صعدة برس - وكالات - تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر فيدروسوف، في “إزفيستيا”، حول رهان روسيا على العلاقة مع الصين مقارنة بالغرب.
وجاء في المقال: القمتان، الروسية الأمريكية والروسية الصينية، اللتين عقدتا في ديسمبر الجاري تتناقضان في كل شيء، بدءاً من الخلفية المعلوماتية ومشكلات المفاوضات وانتهاء بالمحيط العام للأحداث.
مع واشنطن، تبحث موسكو بصعوبة كبيرة عن أرضية مشتركة تحول دون وصول المواجهة بين الدولتين إلى ذروة تصعب السيطرة عليها. وأما مع الصين، فتناقش روسيا بشكل مدروس كيفية الارتقاء بـ “الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي” بين الدولتين الصديقتين إلى مستوى أعلى.
بشكل عام، تقوم العلاقات بين موسكو وبكين على أساس قريب من المثالية في السنوات الأخيرة. ففي السنوات الأخيرة، تحتل بكين باستمرار المرتبة الأولى في قائمة شركاء موسكو التجاريين. لكن اتجاه الصادرات الأوروبية لا يزال يساهم بشكل أكبر في الميزانية الروسية. حتى لو أخذنا في الاعتبار تصدير الغاز الطبيعي، فإن حصة قوة سيبيريا مما تضخه غاز بروم إلى الأسواق الخارجية والبالغ 185 مليار متر مكعب لم تتجاوز 10.2 مليار متر مكعب. على الرغم من أن ضخ الوقود الأزرق الروسي في الاتجاه الصيني تضاعف أكثر من مرتين، مقارنة بالعام الماضي.
فقط من منظور معين، عندما يصل خط “قوة سيبيريا” إلى قدرته التصميمية والتشغيل المحتمل للخط الثاني منه، سيكون الاتجاه الآسيوي قادرا بشكل كبير على تأمين صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا ضد الاضطرابات الجيوسياسية المحتملة.
بدورها، تؤمّن روسيا الصين من التهديدات العسكرية المحتملة. فمساعدة موسكو في إنشاء نظام إنذار صاروخي صيني أمر بالغ الأهمية بالنسبة لبكين.
لا يكاد أحد يشك في أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن آسيا. ستحدث إعادة توجيه السياسة الخارجية الروسية من الغرب إلى الشرق تدريجياً. لبعض الوقت، سيبقى الناقل الآسيوي لموسكو توجها إضافيا احتياطيا وعامل أمان، لموازنة العلاقات الإشكالية والمتضاربة، ولكنه يبقى أكثر أهمية من العلاقات مع الشركاء الغربيين.
المصدر: روسيا اليوم |