- غضب الطبيعة..

الإثنين, 18-يوليو-2022
صعدة برس - وكالات -
هذه هي “جرائم” الإنسان ضد الكوكب منذ الثورة الصناعية إلى عصر النفط والفضاء.. وهذا ما سيفعله بنا الكوكب على سبيل الانتقام

كوكب الأرض يعيش أسوأ أحواله منذ أكثر من 800 ألف سنة.

والعلماء يطلقون صيحات التحذير منذ عقود من نتائج كارثية ومميتة بالنسبة للبشرية، إذا استمر الوضع البيئي والتلوث على حاله.

التلوث الذي يغرق فيه العالم حالياً ليس مصادفة، وإنما هو نتيجة تصرفات البشر أنفسهم.

الإنسان ضخّ بنفسه كميات كبيرة من الغاز الملوث للبيئة خلال القرنين الماضيين، وهو ما تسبَّب في وصول ثاني أكسيد الكربون إلى هذه المستويات الكبيرة.

نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو كانت طوال الـ800 ألف سنة تتراوح بين 170 و280 جزءاً من المليون.

الآن تتجاوز مستوى 410 أجزاء بالمليون، في أعلى نسبة يتم تسجيلها على كوكب الأرض منذ أكثر من 800 ألف سنة.

وتسبب هذا الطقس المتطرف والقاتل في حالة من الذعر.

مصطلح التغير المناخي معنى يوصف التغييرات طويلة المدى في الأحوال الجوية لكوكب الأرض. وتتمثل هذه التغيرات في الارتفاع.

هذا الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.
هطول الأمطار بغزارة.
ارتفاع منسوب المياه.
والنتيجة التالية باختصار ستكون هي نقص الغذاء.

درجات الحرارة المرتفعة أودت بحياة العشرات في كندا، وها هي الفيضانات تجرف المنازل والمتاجر والبشر في أوروبا.

كانت هناك فيضاناتٌ في بلجيكا وهولندا وسويسرا، لكن أسوأ الفيضانات كانت في ألمانيا.

أمريكا الشمالية شهدت ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة صيف 2021، مات المئات في كندا والولايات المتحدة بسبب الآلاف من صواعق البرق التي أضرمت عشرات الحرائق، والتهمت النيران قرية كندية بأكملها خلال دقائق.

سجلت مدن عديدة في الشرق الأوسط أيضاً درجات حرارة قياسية.

بينما يواجه نصف مليون إثيوبي خطر الفيضانات نتيجة الأمطار في الهضبة الإثيوبية.

وعانت قارة أستراليا من حرائق غابات غير مسبوقة، تبعتها فيضانات وسيول أيضاً غير مسبوقة، بينما سجل العلماء ذوباناً غير مسبوق للجليد في القطب الشمالي.

وشهدت الجزائر ثم المغرب حرائق غير مسبوقة في الغابات، شاهد العالم صورها المروّعة، ودخانها الكثيف يعبر الجبال والتلال، ويقترب من المناطق المأهولة.

كل هذا جزءٌ من هذه الصورة الأكبر للطقس القاسي الذي شهدناه على طول نصف الكرة الشمالي هذا الصيف، الذي يشمل الحرارة في الغرب الأمريكي وشمال غرب المحيط الهادي، وهطول الأمطار الغزيرة، ودرجات الحرارة المنخفضة في الغرب الأوسط، وموجات الحر في الدول الاسكندنافية وسيبيريا.

“نحن نتحدث عن نهاية العالم هنا، ولا أعرف كيف أصف الوضع”.. قد يجد الكثير منا أن هذه العبارة التي حاول بها أحد رجال الإطفاء في اليونان وصف ما يحدث “مبالغة”، لكن التغير المناخي وتبعاته تثير الذعر حول العالم بالفعل.

في عصر تغيُّر المناخ، أصبحت الظواهر الجوية القاسية أكثر شيوعاً.

البشرية اليوم تجني ما زرعته في تعاملاتها مع المناخ والأرض والبيئة، لاسيما الاعتداءات والتلويث المتعمد، وإفناء الثروات الطبيعية إضافة إلى الغابات، وجميعها بهدف تحقيق أعلى درجة من درجات الثراء، وتزويد المصانع بالمواد الخام، وبسط النفوذ والهيمنة من خلال تراكم الثروات المالية، تلك المنظومة الأنانية في غير استنارة، والبراغماتية من دون تبصر.

السطور التالية تشرح جرائم الإنسان في حق الشجر والحجر.
في حق الإنسان نفسه، وهو يواجه الطبيعة الغاضبة.

*هذا ما فعله الإنسان بالكوكب
“عصا الهوكي” التي أطلقت التحذير النهائي من ارتفاع درجة حرارة الكوكب بعد قرنين من “التخريب”

بدأ مايكل مان Michael E. Mann أبحاثه الموسعة على ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض بالاشتراك مع فريق عمل من جامعة كاليفورنيا، في تسعينات القرن الماضي.

اقتصرت هذه الدراسة على نصف الكرة الأرضية الشمالي، حيث تم قياس تطور درجات الحرارة هناك على مدى القرون العشرة الماضية. وما إن نشرت نتائجها عام 1998 حتى أصبحت حجر زاوية في الأبحاث البيئية.

أظهرت هذه النتائج أن درجة حرارة الأرض بقيت مستقرة نسبياً حتى بدايات القرن العشرين.

وبعد ذلك عانت من ارتفاع متسارع في فترة زمنية قصيرة نسبياً، وجاءت خلاصة الدراسة على شكل رسم بياني يوضح العلاقة بين الزمن على المحور الأفقي وبين تطور درجات الحرارة على المحور الرأسي، وقد نتج عن ذلك ما يشبه عصا رياضة الهوكي.

وفي حين تعكس الاستقامة استقرار درجة الحرارة، فإن الانثناءة تعكس صعودها المفاجئ في الفترة الأخيرة، لذلك عُرف هذا الرسم البياني باسم “عصا الهوكي”.

كان التفسير المنطقي لعصا الهوكي هو أن درجة حرارة الأرض ارتفعت في القرن العشرين ارتفاعاً حاداً بسبب الثورة الصناعية الحديثة.

وهذا ما جعل نظرية العالم مان دليلاً على تأثير كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من المصانع على الحرارة المذكورة.

وعلى ضوء ذلك أصبحت عصا الهوكي أيقونةً لدى المنادين بحماية البيئة، وتشكَّل تيار من الأبحاث العلمية انطلق من نظرية العصا هذه وساهم في التعريف بأخطار انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون على الجو.

الأنشطة البشرية على مدى السنوات الخمسين الماضية قد زادت درجة حرارة كوكبنا.

هذا ما توصلت إليه اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي مجموعة مؤلفة من 1300 خبير علمي مستقل من جميع أنحاء العالم، تحت رعاية الأمم المتحدة، وقالت إن مسؤولية البشر عما حدث للكوكب مؤكدة بنسبة تزيد عن 95%.

أنشطة البشر زادت من “ظاهرة البيت الزجاجي”، وهو ما ينتج عندما يحبس الغلاف الجوي الحرارة التي تُشعها الأرض نحو الفضاء.

تمنع غازات محددة في الغلاف الجوي الحرارةَ من الخروج إلى الفضاء، فتبقى معلقة فوق رؤوسنا، تنفخ سخونتها على الأرض.

*نعمل بكفاءة في تخريب الكوكب منذ 1800
ارتفعت أعداد سكان الأرض إلى المليار في سنة 1800، ومن ثم إلى ضعف ذلك في سنة 1926. في بداية القرن الحادي والعشرين كانت أعداد السكان قد قاربت الستة مليارات.

وكان العامل الأساسي في تغير الموازين في عالم الطاقة هو استعمال الفحم، الذي غيّر طريقة تعاطي الإنسان مع الصناعة وتوليد الطاقة.

ثم حلت بالكوكب المشكلة الأكبر، وهي تلوث الهواء الناجم عن حرق المواد البترولية، وهي عملية تترك بصمتها المدمرة على الهواء بإنتاج أكثر من 80 مادة سامة.

ساهمنا أيضاً في تلوث الهواء والاحتباس الحراري من خلال أساليب حياتنا الكثيفة الاستخدام للموارد، فنحن ننتج ونستهلك أكثر من أي وقت مضى.

ونحن ننتج المزيد من غازات الدفيئة كنتيجة لذلك، وكذلك ملوثات الهواء في شكل مواد كيميائية وجسيمات، بما في ذلك “الكربون الأسود”.

يؤدي تلوث الهواء إلى تدهور البيئة وتفاقم مشكلاتها، قد يكون تلوث الهواء محلياً، لكنه قد ينتقل لمسافات طويلة، وأحياناً عبر القارات، وفقاً لأنماط الطقس الدولية.

لا أحد في مأمن من هذا التلوث، الذي يأتي من 5 مصادر بشرية رئيسية، تبث هذه المصادر مجموعة من المواد بما في ذلك أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد النيتروجين وأوكسيد النيتروجين والأوزون السطحي والجسيمات، وثاني أوكسيد الكبريت والهيدروكربونات والرصاص، وجميعها ضارة بصحة الإنسان.

السطور التالية تستعرض أبرز ما جناه الإنسان في حق الكوكب.

الصناعة التي صنعت الحضارة.. وأضاعت الكوكب
بدأ الإنسان منذ بداية الثورة الصناعية بحرق كميات متزايدة من الوقود الأحفوري، أي النفط ومشتقاته، ما أدّى إلى تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الجوّ.

ومع زيادة التصنيع ازداد استخدام الوقود.

وزادت الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة لغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروجين.

ومع انتقال الناس إلى المناطق الحضرية بحثاً عن عمل، ارتفعت نسبة التلوث مع زيادة النفايات بكل أنواعها.

وتعرضت الغابات لهجوم إنساني مخيف، بالإزالة والحرائق العمدية والعارضة.

وهكذا بدأ المناخ يتغير.. وإلى الأسوأ دائماً.

التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري مسؤول عن واحدة من كل خمس وفيات مبكرة على مستوى العالم، كما كشفت دراسة نشرت في بداية 2021، ما يشير إلى أن التداعيات الصحية لحرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي قد تكون أعلى بكثير مما كان يعتقد من قبل.

*الغابات التي نتنفس بها.. نقتلع أشجارها أو تحترق
يزيل الإنسان الأشجار في معظم الغابات لخلق مساحة للزراعة، وإنشاء المباني، وغير ذلك من الأنشطة، ما يساهم في حدوث الاحتباس الحراري.

الأشجار تستهلك غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي.

ثم تخزّن الفائض منه لدعم نموّها وتطوّرها.

وعند قطعها ينبعث ثاني أكسيد الكربون المخزّن فيها ليتراكم في الغلاف الجوي.

كما أنّ إزالة الغابات تؤثّر على أنماط هطول الأمطار على مستوى العالم.

لماذا؟
لأن للأشجار دوراً في منع حدوث الفيضانات والجفاف من خلال تنظيم هطول الأمطار.

ولأن إزالة الغابات تغيّر طبيعة سطح الأرض، فتصبح مكشوفة أكثر لأشعة الشمس، ما يؤدّي إلى زيادة في امتصاص سطح الأرض للطاقة الحرارية، وهذا بدوره يسبّب الاحترار العالمي.

*النفايات التي نفشل في التخلص منها بصورة صحيحة
تغير المناخ وتلوث الهواء مرتبطان ارتباطاً وثيقاً.

إذا سيطرنا على تلوث الهواء فإننا نحمي أيضاً المناخ.

لكن ما يحدث هو أننا نلقي إلى الهواء يومياً بما يكفي للقضاء على نقائه، ومكوناته الأصلية، عبر إحراق النفايات.

على الصعيد العالمي، يحرق البشر نحو 40% من النفايات في العراء.

وبالطبع تزداد حدة المشكلة في المناطق الصناعية والدول النامية، حيث يتم حرق النفايات الزراعية أو البلدية في العراء في 166 بلداً من أصل 193 بلداً.

يطلق إحراق النفايات في العراء، والنفايات العضوية في المطامر، مادة الديوكسينات السامة والضّارة والفيوران والميثان والكربون الأسود في الغلاف الجوي.

وهذه هي النتائج
الكوكب يسخن والمحيطات تفقد “نقاء المياه” والقطبان يخسران جليداً أكثر.. ويتحركان
أخطر نتائج ما يقوم به الإنسان هي ارتفاع درجة حرارة الكوكب، أو الاحترار.

وأخطر عواقب هذا الاحترار، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحار، ستبقى غير قابلة للمحو لمئات أو آلاف السنين.

الحرارة في العالم سترتفع بواقع 1.5 درجة مئوية عما كما متوقعاً قبل 10 سنوات.

وسوف تتكرر الموجات الحارة الشديدة كل 10 سنوات بعد أن كانت تحدث مرة كل 50 عاماً.

كما أن الجفاف وهطول الأمطار بغزارة أصبحا أيضاً أكثر تواتراً.

مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع، خصوصاً في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية، ويقدر الخبراء الأمميون أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.

*ارتفاع الحرارة على سطح الكوكب
ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض نحو 1.2 درجة مئوية منذ بداية الثورة الصناعية وإنشاء المصانع.

وهذا أمر يثير الرعب.

يرتفع متوسط درجة حرارة سطح الكوكب 0.9 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، يعود سبب هذا التغير إلى زيادة ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الأخرى التي من صنع الإنسان إلى الغلاف الجوي.

حدث معظم الاحتباس الحراري خلال الـ35 عاماً الماضية، حيث سُجلت السنوات الخمس على أنها الأدفأ منذ عام 2010.

ومن أجل حصر ارتفاع حرارة الكوكب في نطاق 1.5 درجة مئوية، يجب خفض الانبعاثات بنسبة 7,6% سنوياً في المتوسط بين عامَي 2020 و2030 وفقاً للأمم المتحدة، وفيما شهد العام 2020 انخفاضاً بهذه النسبة بسبب الجائحة، من المتوقع أن ترتفع الانبعاثات مجدداً.

*الغطاء الجليدي يتناقص
انخفض الغطاء الثلجي في جرينلاند والقطب الجنوبي من حيث الكتلة.

فقدت جزيرة جرينلاند العملاقة في المتوسط 286 مليار طن من الجليد سنوياً بين أعوام 1993- 2016.

وفقدت القارة القطبية الجنوبية نحو 127 مليار طن من الثلج سنوياً خلال الفترة الزمنية نفسها.

تضاعف معدل فقد كتلة الجليد في القارة القطبية الجنوبية ثلاث مرات في العقد الماضي.

غرافيك من بي بي سي: تراجع كتلة الجليد من القطب الشمالي في 38 عاماً

القطبان الشمالي والجنوبي يتحركان
وسط الجدل عن “جدية” مخاطر التغير المناخي، أزحنا المحور الذي تدور حوله الأرض عن غير قصد على مدى عقود من الزمن.

في دراسة جديدة فحص الباحثون ظاهرة الانزياح القطبي الحقيقي، وهي ظاهرة يحدث فيها انزياح للموقع الجغرافي للقطبين الشمالي والجنوبي بالنسبة لمحور دوران الكوكب.

هذه الظاهرة الغريبة تتأثر بمجموعة من العوامل التي تشمل -كما اتضحَ حديثاً- التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري.

مستويات التلوث بالأوزون ترتفع
ازدادت على مدار 20 عاماً نسبة الأوزون في الغلاف الجوي السفلي للأرض الذي يقع فوق نصف الكرة الأرضية الشمالي.

الأوزون هو غاز دَفيء يلوّث الغلاف الجوي السفلي للأرض- فوق نصف الكرة الشمالي. ويختلف هذا عن طبقة الأوزون الموجودة على ارتفاع أعلى بكثير في الغلاف الجوي للأرض، والتي تحمي الحياة على كوكبنا.

متوسط مستويات الأوزون ازداد بنسبة 5% لكلّ عقد، بسبب التلوث الناجم عن الأنشطة البشرية.

* المحيطات تسخن على نار هادئة
امتصت المحيطات الكثير من هذه الحرارة المتزايدة.

امتصتها الأجزاء العلوية منها حتى عمق 700 متر، وهذه الأجزاء العلوية أظهرت ارتفاعاً في درجات الحرارة منذ عام 1969.

سطح المحيط يمتصُّ نحو 93% من تلك الحرارة الزائدة.

سرعان ما تمتزج الحرارة بأعلى 100 مترٍ من المياه، وهي منطقةٌ تُعرَف باسم “الطبقة المخلوطة”، وتستغرق وقتاً أطول بكثيرٍ للوصول إلى ما هو أدنى من ذلك.

لكن كما أورد موقع Live Science في تقريرٍ سابقٍ له، فقد لاحظ العلماء في السنوات الأخيرة ارتفاع درجات الحرارة حتى في أعمق طبقات المحيط.

الحموضة تزداد في مياه المحيطات
منذ بداية الثورة الصناعية زادت حموضة مياه المحيط السطحية بنحو 30%.

هذه الزيادة هي نتيجة انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بسبب الأنشطة البشرية، وبالتالي زاد امتصاصه في المحيطات.

كما ازدادت كمية ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها الطبقة العليا للمحيطات بنحو ملياري طن سنوياً.

*ومستوى سطح البحار في ارتفاع
ارتفع مستوى سطح البحر عالمياً نحو 8 بوصات في القرن الماضي. ومع ذلك فإن معدل ارتفاعه في العقدين الأخيرين يعادل ضعف ما كان عليه في القرن الماضي ويتسارع الأمر بشكل طفيف كل عام.

*والمستقبل قد يحمل الأسوأ
المنطقة العربية في مركز الحرارة والجفاف والعلماء يحذرون من انقراض جماعي وشيك للحياة البرية
صورة قاتمة ترسمها أبحاث وكالة الفضاء الأمريكية ناسا للمستقبل القريب، مع استمرار التدمير المنهجي للبيئة.

سوف يستمر التغير لما هو أبعد من هذا القرن.

تستمر الحرارة في الارتفاع.

تطول المواسم الخالية من الصقيع بسبب عدم انخفاض الحرارة إلى تحت الصفر.

تزداد نسبة هطول الأمطار شتاءً وربيعاً.

يشهد الكوكب المزيد من الأمواج الحرارية ونوبات الجفاف.

تصبح موجات القحط وموجات الحر أكثر حدةً في كل الأرجاء، فيما تصبح موجات البرد أقل حدةً.

تصبح الأعاصير أقوى وأكثر عنفاً.

يرتفع منسوب البحر ما بين 1 إلى 4 أقدام بحلول عام 2100، نتيجةً لذوبان الجليد الأرضي.

يستمر ارتفاع درجة حرارة المحيطات، وكذلك استمرار ارتفاع منسوب مياه البحر لعدة قرون.

قد يفقد القطب المتجمد الشمالي جليده خلال الصيف قبل حلول منتصف القرن الحالي.

* السيناريوهات الأسوأ بحلول عام 2050: قبل اختفاء البشرية
في ظل عدم وجود جهود جدية لمكافحة التغير الجنوني للمناخ فالعلماء يتوقعون نتائج كارثية بحلول العام 2050.

درجات الحرارة في بعض مناطق العالم ستزداد ارتفاعاً بشكلٍ خارج تماماً عن السيطرة ولا رجعة فيه على مدار العقدين المقبلين.

فقد الكوكب كثيراً من الغابات، ما يشير إلى ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في السنوات المقبلة إلى نسب غير مسبوقة.

في غضون خمس إلى عشر سنواتٍ ستتحول مساحات شاسعة إلى أراضٍ غير صالحة للبشر، خاصة في أستراليا، وجنوب إفريقيا، وغرب الولايات المتحدة.

يشهد إنتاج الغذاء تقلبات حادة من شهرٍ لآخر، وليس من الواضح تماماً مدى سوء أزمة الغذاء في السنوات المقبلة مع ارتفاع الحرارة.

يتوقع العلماء تزايد معدلات الكوارث الطبيعية، أعاصير وفيضانات وحرائق غابات.

موجات نزوح هائلة من المناطق أو الدول الجافة إلى جاراتها، وقد تسمح بعض الدول للنازحين بالعبور بشروط تقترب من العبودية.

قد يعود بعض البشر إلى الحياة البدائية ضمن قبائل متنقلة في الأرض بحثاً عن مكان يستطيعون الاحتماء فيه.

يعتقد علماء آخرون أن أزمة المناخ قد تجعل من اختفاء الجنس البشري احتمالاً ممكناً، حسب تقرير لصحيفة The Guardian.

* منطقة الشرق الأوسط في مركز “الحريق” المناخي
هي وثيقة يجري إعدادها لنشرها رسمياً في فبراير/شباط 2022.

هي مسودة تقييم وضعتها الأمم المتحدة، تحمل توقعات متشائمة للوضع المناخي في منطقة الشرق الأوسط، التي وصفت بأنها ستكون مركزاً للتغير المناخي، ما يؤثر بصورة درامية على سكانها، البالغ عددهم أكثر من نصف مليار نسمة.

تتوقع الورقة البحثية تداعيات سلبية واسعة النطاق:

موجات حر غير مسبوقة.
جفافاً للأراضي الزراعية.
حرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
ارتفاع منسوب البحر.
خسائر في التنوع الإحيائي البري والبحري.
مخاطر مرتبطة بالجفاف وحرائق الغابات.
هزات في إنتاج الغذاء.
مخاطر صحية جراء الحرارة الشديدة.
زيادة خطر الوفاة جراء الحر للمسنين ما بين ثلاث و30 مرة بحلول نهاية القرن.

ويشير التقييم إلى أن بعض مناطق المتوسط قد تشهد تراجع غلات المحاصيل التي تنتجها الأمطار بنسبة 64%.

كما أن 71% من إجمالي الناتج الداخلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معرض لـ”ضغط ناجم عن شح المياه بدرجة عالية جداً”.

*لهذا يجب أن نقلق كثيراً في بلداننا العربية
ستشهد بعض المناطق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاعاً في درجات الحرارة في الصيف، بحوالي 4 درجات مئوية بحلول منتصف القرن الحالي.

عواقب هذا الارتفاع عديدة، وسيدفع سكان البلدان العربية أيضاً ثمناً باهظاً بسببها.

على سبيل المثال، فالسيول العنيفة، كتلك التي قتلت وشردت كثيرين خلال السنوات العشر الأخيرة في جدة، لن تكون مجرد حوادث منفردة.

حذر البنك الدولي قبل عدة أعوام من ارتفاع منسوب مياه البحر، وأثره المدمّر على المناطق الساحلية المنخفضة في مصر وتونس وليبيا وقطر والإمارات والكويت.

كما توقع أن يتعرض عشرات ملايين البشر في المنطقة لضغط نقص المياه بحلول عام 2025.

وبالتالي تقل المحاصيل الزراعية، ما سينعكس على اقتصاد هذه الدول، وعلى العائدات من المحاصيل الزراعية والسياحة، وعلى معدلات البطالة والنزوح السكاني والصحة.

*اقتربت علامات الساعة المناخية.. ولا أحد يهتم
وثيقة هزت العالم في 2019، وقعها أكثر من 11 ألف عالم من 153 دولة.

“نعلن بوضوح وبشكل لا لبس فيه أن كوكب الأرض يواجه حالة طوارئ مناخية لتأمين مستقبل مستدام، يجب علينا تغيير الطريقة التي نعيش بها، ويتضمن ذلك تحولات كبيرة في الطرق التي يتعامل ويتفاعل بها مجتمعنا العالمي مع النظم البيئية الطبيعية”.

هكذا تحدث العلماء بصوت يمثل ضمير الإنسانية قبل أن يفوت الأوان.

اقترح الباحثون خطة عمل من ستة محاور، من شأنها إبطاء آثار تغير المناخ:

استخدام مصادر الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري، وترك المخزونات المتبقية من الوقود الأحفوري في الأرض.
الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
استعادة وحماية النظم البيئية مثل الغابات والأراضي العشبية والمستنقعات التي تحتجز ثاني أكسيد الكربون.
الاعتماد على النباتات في الغذاء، وتقليل استهلاك اللحوم لتقليل غازات الدفيئة الأخرى. والتقليل من هدر الطعام، لأن ثلث الطعام الذي ينتجه الإنسان ينتهي إلى أكوام القمامة.
الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر الخالي من الكربون.
تحقيق الاستقرار في عدد سكان العالم الذي يتزايد بأكثر من 200 ألف شخص يومياً، باستخدام الأساليب التي تضمن العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
هو تحذير متكرر يطلقه العلماء المساكين كل عدة أعوام، فهل يستمع لهم صناع القرار هذه المرة؟

أم يذهب تحذيرهم أدراج الرياح، كما ذهب أخ له من قبل؟

نعم، في عام 2017، حذر عدد من العلماء من مخاطر التلوث التي قد تؤدي إلى الانقراض الجماعي الوشيك للحياة البرية على كوكب الأرض.

ولم يستمع لهم أحد!

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، حذّر العالم البيئي البريطاني الشهير ديفيد أيتنبار من أن سيناريو يوم القيامة سيتحقق في حالة لم تواجه البشرية ظاهرة التغير المناخي.

ولم يتحرك صناع القرار بعد، بينما علامات الساعة المناخية تلف الكوكب من الجبال إلى المحيطات، ومن القطب إلى القطب.

وفي نهاية صيف 2021 الذي شهد المزيد من مؤشرات الخطر، وضع مئات العلماء من جميع أنحاء العالم اللمسات الأخيرة على التقرير الذي يقيم حالة المناخ العالمي، وهو تقرير مهم لدرجة كبيرة، ونداء أخير قبل أن يفوت الأوان.

هؤلاء العلماء لديهم “ثقة عالية” في أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت أعلى في عام 2019 مما كانت عليه في أي مرحلة خلال مليوني عام على الأقل.

وأن درجة حرارة سطح الأرض “ارتفعت منذ عام 1970 بشكل أسرع مقارنة بأي 50 عاماً أخرى خلال الألفي عام الماضية على الأقل”.

فما الذي ينتظره الإنسان ليصلح ما أفسدت يداه في الكوكب الأخضر الأزرق؟

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع عربي بوست
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-46380.htm