- بدون الوحدة لن يبقى وطن ولا شعب

الأربعاء, 23-مايو-2012
صعدة برس -
*حسين حازب
ها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الثانية والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة - الذي احتفلنا بعودتها ظهر ذلك الثلاثاء الاغر الموافق لـ22 من مايو عام 1990م عندما رفع علم الوحدة على سارية العلم في القصر الجمهوري (عدن) من قبل قادة الوطن الذي شرفهم التاريخ بإنجاز ذلك الهدف السامي من اهداف الثورة وحضور هذه المراسيم ..
وقبل ذلك وبعد ذلك - والى أن يرث الله الأرض ومن عليها - رفع هذا العلم واستقر في قلب كل مواطن يمني حر وشريف - يعتز بهذا الوطن ويفخر به وكل من عاش تلك الحظة لا شك انه يتذكر تلك المشاعر الفياضة التي عاشها اليمنيون بالاحتفالات - والقبلات - والدموع الغالية - وهم يباركون لبعضهم البعض بهذه العودة التي جمعتهم بعد تفرق وشتات ، ويتذكر من عاش زمن التشطير وعاش يوم 22 مايو 90م أن ما تم ذلك اليوم هو ازالة نقاط وحواجز التشطير المادية والمعنوية - وأن وحدة ابناء اليمن الروحية والنفسية والاجتماعية والاخوية كانت موجودة وراسخه في وجدان كل يمني ويمنية..
بمعنى واضح كان التشطير جغرافي وقيادي- ولاوجود البتة لأي تشطير أو انقسام في قلوب لا مواطن ولا مواطنة يعيش على أرض اليمن من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ومن اقصاء الجنوب الى اقصاء الشمال حقيقة لا يجادل فيها احد واعتقد أن ارشيف وذاكرة كل شخص وكذلك كل مؤسسة تحتفظ بالأدلة الكافية على صحة ذلك وتحقق بعودة الوحدة اليمنية امور ما كان لها أن تتحقق بدون التوحد - عادت لكل يمني عزته وكرامته وشعر بقيمته - وبانه ينتمي الى وطن موغل في الحضارة والتاريخ وطن ينتسب اليه غالبية الامة العربية.
عادت لليمن سيادته المنقوصة بالتشطير - حلت مشاكل الحدود مع كل الجيران في البر والبحر - وهو ما كان سيتحقق بدون الوحدة اصبحت اليمن رقماً مهماً في المعادلة الاقليمية والدولية - تحققت التنمية في كل المجالات - السياسية - والاقتصادية - والثقافية - الاجتماعية - الديمقراطية - والتعددية - وحرية الراي ....الخ ) من الانجازات التي اردت الاشارة فقط الى بعض ما تحقق بفضل الله اولاً- وفضل عودة الوحدة اليمنية ومهما كانت صغيرة في نظر احد أو غير محققه لطموحاته - فأنها ما كانت ستحقق لولا الوحدة..
فما الذي حصل ايها الاخوة وما الذي جعل احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة اليوم يأتي ونحن على هذه الحالة من الخلافات والانقسامات - التي تهدد كيان اليمن - ولماذا وصلنا الى هذا الحال؟
اقول بكل وضوح - بان من كان له شرف تحقيق انجاز الوحدة اليمنية والمشاركة في ذلك وتحمل مسؤولية قيادة المسيرة سواء حاكماً منفرداً أو مشاركاً - أو معارضاً - واخص بذلك - قيادة المؤتمر الشعبي العام - الحزب الاشتراكي اليمني - التجمع اليمني للإصلاح -وكذلك كل شخصية اجتماعية أو عسكرية أودينيه كان لها اثر وحضور اقول انهم - لم يكونوا بمستوى هذا الحدث وهذا الانجاز - وهذا الشرف - ولم يكونوا على مستوى المسؤولية التي كان يجب ان ترتقي الى المعاني الكبيرة الآجلة والعاجلة الظاهرة والخفية التي وجدت بوجود الوحدة - والتي بالتأكيد تعني استيعاباً حقيقياً وصادقاً لثقافة وظروف ومتطلبات كل محافظة - والأمها السابقة وما تراكمت لديها من القيم والمشاكل والاحتياجات والثقافات
وأن عودة الوحدة بعد اكثر من قرن من التشطير والخلافات الذي زرعها الاستعمار والنظام الامامي وما تلا ثورة 26 سبتمبر و 14 اكتوبر - الى يوم تحقيق الوحدة من استقطاب اقليمي ودولي وحروب وشحن عاطفي وسياسي
كانت تفرض على الجميع استيعاب مثل هذه الامور من ثاني يوم لتحقيق الوحدة في القوانين - في القول - في الفعل - في الخلافات - في الائتلافات - في المعارضة - في السلطة في اختيار المسؤولين في وقف أي انحراف يضر بالوحدة
لكن شي من ذلك لم يحصل -
فما حصل أن كل طرف او فريق أو ذي اثر ومكانة و مصلحة انطلق من ثقافته السابقة على يوم تحقيق الوحدة - أو من ما يطمح اليه من مصالح فرديه أو جماعية وكانت الأقوال في وادي والأفعال في وادي اخر - الجميع اشترك في ذلك - الجميع بصور مختلفة فرديه احياناً ومشتركه احياناً على مستوى القادات والقوى السياسية الذي اشتركت في الحكم - والذي انفردت واختلفت - الذي حكمت والذي عارضت والكل كان وظل يقول أنه الافضل وأنه حامي حما الوحدة - والثوابت الوطنية - ولكن لم يعمل ما يدعم قوله - واكتفا بتحميل الاخر الاسباب في فشله أو مخالفته لثوابت الوطن والوحدة
ورغم ان هناك انجازات ومنعطفات ومواقف كانت ايجابيه تحسب لمن قام بها مثل حل مشاكل الحدود - الصبر على مساوئ الديمقراطية وحرية الراي - المشاريع التنموية - تقديم اليمن للخارج بصوره ايجابية - اشراك الشعب في اختيار ممثليه وحكامه من خلال اكثر من محطة انتخابية - للرئاسة والبرلمان والمجالس المحلية - رغم وجود اخطاء نتيجة لحداثة التجربة ووضع اليمن الاجتماعي والثقافي
ولكن ذلك لا يلغي قناعتي أن من كان له انجازات - بانه اهمل مثل غيره وترك مهمة البحث والتحري عن ما يجب عمله للحفاظ على صفاء النفوس - ووحدت القلوب - ووحدت الجماهير وتعميق حب الناس لوحدتهم - واعتبارها السبب لسعادة كل مواطن وتحقيق طموحاته - وانها الحافظة لحقوقه المادية والمعنوية والانسانية وأن خيره مرتبط بالوحدة - وشره وتعاسته وضعفه في ضياع هذه الوحدة أو الاخلال بمعناها الكبير الذي تعمق في نفس كل مواطن .
امر مثل ذلك لم يحدث وان حدث هنا أو هناك فهو بصوره فردية غير شاملة وغير مخطط لها وهكذا من موقف الى موقف ومن محطة الى محطة اشترك الساسة والقادة في السلطة والمعارضة وفي كل موقع له اثر سواء أكان اجتماعياً - أم عسكرياً أم دينياً - أم اعلامياً الجميع اشترك في ما وصلنا اليه من الخلافات والاختلافات والضياع للإمكانيات وللزمن - والاقتتال هنا أو هناك . وكل طرف يتحمل مسؤوليته في ذلك بقدر مكانته وتأثيره حتى وصل بنا الامر للأسف أن نسمع من ينادي بالانفصال - والانقسام والتشطير وأن يصبح ما كان مقدساً ومحرماً - ويختلف مع عقيدتنا الدينية - وتاريخنا - ولحمتنا ويهدد كياننا والفدرالية والكونفدرالية - والاقاليم والمخاليف اصبح محل نقاش ومباحاً ومن يقوله ثائر وصاحب مشروع ومشروعية ليس هذا فحسب بل اصبح مقبولاً أن يقول في بعض محافظات الجمهورية هذا المسؤول ليس من ابناء المحافظة ويلزم طرده.
الى قبل عامين تقريباً أو اكثر والامر كذلك - ثم وعلى حين غرة يجتاح الوطن العربي بما فيها اليمن - ما سمي زوراً بالربيع العربي - او الثورة - أو الفوضى - أو حكومة الشارع سموه ما شئتم فالعرب لم يخططوا له وانما تم الايقاع بهم فيه لأغراض لا تمت لازدهار الشعوب وتقدمها بصله - ولم تظهر اثاره كامله حتى الآن ولم تمحها عشرات السنين وكان لنا نصيب من ذلك - وكاد ومازال يهدد وحدتنا الاجتماعية والوطنية ولكن رحمة الله باهل اليمن - وطيبة هذا الشعب الطيب وضعت لنا مخرجاً يختلف عن المخارج التي وضعت لغيرنا - وهي المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة التي اقترحتها دول الخليج وقبل بها اطراف العمل السياسي في اليمن بدعم ومباركة ومتابعه دولية ورغم مافيها من انتقاص لسيادتنا- واختطاف لقرارنا - الا انها (اهون الشرور ) وهي الفرصة الأخيرة لنا للحفاظ على وحدتنا - واصلاح كل الاختلالات التي اوجعتنا واوجعت وحدتنا وعلى الساسة والقادة كلٍ في موقعه وعلى كل القوى السياسية والاجتماعية والدينية والعسكرية الذي اوصلونا الى هذا الحال أن يكفروا عن اخطائهم في حق الوطن والوحدة والشعب - بالسير في هذا الاتفاق بمصداقيه في القول والفعل وايصاله الى نهايته بسلام وأن يشكروا هذا الشعب الكريم الذي قبل باستمرار هم يحكمونه - رغم أنهم سبب معاناته وما حل به وأن تكون الوحدة والحفاظ عليها - وازالة كل ما اساء اليها - هي السقف الذي نتحاور ونسير عليه وأن يتذكروا جميعهم ان كل واحد منهم سواءً وزيراً - محافظاً - رئيس حكومة - رئيس دولة - برلمانياً- شوروياً.
أنهم جميعاً ومنذ عام 1990م قد اقسموا في مواقعهم السابقة والحالية على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وأن يحافظوا على الوحدة اليمنية والدستور والنظام والقانون ويدافعوا على سيادة الوطن وامنه واستقراره، وهذه هي الثوابت الوطنية والمقدسة الذي اقسموا عليها ، وهذه الثوابت هي ما حرص عليها اشقاؤنا في الخليج واصدقاؤنا في العالم عندما ضمنوا ذلك في المبادرة الخليجية التي نسير عليها وانها يجب أن تفضي الى الحفاظ على وحدة اليمن وامنه واستقراره وبالتالي فكيف يسمحوا لا نفسهم أن يناقشوا أو يتحاوروا أو يمارسوا في افعالهم واقوالهم - ما يتعارض مع ما اقسموا عليه وضمنته المبادرة التي اصبحت عهداً ملزماً للجميع - واقرها الشعب وبا ركها يوم 21 فبراير 2012م بتصويتهم لرئيس الجمهورية المشير /عبدربه منصور هادي المرشح الذي اتفق عليه الجميع تنفيذا لنصوص المبادرة- والمسؤولية تتركز على طرفي الحكم الأن - ومن خلفهم - من يدعي الثورية ومن يدعى الشرعية كلهم اخطاءوا.. فلا تخونوا العهود والمواثيق وتخونوا الله وتخونوا اماناتكم فبدون الوحدة اليمنية واستمرارها والحفاظ عليها - لن يبقى شعب ولا وطن ولن تبقوا وباطن الارض خير لنا من ظاهرها بدون الوحدة..
وعيد مبارك وكل عا م والوطن والشعب في تقدم وازدهار..


عضو اللجنة العامة
Hussein.A.A.H@gmail.com
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-4474.htm