صعدة برس - وكالات - كشفت تقارير صحفية أن التواجد العسكري الروسي في البحر المتوسط تسبب في عاصفة من المشاعر في الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة بسط سيطرتها على المنطقة وذلك بعد أن شاركت ثلاث سفن قتالية من البحرية الروسية في مناورات دولية في المتوسط ردا على استفزازات الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو في البحر الأسود.
وبحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية عن بوابة المعلومات الصينية “تينسنت” فإن “التدريبات البحرية المشتركة بين روسيا والجزائر في البحر المتوسط تسببت في عاصفة من المشاعر في الولايات المتحدة، حيث تحاول واشنطن بكل قوتها السيطرة على المنطقة”.
ووصلت مفرزة من سفن أسطول البحر الأسود إلى ميناء الجزائر يوم 13 نوفمبر الجاري، لإجراء مناورات دولية شاركت فيها ثلاث سفن قتالية من البحرية الروسية: الفرقاطة الأدميرال غريغوروفيتش وقاطرة الإنقاذ SB-742 وسفينة الدورية دميتري روغاتشيف. من البحرية الجزائرية: الفرقاطة حراد على متنها مروحية، وسفينة الإنقاذ المنجد، وسفينة التدريب لا سومام، وطائرة دورية ومروحية بحث وإنقاذ.
وبحسب التقارير فإن المؤلفون كتبوا، إن مناورات أسطول البحر الأسود هي رد واضح على استفزازات الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو في البحر الأسود.
ومنذ وقت ليس ببعيد، ظهرت سفينة القيادة ماونت ويتني التابعة للأسطول السادس الأمريكي في البحر الأسود لاستفزاز روسيا، لكن السفينة الأمريكية لم تبق هناك لفترة طويلة.
ومنذ ذلك الحين، أرسل أسطول البحر الأسود الروسي سفنا حربية إلى البحر الأبيض المتوسط لإجراء مناورات عسكرية. وكانت سلطات البيت الأبيض مستاءة للغاية من تصرفات البحرية الروسية، ولكن تم تجاهل الأمر.
وقال محللون إن واشنطن غاضبة من أن موسكو، في رأيها، سمحت لنفسها بأن تكون نشطة للغاية. الحقيقة أن الأسطول الأمريكي يبذل قصارى جهده لقمع طموحات روسيا في البحر الأسود قدر الإمكان. إن دخول السفن الروسية إلى البحر الأبيض المتوسط مباشرة بعد التدريبات التي قامت بها البحرية الأمريكية يشكل ضربة خطيرة لفخر الأمريكيين.
إذا فقدت روسيا السيطرة على البحر الأسود، فلن يجد أسطول البحر الأسود وحده نفسه في فخ الموت. ستفقد البلاد أيضًا إمكانية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. بالنسبة لدول الناتو، فإن البحر الأبيض المتوسط هو المكان الذي يرون فيه أنفسهم سادة. وأشار المنشور إلى أن نشر البحرية الروسية هناك أثار مخاوفهم بطبيعة الحال.
على الرغم من حقيقة أننا نتحدث فقط عن ثلاث سفن روسية، وليس عن أسطول البحر الأسود بأكمله، فقد وجهت موسكو ضربة خطيرة لغرور أعضاء حلف شمال الأطلسي.
“يجب قمع دول الناتو بشدة من خلال” هدية “السلطات الروسية. ومع ذلك، حتى اعتراضات البيت الأبيض لن تنجح في هذه الحالة، لأن روسيا لها الحق في الحفاظ على وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط”،بالإضافة إلى ذلك، يجادل المحللون الصينيون بأنه سيكون من المجدي لموسكو أن تسحب قواتها البحرية من البحر الأسود في كثير من الأحيان.
وتميل السلطات الروسية إلى نشر قواتها البحرية والجوية لمواجهة استفزازات القوات العسكرية لحلف شمال الأطلسي. يقول التقرير إن إرسال السفن الحربية من البحر الأسود أكثر فاعلية من الدفاع السلبي، ويجب على روسيا إجراء المزيد من التدريبات البحرية المشتركة.
وتكثف البحرية الأمريكية وجودها في البحر الأسود في إطار محاولة لمواجهة الوجود الروسي المتزايد هناك بحسب ما نقلت شبكة CNN عن مسؤول عسكري أمريكي ،موضحاً أن المنطقة أصبحت محفوفة بالتوترات بشكل متزايد، حيث عززت روسيا قواتها العسكرية في المنطقة بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
وتسعى أمريكا بين الفينة والأخرى على ارسال سفنها الحربية الى البحر الأسود، منذ يوليو عام 2017.
وأعلنت روسيا في حينها، نشر قواتها البحرية في المنطقة، حيث أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا في حينه جاء فيه، أن البارجة الروسية، “الأميرال آيسن،” دخلت البحر الأسود برفقة سفينتين مخصصتين للدوريات للقيام بسلسلة من المناورات.
كما اتهم المسؤولون الأمريكيون روسيا بنشر غواصات قرب شبه جزيرة القرم، لافتين إلى أن التحالف الغربي لا يسعى للقيام بردود فعل عسكرية على خطوات روسيا، ولكنه يرغب بتعزيز موقعه في جنوب شرق أوروبا.
وردا على ذلك فيما يبدو، في حينه ،تحدثت تقارير صحفية حول خطة تضعها قيادة القوات البحرية الروسية، لنشر قطعاتها فى البحر المتوسط.
وكان الجنرال اناتولي نوغوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية قد ذكر في تصريحات صحفية سابقة أن روسيا تبحث مع بعض الدول الأجنبية إمكانية إيجاد قواعد لتأمين تواجد القطعات البحرية الروسية بشكل منتظم في بحار بعيدة لحماية مصالح روسيا، لتؤكد صحة ما نشر حول الخطة المذكورة.
وقد حرصت هيئة أركان القوات البحرية على نفي هذه المعلومات على لسان مساعد القائد العام للأسطول البحري الحربي الروسي لشؤون الإعلام العقيد البحري إيغور ديغالو.
لكن الأهم من ذلك أن هيئة الأركان الروسية أعلنت أكثر من مرة عن أهمية توفير نقاط ارتكاز البحرية الروسية في البحر المتوسط لتمكين البحرية الروسية من تتبع تطورات الوضع في المنطقة. |