الخميس, 24-مايو-2012
 - مجزرة السبعين و سماسرة الفتنة !! صعدة برس -
* عادل الربيعي
شاهدوا الجريمة وسريعاً كالعادة لم يبحثوا عن المجرم وخلفياته و لم ينتظروا المحققين بل تشبثوا مع أول أتهام سياسي يوجه صوب خصمهم ثم ليضف كل منهم رواية واستنتاج وحبكة ولؤم فيصبغ تجريم خصمه نكهة من وحشية ومؤامرة ..وتضفي على غله قناع من دهاء و نصر واهم وصولاً إلى ما قد يؤكد تبرير المجرم البريئ او البطل ! و هكذا دواليك في أغبى لــوثة سياسية تعتريها سماجة الوهم الثوري !

فهكذا تأخذنا الاحقاد والاطماع صوب خدمة المجرم و خيانة الضحايا منفصلين عن العقلانية والحكمة والوطن وملتحمين في تيار ينهب البلاد والكرامة ويستبيح حلم التغيير والوطن ...!
حقاً بانها كانت جريمة بشعة وليس لدي ما احلله او اقوله حتى الان قبل الوقوف على هوية المجرم او تأمل أثاره وردود فعله هنا وهناك ... ولكني أرصد جريمة تعيشنا وعشاوة تعمينا تتمثل بوباء فكري ونفسي و داء سياسي يقضي علينا ، بل لـــوثة تغتال كل صدقنا و نقائنا وانتمائنا لليمن !

كيف لنا ان نحمل عقلية وطنية او حس ثوري ونحن لا نبحث عن الحقيقة ولا ننتظرها محبوسين بين أحقادنا واستهلاك التحاليل المعكوسة والمغلوطة والغبية ؟! و كيف نصبح مواطنين او " ثوار " ونحن لا ننشد قضية تمدنا بروح الرسالة والمبدأ والتضحية ؟! لماذا نظل أسرى لهوى الكراهية و غلوا الصدور فنلتقف الوهم والعناد مفرغين ذواتنا من الثقة والضمير الثابت المستريح و مسخرين انفسنا موطأ مجاني لتيار مؤتجر عميل او مترس مجاني لمجرم لئيم ؟!

لست هنا مدافعاً عن أي طرف ولستُ بعد مشتبه بأي أسم محدد ، بل اريد أعرف من هو المجرم واريد ان احمي عقلي من زوابع الحقد والاكاذيب هنا وهناك ، وليتني أرى الظواهري او صالح او حميد او محسن او هادي متهماً حتى نعلم من هو القاتل والنازف لدماء وارواح الشعب اليمني في هكذا جريمة .
أما ان ادع كراهيتي وحقدي او طمعي يقودان هواي وعقلي متناسياً خلفيات الوضع ومصير الوطن ومستقبل الدولة ومغبات المؤامرة ، فلن أكون إلا مجرم يعبد ذاته او إمعة يستعبده المجرمون !

ليس أسوء من ان تشاهد الجريمة وان ترصد ردود افعال تستثمرها بمنأى عن الحقيقة والمبدأ والعدالة ودماء الضحايا والقتلى !! و ليس أخزى من ان تشعر بان حلم ومشروع ثورة التغيير صار خطاباً مسخراً لتنفيس الاحقاد وتصريف اجندات الصراع التأمري من حيث لا نعي ولا نعتبر !
نطالب بتحقيق واضح وصريح وشفاف يكشف هوية وخلفية هذا المجرم و نريد دولة متعافية وعادلة تنصف وتعالج مأساة حقيقية و بحجم تسعين شهيد وتابوت وضريح و مائتي جريح وعاهة .

علينــا ان نطالب ... وان نتعلم كيف نطالب بثبات وان نبحث عن الحقيقة لا ان نجادل و نمارئ في ما ليس لنا به علم ولا سلطان ..أن نطالب حتى نناضل و نسمو وندحر المجرم ونحمي اليمن .
فكفنا دماء وكفانا غبـاء ! فهناك مؤامرات تحاك وصراع مسعور بين ضباع و كواسر لا يعرفون من الوطن والدولة المدنية أي معنى ..... سواء الخديعة والشعار !

فكاذب كله تعاطفنا و زائف بكاءنا و منافق عزاءنا في ظل هكذا قلوب متفحمة !

في هذه اللحظات يقول فخامة الرئيس / هادي بان المجرمين كانوا يريدون اغتيال فرحة النصر في ابين ....! كم هو مواطن متروياً و قائد مسؤول .

ولتفاصيل الجريمة علامات استفهام و تعجب يصعب قولها في هكذا غليل !
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-4496.htm