صعدة برس - وكالات - قالت مصادر دبلوماسية، إن أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو المرشح الأوفر حظا لخلافة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث.
وأشارت المصادر لصحيفة لـ”العرب” اللندنية، إلى وجود حراك دبلوماسي نشط للتوافق على اختيار خليفة غريفيث الذي تم تعيينه وكيلا للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ومنسقا للإغاثة في حالات الطوارئ خلفا للبريطاني مارك لوكوك.
وكشفت المصادر عن حملة علاقات عامة تقوم بها لندن لتعيين مواطنها بيرت في هذا المنصب الذي يعكس حرصها على إبقاء نفوذها في الملف اليمني الذي لم تخف اهتمامها المتزايد به خلال الأعوام القليلة الماضية.
وربطت مصادر “العرب” بين الجولة المكوكية التي يقوم بها وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني جيمس كليفرلي للمنطقة وجهود لندن لتعيين بيرت مبعوثا أمميا إلى اليمن.
وشملت جولة وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البريطاني (وهو ذات المنصب الذي كان يشغله المرشح البريطاني لخلافة غريفيث)، زيارة العاصمة السعودية الرياض ولقاء وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير، بحضور السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، الأمر الذي يؤكد ارتباط اللقاء بتداعيات الملف اليمني.
كما التقى الوزير البريطاني في الرياض بوزير الخارجية في حكومة هادي، أحمد عوض بن مبارك، الذي ناقش معه وفقا للموقع الرسمي لوزارة الخارجية اليمنية “التطورات السياسية في اليمن والتعاون بين الحكومتين لإحلال السلام واستعادة الأمن والاستقرار”. كما زار كليفرلي الكويت والتقى وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر.
Thumbnail
ويقول مراقبون إن مساعي بريطانيا لوضع يدها على مهمة المبعوث وجعله منصبا بريطانيا خالصا لا يطمئن الخليجيين ولا يؤشر إلى حل سريع في الأفق بسبب سياسة بريطانيا التي تقوم على تثبيت أوضاع الصراع وإعطاء رسائل متناقضة توحي بدعم بريطاني للسعودية ولأنصار الله في نفس الوقت.
ويتزامن الحراك الدبلوماسي البريطاني المرتبط بالملف اليمني، مع تصاعد الدور الأميركي والأممي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وبدء مشاورات سياسية بين حكومة هادي و “أنصار الله”، على قاعدة “الإعلان المشترك” الذي أعدته الأمم المتحدة وحظي بدعم دولي وإقليمي واسعين.
وفي هذا السياق أعلنت الخارجية الأميركية الثلاثاء عن جولة جديدة يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ إلى السعودية وسلطنة عمان للقاء المسؤولين في البلدين والمشاركة في الجهود التي يبذلها غريفيث الذي وصل بدوره إلى الرياض في وقت سابق.
وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية إن زيارة ليندركينغ ستتركز حول “محاولة تفادي التبعات المدمرة لهجوم الحوثيين على مأرب”، كما ستركز على تحقيق هدف عاجل يتمثل في تحقيق وقف إطلاق النار المستدام، وضمان التسليم المنتظم دون عوائق للسلع التجارية الأساسية والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء اليمن والانتقال إلى عملية سياسية شاملة.
ولفت البيان إلى أن وجود إجماع دولي على ضرورة وقف الهجوم الحوثي على مأرب باعتباره “العقبة الرئيسية أمام استمرار جهود السلام والتي تهدد مليون شخص من النازحين داخليًا “.
ويأتي التحرك الأميركي الجديد في أعقاب تصعيد لافت في خطاب واشنطن تجاه الحوثيين وتحميلهم مسؤولية تعثر جهود السلام في اليمن، كما تأتي جولة المبعوث الأميركي بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على اثنين من القادة العسكريين الحوثيين البارزين المتورطين في الهجوم على مأرب، والتلويح بفرض المزيد من العقوبات. |