صعدة برس - وكالات - فيما يعتقد أنه هجوم جديد ضمن سلسلة هجمات مشابهة تتهم إيران إسرائيل بالوقوف وراءها، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، امس الأربعاء 23 يونيو/حزيران 2021، أنه تم إحباط محاولة تخريب استهدفت مبنى لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مشيرة إلى أن المحاولة لم تسفر عن “خسائر في الأرواح أو إلحاق ضرر بالممتلكات”. فيما قالت وكالة “نور نيوز”، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن “التحقيقات جارية للتعرف على الجناة وتحديد ملابسات الواقعة”.
ما الهدف الذي قد يستحق الهجوم على هذه المنشأة الإيرانية؟ صحيفة إسرائيلية تجيب
حول ذلك، تقول صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية إن التقارير حول الحادث الأخير جاءت متضاربة بشأن ما إذا كانت محاولة التخريب التي استهدفت منشأة تابعة لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية قد نجحت، وكيف حدثت عملية التخريب، أو ما إذا كانت المحاولة قد حدثت بالفعل، وهو ما جعل الوضع فيما يتعلق بالحادثة التي أُعلن عنها يوم الأربعاء 23 يونيو/حزيران غامضاً.
لكن بافتراض حدوث محاولة تخريب بالفعل ضد منشآت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فما الهدف الذي قد يستحق الهجوم من طرف أي جهة تسعى لإعاقة برنامج تطوير الأسلحة النووية الإيراني؟
الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني يستعرض إنجازات إيران النووية الجديدة خلال يوم الطاقة النووية الوطني الإيراني في طهران ، إيران ، 10 نيسان 2021. / رويترز
للإجابة عن هذا السؤال، تبرز أحد الاحتمالات من تقرير أصدره “معهد العلوم والأمن الدولي” في عام 2017، تحت إشراف من مؤسس ومدير المعهد والمفتش النووي السابق، ديفيد أولبرايت، والمسؤول السابق في “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” (IAEA)، أولي هينونين.
تواصلت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية مع أولبرايت مساء الأربعاء 23 يونيو/حزيران، وقد أحال أولبرايت إلى الصورة رقم 3 (Figure 3) في تقريره الصادر في عام 2017.
وتشير الملاحظة التفسيرية المرفقة بالصورة رقم 3 إلى أنه في عام 2011، كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية عن مكانٍ يقع فيه أحد مواقع تصنيع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، بالقرب من مدينة كرج، المشار إليها باسم موقع “تابا”. وتتابع الملاحظة بالإشارة إلى أن المكونات يُقال إنها “مصنوعة في ورش العمل الثلاث الموضحة على يمين الصورة”.
من ثم، ولمَّا كان حادث يوم الأربعاء قد وقع بالقرب من مدينة كرج، يمكن التخمين بأن الموقع المستهدف هو موقع تصنيع أجهزة الطرد المركزي، بصرف النظر عن تصنيف إيران للموقع.
الهدف هو إصابة البرنامج النووي الإيراني بانتكاسة شديدة
في هذا السياق، سبق أن أفادت صحيفة The Washington Post بأنه إذا أصيب أحد المواقع الرئيسية لتصنيع أجهزة الطرد المركزي وتعرَّض لأضرار جسيمة، فإن ذلك قد يُفضي إلى انتكاسة شديدة لبرنامج إيران لتخصيب اليورانيوم.
وتزداد هذه الإشارة صحةً إذا استحضرنا أن الجمهورية الإيرانية متأخرة بالفعل عن المكان الذي توقعت أن تكون فيه بعد أن استُهدفت أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية بالتخريب مرتين: في يوليو/تموز 2020 ومرة أخرى أخرى في أبريل/نيسان 2021.
غير أن التقرير المذكور يُحذر في مقطع لاحق من أن إيران “ربما أعلنت فقط عن تلك [المواقع] بوصفها المواقع المخصصة حالياً لتصنيع أجهزة الطرد المركزي. وقد أعلنت إيرن عن أنشطة تصنيع لأجهزة طرد مركزي في موقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي (تابا) بالقرب من كرج. بيد أن هذا الإعلام لم يتضمن الوضع التشغيلي ومخرجات هذا المرفق في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران”.
صورة من الأقمار الاصطناعية لمنشأة نطنز للطاقة النووية في إيران/ رويترزهل كانت إيران تصنع سراً مكونات أجهزة الطرد المركزي في مواقع مجهولة؟
ولفت التقرير إلى أن “آلات تشكيل ولف الخيوط من هذا النوع تُستخدم في الصناعات العسكرية في إيران، ولذلك اشترت إيران العديد منها. ومن ثم، فإن السؤال الذي يبرز هنا هو ما إذا كانت إيران تصنع سراً أنابيب ومنافيخ دوَّارة لاستخدامها في أجهزة طرد مركزي في مواقع غير معروفة، بالمخالفة لما اتُّفق عليه في (خطة العمل الشاملة المشتركة) مع القوى الكبرى. وإذا حدث ذلك، فما هي احتمالات عدم اكتشافها؟”.
يُزيد هذا من الغموض المتعلق بالوضع الحالي. وربما ما كُشف عنه في الموقع لوكالة الطاقة الذرية ليس كل في الموقع، وقد يكون هناك أجزاء أخرى لم يُكشف عنها بعد.
تقول الصحيفة الإسرائيلية إن إيران دائماً ما تحاول الكذب والتستر على حجم الضربات التي يتعرض لها برنامجها النووي، غير أن حوافز التستر ستزداد هنا إذا كان ثمة جوانب أخرى غير معلن عنها في البرنامج النووي الإيراني.
قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتلاشى الغموض بشأن الواقعة، لكن هناك نظرية واحدة على الأقل حول السبب الذي يجعل هذا الهدف ذا أهمية كبيرة لإيران، بحسب الصحيفة.
عربي بوست |