-  دعا رجال دين بارزون، على رأسهم عبدالمجيد الزنداني، إلى "إيجاد مرجعية شرعية" ممن سموهم "العلماء الربانيين"، مهمتهم "بيان الحق ورفض كل ما يخالف الإسلام".

الخميس, 31-مايو-2012
صعدة برس-متابعات -
دعا رجال دين بارزون، على رأسهم عبدالمجيد الزنداني، إلى "إيجاد مرجعية شرعية" ممن سموهم "العلماء الربانيين"، مهمتهم "بيان الحق ورفض كل ما يخالف الإسلام".

وطلبوا من رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، في بيان أصدروه بعد لقاء جمعهم به أمس، "تحكيم شرع الله في كل نواحي الحياة، وجعل السيادة العليا لشرع الله تعالى، ومنع إصدار أي تشريعات على مستوى الدستور أو القوانين أو اللوائح أو عقد أي اتفاقيات تخالف شرع الله تعالى أو تنتقص منه..".

وأكدوا "على عظيم حرمة إخضاع الأحكام الشرعية للتصويت، ووجوب إيجاد مرجعية شرعية من العلماء الربانيين لبيان الحق ورفض كل ما يخالف الإسلام".




وإذ قالوا إن مطالبتهم هادي بـ"الوفاء" بما أقسم عليه، وبما التزم به رئيس الوزراء أمام مجلس النواب عند نيل الثقة"؛ طلبوا من هادي الالتزام برسالة قالوا إن محمد سالم باسندوة، رئيس الوزراء، وجهها "لعلماء اليمن".

ولم يتضمن بيان رجال الدين أية إدانة لتنظيم القاعدة والعمليات الإرهابية التي يقوم بها. وقال لـ"الأولى" مصدر حضر لقاء أمس، إن الزنداني طالب هادي بإيقاف الحرب على تنظيم القاعدة والدخول معهم في حوار.


وفيما طالب البيان هادي بـ"سرعة معالجة الأوضاع الملتهبة في محافظة أبين المنكوبة، والتي طالب أبناؤها في رسالة موجهة لعلماء اليمن بإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح ومنع تدمير البنية الاقتصادية والعسكرية وإنهاكها"؛ شدد على ضرورة "سرعة تشكيل لجنة مشتركة من العلماء وسياسيي الدولة وشيوخ القبائل للتواصل مع جميع الأطراف وصولاً إلى حقن الدماء واستقرار الأوضاع واستتباب الأمن ومنع مبررات التدخل الأجنبي، والتأكد على حرمة قتل أي مواطن وأي معصوم الدم خارج القضاء الشرعي، كما أنه لا يجوز أي تمرد على الدولة ورفع السلاح في وجهها أو الاعتداء على الغير من الأراضي اليمنية".

وشدد رجال الدين على "رفض أي تدخل أجنبي ينتهك سيادة البلاد ويثير الفتن ويعرض أمنها واستقرارها ووحدتها للخطر، وحصر أي دور أو أي مبادرة في إطار إصلاح ذات البين وحقن الدماء واستكمال الانتقال السلمي للسلطة، وإقامة العلاقات الخارجية مع الدول على أساس رعاية المصالح المتبادلة المشروعة لا على أساس التبعية والقهر والغلبة والتدخل في الشؤون الداخلية".

وطالبوا هادي بـ"فتح باب التحاور الوطني لجميع أبناء الشعب اليمني دون استثناء أحد تحت سقف الشريعة الإسلامية والدولة اليمنية الموحدة". ويأتي هذا المطلب امتداداً لحملة ومطالب نفذها رجال دين دعت إلى إيقاف الحرب على تنظيم القاعدة والدخول معه في عملية حوار أسوة بالحوار الذي تجريه السلطة مع الحوثيين.

وطلب رجال الدين من هادي "التعجيل بهيكلة القوات المسلحة والأمن وتعميق ولائها لله ولرسوله وللمؤمنين ثم للوطن". وأكدوا على ضرورة "تجنيب المؤسسة العسكرية والأمنية من كل الولاءات الضيقة الشخصية والحزبية والمناطقية"، و"الاهتمام بالمستوى المعيشي لأفراد القوات المسلحة والأمن بما يضمن لهم حد الكفاية، والاهتمام بالجرحى وأسر الشهداء مدنين وعسكريين ورعايتهم رعاية كاملة".




"تحكيم شرع الله وإيجاد مرجعية شرعية من العلماء الربانيين"
- رفض الفيدرالية والتعجيل بهيكلة الجيش والأمن "وتعميق ولائها لله ولرسوله وللمؤمنين ثم للوطن"
- إيقاف الحرب على "القاعدة" وتشكيل لجنة للحوار معها ورفض أي تدخل أجنبي
- بناء دولة يرتضيها الإسلام وتقوم بواجبها في حراسة الدين وحفظ بيضته وحفظ الثغور والحكم بالشرع


وطالبوا هادي بـ"إيقاف نزيف الدم اليمني وإزهاق الأرواح المعصومة في أماكن الصراع المسلح في صعدة وحجة وبعض مناطق محافظة صنعاء وعمران". كما طالبوه بـ"العمل على استتباب الأمن في كل أنحاء البلاد وفرض هيبة الدولة وبسط نفوذها على جميع التراب اليمني وتأمين الطرقات وحماية الممتلكات، وإقامة الحدود الشرعية في حق كل من يقلق الأمن ويعرض حياة الناس وأموالهم وأعراضهم للخطر، والعمل على تغيير المسؤولين في المحافظات التي تشهد انفلاتاً أمنياً وتدهوراً في الخدمات وعبثاً بالأراضي والممتلكات العامة، وتعيين الكفاءات لإدارتها ليطمئن الناس ويأمنوا على ممتلكاتهم العامة والخاصة، ولتعود الثقة بالدولة والوحدة من جديد".

وطالب البيان، الذي نشرته أمس وكالة "سبأ"، هادي بـ"الحفاظ على الوحدة اليمنية باعتبارها فريضة شرعية وخطوة في طريق الوحدة العربية والإسلامية الشاملة، ورفض أي تفريط أو انتقاص منها تحت أي مبرر أو مسمى كان من فيدرالية وغيرها من مظاهر الانقسام وخطواته". كما طالبوه بـ"رد الحقوق إلى أهلها ورفع المظالم عن كل أبناء الشعب اليمني وخاصة إخواننا وأبناءنا في المحافظات الجنوبية والشرقية وتشكيل لجنة خاصة ومستعجلة للبت في ذلك".

وطالب رجال الدين بـ"تشكيل لجنة من أهل الكفاءة والأمانة من القضاء والنيابة العامة للنزول إلى كل السجون وإطلاق سراح المظلومين من المعتقلين، وإحالة من ثبت ضده أي إدانة إلى القضاء الشرعي للفصل في قضيته وسرعة البت فيها".

وفيما طالبوا بـ"رعاية وحماية ثروات البلاد ومواردها وحسن تصريفها وترشيد النفقات العامة"؛ طالبوا بـ"منع المنظمات والهيئات المشبوهة التي تمارس أنشطة تتعارض مع أحكام الإسلام وتتطاول على قيم وأخلاق الشعب اليمني المسلم".

وقال رجال الدين، في مطالبهم التي سردها البيان، وقال إنها مطالب ونصائح لهادي: "عدم الانجرار وراء ما يروج له أعداء الإسلام زورا وبهتانا أن الإسلام دين الإرهاب". وطالبوا هادي بـ"بتحويل" هذه المطالب إلى "جوانب عملية في أرض الواقع.."؛ "ووضع جدول زمني لتطبيقـ"ها.

وللتواصل مع الرئيس هادي؛ كلف رجال الدين لجنة مكونة من "الشيخ حمود هاشم الذارحي، الشيخ عارف بن أحمد الصبري، الشيخ محمد بن ناصر الحزمي، والدكتور عبدالملك بن حسين التاج".

وفي بداية البيان، الذي تضمن 12 مطلباً، سأل رجال الدين من الله أن يمد هادي بـ"العون والتوفيق". وقالوا مخاطبين هادي: "وأنتم أهل لتلك المسؤولية إن شاء الله تعالى لبناء الدولة التي يرتضيها الإسلام وتقوم بواجبها في حراسة الدين وحفظ بيضته وسياسة الأمة به والسعي في صيانة الدماء والأعراض والأموال وإقامة الحدود وحفظ الثغور والحكم بالشرع، وتعمل على جمع كلمة الأمة على الحق ومحاربة كل مظهر من مظاهر الظلم، وتحافظ على سيادة البلاد من كل صورة من صور التدخل الأجنبي، وتحسن استخراج الثروات وحسن الاستفادة منها وتوزيعها وتزيل كل مظهر من مظاهر الإغراء والفتنة في الإعلام وغيره، وتعمل على رفع مستوى المعيشة لأبناء البلد".

وأضافوا: "وهذا يستلزم الاستعانة بالله تعالى والاعتصام بحبله وتوحيد الصف الداخلي وتناسي آلام وجراح الماضي والترفع عن كل المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية والمذهبية الضيقة ليعم الخير كل أبناء اليمن".

وتابعوا مخاطبين هادي: "ويؤكد لكم العلماء والشعب اليمني وقوفهم إلى جانبكم ما تمسكتم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".

وقالت وكالة "سبأ" إن الرئيس هادي استقبل، أمس، في منزله بالعاصمة، "عدداً كبيراً من علماء الدين يتقدمهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني". وأوضحت الوكالة أن هؤلاء "توافدوا إلى منزله [هادي] لتقديم التهاني وتأكيد وقوفهم إلى جانب الأخ الرئيس في ما يهم مصالح الوطن والشعب، ومناقشة سير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والقضايا المتصلة بالأمن والاستقرار وسلامة البنى التحتية".

وطبقاً للوكالة؛ فقد تحدث هادي في اللقاء قائلاً: "أنتم تعرفون أن العاصمة صنعاء كانت مقسمة وشوارعها مقطوعة، وكانت الأزمة في ذروتها والوضع صعب ومعقد وبحاجة إلى حلول، وقبل الحلول إلى الصبر -والصبر الكبير- من أجل تجنب ردود الأفعال الغاضبة من هنا وهناك, وكان الوضع مثل بيت العنكبوت معرضاً للانهيار من أي رجة أو هزة، وهذا ما يعني أننا مررنا بظروف حساسة ودقيقة جدا، وما زلنا نمر بظرف صعب وحساس أيضاً".

وأضاف: "إن مصالح الناس وحياتهم المعيشية بل وأرواحهم تتعرض يوميا للخطر من خلال استمرارية الاعتداء على خطوط الكهرباء، فهناك من يموت من الأطفال في المستشفيات في حاضنات الخدج، ومن يموت من الناس في غرف العمليات والعناية المركزة وعمليات غسيل الكلى, وبمختلف الأماكن أيضا يتعرض الناس للمخاطر والأضرار الجسيمة بمختلف صورها, كما أن أنبوب النفط مأرب -رأس عيسى تعرض للاعتداء والتخريب ومنذ أشهر تخسر البلاد كل يوم 15 مليون دولار، وتصل خسائر اليمن منذ هذه الاعتداءات حتى اليوم أكثر من ملياري دولار".

وتابع: "إن تنمية وتطور البلاد تتعرض للخطر، ونحن في مرحلة انتقالية توافقية تم فيها انتخابات وتبادل سلمي للسلطة، ولابد من أن يعرف الجميع أن مثل هذه الأفعال تعتبر إجرامية وعدوانية ليس ضد السلطة، وإنما ضد الشعب كل الشعب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه".

وأضافت الوكالة: "وضرب الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، عدة أمثال في قطع الطرقات وتهريب السلاح والقتل المجاني بطرق إجرامية، وتساءل الأخ الرئيس ما موقف الشرع والعلماء في من يقومون بقطع خطوط الكهرباء ويتسببون كل مرة بموت عدد من الأشخاص أطفالا ونساء وشيوخا؟ أولم يكن هذا قتلاً عمداً؟ من يتحمل أمام الله مثل هذه الجرائم؟".

واستعرض هادي، في كلمته، جملة من الوقائع والأحداث وصولاً إلى المرحلة الثانية في طريق التسوية السياسية التاريخية في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي 2014 وما يتصل بالتعاون الإقليمي والدولي من أجل إخراج اليمن من الظروف الصعبة والأزمة الراهنة وانعقاد المؤتمر الوطني الشامل وصولاً إلى قيام الدولة المدنية الحديثة المرتكزة على العدل والحرية والمساواة.

وأكد "أن الشوط الذي قد أنجز في طريق التسوية السياسية وخروج اليمن من الظروف الصعبة كبير ولا يستهان به". وقال: "سنمضي بكل قوة حتى تحقيق الأهداف المنشودة والوصول باليمن إلى بر الأمان، وبحول الله وقوته سنتجاوز العقبات والصعوبات مثلما تجاوزناها في الماضي القريب".

وفيما "نوه إلى أن حكومة الوفاق الوطني لا تمثل أحزاباً أو مراكز قوى، بل هي تمثل اليمن"؛ "شدد على أهمية الدور الحيوي والبناء لرجال الشريعة والعلم والدين الإسلامي من أجل تنوير المجتمع في ما يهم مصالحه وما لا يجوز فعله، وتبيان الجرائم المرتكبة في حق المجتمع".

و"تطرق إلى التفجير الإجرامي الذي أودى بعدد كبير من الجنود بين شهيد وجريح في ميدان السبعين عشية العيد الوطني لإعادة الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية، من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي، وكذا مجريات الأحداث في بعض المناطق وفي مقدمتها زنجبار وجعار ولودر في محافظة أبين، والتي حققت فيها وحدات القوات المسلحة انتصارات باهرة ضد شراذم ما يسمى بأنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي".

وذكرت الوكالة أن رجال الدين عبروا، في اللقاء، "عن إدانتهم لمرتكبي قطع الكهرباء وتجريم أفعالهم باعتبارهم قتلة، حيث يتسببون بموت العديد من الناس ويعرضون مصالح البلاد وأمنها واستقرارها إلى الخطر، وطالبوا بقيام محاكمة مستعجلة للحكم العادل ضد من يقومون بمثل هذه الجرائم, وكذلك للمعتدين على أنبوب النفط وقاطعي الطرق، وإنزال حكم الشرع من أجل ردع المعتدين على مصالح الناس وحياتهم".

نقلا عن صحيفة الأولى
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 08:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-4603.htm