر الكلام مع المعتكفين الاخرين.
أن يجتنب المُعتكِف المعاصي والذنوب والآثام، ويبتعد عن والجدال وفحش الكلام والغيبة والنميمة.
الا يخرج الا للضرورة القصوى.
الابتعاد عن البيع والشراء، والتكسب بمهنته، والإتجار مطلقاً.
السياسية
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 08:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-44598.htm