- سياسات بريطانيا في اليمن.. بين الخداع والتضليل والحنين إلى الماضي..

الأحد, 22-أغسطس-2021
صعدة برس - وكالات -
أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام، في مقابلة صحفية السبت، رفض وجود القوات البريطانية التي وصلت مطلع الشهر الجاري إلى محافظة المهرة شرق اليمن.

وقال عبد السلام إن “وجود قوات بريطانية في المهرة هو ليس جديدا في واقع الأمر، له أكثر من سنتين، والوجود العسكري الأجنبي في اليمن مرفوض، سواء كان أمريكيا، بريطانيا، سعوديا، إماراتيا، سودانيا، أو أي بلد”.

واعتبر محمد عبدالسلام أن “أي قوات أجنبية هي قوات احتلال، وطالما هي قوات احتلال فمن حق الجمهورية اليمنية وجيشها أن يواجه أي قوات أجنبية في أرض اليمن ويستهدفها باعتبارها قوات غازية بموجب القانون الدولي والقانون اليمني والأعراف الدولية والإنسانية”.

وأضاف عبد السلام أن “الوجود البريطاني في المهرة له ارتباط بمصالح بريطانيا ومصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. وليس فقط في المهرة وأيضا في سقطرى”.

ويأتي تصريح رئيس الوفد الوطني ليضع الأمور في نطاقها الصحيح، فمن الطبيعي أن أي قوة أجنبية تتواجد في أي دولة بدون موافقتها هي قوة احتلال، ولابد من مقاومتها.. والتاريخ يشهد بأن القوات المحتلة دائماً إلى زوال مهما طال الوقت.

وكان موقع Express البريطاني ذكر أن مجموعة تضم 40 من عناصر القوة الجوية الخاصة (SAS) وصلت بداية الشهرة الحالي إلى مطار الغيضة في محافظة المهرة.

وكشف الموقع أن مرتزقة محليون يساعدون وزارة الخارجية البريطانية على ملاحقة من يزعمون أنهم مسؤولون عن الهجوم بطائرة مسيرة على الناقلة “”ميرسر ستريت” في خليج عمان نهاية يوليو الماضي.

ولفت التقرير إلى أن هذه القوة تضم أيضا وحدة مختصة بالمعدات الإلكترونية بإمكانها قطع اتصالات.. مشيراً إلى أن “قوة SAS تتعاون مع قوة احتلال خاصة أمريكية منتشرة في المنطقة للمساعدة في تدريب وحدة نخبة من قوات “الكوماندوز” ضمن قوات الاحتلال السعودي.

وتأتي هذه التحركات في ظل مزاعم للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية بأن الطائرة بعيدة المدى التي هاجمت الناقلة “ميرسر ستريت”، انطلقت من شرق اليمن”.

حادث “ميرسر ستريت” مبرر بريطانيا للتدخل في اليمن

وتعيش محافظة المهرة اعتصاما مفتوحا منذ شهور طويلة احتجاجا على وجود القوات الأجنبية على أراضيها سواء كانت تابعة لتحالف العدوان أو غيره.

وزاد ذلك الرفض والاحتجاج الشعبي مع وصول أعداد من القوات البريطانية إلى مطار “الغيضة” على خلفية حادث ضرب السفينة “ميرسر ستريت”.

ففي هذا السياق، أكد مصدر عسكري يمني لموقع “سبوتنيك” الروسي أن “البريطانيين موجودين منذ فترة في المهرة لكن بأعداد قليلة، ومنذ أيام تم تناقل أخبار بقيامهم بإضافة مجموعة جديدة تحت ذريعة تتبع الجهات التي قامت بضرب السفينة الإسرائيلية في بحر العرب، وتلك مبررات لصرف الناس عن تدخلهم غير المشروع والسافر في اليمن”.

وأضاف المصدر أن “الجهات التي قامت بتلك العملية لا علاقة لها بالمهرة من الأساس، نظرا لبعد المسافة مئات الأميال بين محافظة المهرة والموقع الذي ضربت فيه السفينة، هذه كلها مبررات للتدخل ونحن ندرك ذلك جيدا، فتارة يقولون مكافحة الإرهاب وأخرى مكافحة المخدرات وتهريب السلاح، وتلك الأمور لا علاقة لنا بها، والمسافة بيننا وبين جبهات القتال تقارب 1000 كيلو”.

وتابع أن “زيادة أعداد البريطانيين في هذا التوقيت هو أمر مستغرب ومستنكر في نفس الوقت، ويبدو أن هناك مخطط كبير بين البريطانيين والأمريكان وحلفائهم من الدول العربية على اليمن، وواضح ذلك من خلال الاستيلاء على جزيرة سقطرى الإستراتيجية المطلة على البحر العربي والمحيط الهندي وعلى مقربة من آسيا وأفريقيا والهند”.

ويبدو أن هذه التطورات تؤشر لوجود تحركات نحو تدويل الوضع في اليمن بشكل أو بآخر للاستيلاء أو التحكم في الممرات الدولية وممرات التجارة العالمية.. وهي نتاج طبيعي للتنسيق بين دول العدوان وبريطانيا لتحقق هذه الأخيرة حلمها بالعودة إلى جنوب اليمن.

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم “اعتصام المهرة”، محمد محامد، لـ”سبوتنيك”، أن “الهجوم الذي تم على السفينة جاء من المهرة هو محض افتراء على المدينة، الأمر الذي دفعنا إلى استنكار هذا الوجود وهذا الاحتلال الغاشم وغير المبرر، الذي يستند إلى حجج باطلة، إن الهدف الحقيقي هو السيطرة على الموارد والموقع الاستراتيجي”.

وأضاف محامد “أن إصدار البيانات من جانب أبناء المهرة يؤكد أن هناك قوى خفية بخلاف المعلن عنها، وقد تعمل تلك القوة على خلق صراع جديد، حيث يلتقي فيها كل الفرقاء، والشعب اليمني بصفة عامة يرفض التواجد الأجنبي بالبلاد، فلم يجن من وراء ذلك سوف المزيد من تدهور الأوضاع في كل مناحي الحياة.

من ناحيتها، قالت اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، في بيان عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك “تابعت لجنة الاعتصام بمحافظة المهرة وباهتمام بالغ التداعيات الأخيرة، وما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية والمواقع الإخبارية عن وصول قوة بريطانية مكونة من 41 عنصرا من القوات الخاصة البريطانية إلى مطار الغيضة الدولي بمحافظة المهرة، يضاف إلى القوة المتواجدة بالمطار من قوات الاحتلال السعودي الإماراتي البريطاني الأمريكي”.

وتابعت: “وإزاء هذا التطور الأجنبي المتزايد، فإن قيادة وأعضاء وأنصار اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي لأبناء المهرة يؤكدون على، الرفض القاطع لأي تواجد عسكري في أرض المهرة المسالمة والآمنة”.

وأكد البيان على أن اللجنة وكل أحرار المهرة على أهبة الاستعداد للدفاع والذود عن محافظتهم بكل الوسائل المتاحة، ولم ولن يسمحوا بأن تنطلي عليهم أكاذيب المحتلين الجدد وسيرحلون لا محالة.

وفي تناولها للموضوع، اعتبرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن “الإنجازات الأخيرة للجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظة البيضاء، والتي مكّنتهما من الإشراف على محافظة شبوة الغنيّة بالغاز والنفط، دقّت ناقوس الخطر لدى واشنطن ولندن، ما دفع الأخيرة تحديداً إلى الانخراط في حلقٍة جديدةٍ من مسلسل مشاركتها في العدوان، حلقةٌ تستهدف تعزيز وجودها في المواقع الاستراتيجية اليمنية، وتحديداً في السواحل والجزر والممرّات البحرية، تمهيداً للسّطْو على نفط البلاد وغازها وثرواتها الطبيعية الأخرى، في ما يمثّل تجلّياً للحنين إلى الاستعمار الذي يبدو أنه لا يزال يراود لندن”.

وقالت الأخبار اللبنانية في تقرير لها أنه “في ذلك السياق تحديداً، يمكن فهم قدوم قوّة عسكرية بريطانية إلى محافظة المهرة اليمنية، في أعقاب استهداف الناقلة الإسرائيلية “ميرسر ستريت” قبالة المياه العمانية في بحر العرب”.. مشيرة إلى أن المملكة المتّحدة تُواصل احتلال موقع الصدارة في الانخراط الغربي في العدوان على اليمن، في إطار عمليّة انتشارٍ أوسع تشترك فيها لندن وواشنطن في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، وصولاً إلى خليج عدن ، وهذا ما يتماشى، أيضاً، مع المراجعة التي أجرتها حكومة بوريس جونسون، بخصوص السياسات الخارجية، والتي من ضمنها تعميق التواجد البريطاني في آسيا بدوافع أمنية وعسكرية، ولو تحت ستار ذرائع كاذبة لتبرير التدخّل العسكري الهادف إلى تثبيت الهيمنة مباشرةً أو من خلال دعم الأنظمة القمعية”.

وكان نظام آل سعود وقّع، بداية العام الجاري، اتّفاقاً عسكرياً مع بريطانيا لتنفيذ ما سمّي “أعمالاً أمنية” في محافظة المهرة، بدعوى “تعزيز أمن وسلامة الملاحة الدولية ومكافحة تهريب المخدرات والسلاح”.

ومنذ ذلك الحين، تتواجد قوات عسكرية وأمنية بريطانية، إلى جانب قوات أميركية وسعودية، في مطار الغيضة وعشرة مواقع أخرى.. وهو ما سبقه قيام وفد من كبار ضباط المخابرات البريطانية، برفقة مسؤولين سعوديين بزيارة إلى المهرة.

وكانت الأجهزة الأمنية في صنعاء، كشفت بداية العام الجاري، عن خلايا تُدار مباشرة من قِبَل المخابرات البريطانية، وتعمل على رصد تحرّكات الجيش واللجان الشعبية ومواقع إنتاج المنظومات الصاروخية والطائرات المسيّرة.

يذكر أيضاً، أن 6300 خبيراً وفنياً بريطانياً يشاركون قوات الاحتلال السعودية في عمليّاتها، من خلال الإعداد والتجهيز، وصيانة الطيران الحربي، وإدارة غرف العمليات والتحكّم والسيطرة والمراقبة. وتعترف لندن بوجود هذا العدد من خبرائها، والمهام التي يتولّونها، إلّا أنها تدّعي أنهم يعملون في شركات أمنية خاصة.

وبينما تعتبر المصالح الاستراتيجية السياسية والعسكرية والاقتصادية لبريطانيا هي المتحكّم الرئيسي باتجاهاتها في مختلف الملفات، بما فيها العدوان على اليمن.. إلا أن لندن اعتادت تمويه هذه الحقائق بالأساليب المضلّلة..

حيث يصف الباحث البريطاني، مارك كيرتس، في كتابه المُعنوَن “شبكة الخداع” ، بريطانيا بأنها “دولة مارقة، خارجة عن القانون الدولي في معظم الأحيان، بل ودولة تقوم بانتظام بانتهاك حقوق الإنسان، وتعمل كحليفٍ رئيس للأنظمة القمعية في مختلف أنحاء العالم”.

كما تعتبر وسائل الإعلام البريطانية أن “بلادها تعتمد سياسة الالتفاف على الرأي العام المحلي والعالمي، بالتنصّل من مسؤولية المشاركة في العدوان على اليمن، واتّباع الخداع والنفاق، والاستغلال المخزي للحرب بداعي الجشع”.
السياسية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-45077.htm