صعدة برس - وكالات - موقع "19FortyFive" نشر مقال بشأن هجوم أوكرانيا المرتقب، وكيف أصبحت كييف أمام واقع معقد يجب أن تواجهه، خاصةً وأنّ فرص زيلينسكي في تحقيق أهدافه المتمثلة في إجبار روسيا على الخروج من أوكرانيا غير محتملة إلى حدٍ كبير.
أفاد موقع “19FortyFive” في مقالٍ للكاتب دانيال ديفيس، بعنوان “لماذا لن يهزم بوتين؟”، بأنّ لدى أوكرانيا واقع معقد يجب أن تواجهه، حيث أعرب كبار قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال الأيام القليلة الماضية عن دعمهم القوي لأوكرانيا وهجومهم القادم، الذي تم الإبلاغ عنه على نطاق واسع.
ومع ذلك، فإنّ قراءة بعض التعليقات غير الرئيسية، التي أدلوا بها تكشف عن الإدراك المتزايد في الغرب، بأنّ أمل الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، في تحقيق أهدافه المعلنة المتمثلة في إخراج روسيا تماماً من أوكرانيا ضئيل جداً.
وعلى هذا، فإن هناك حاجة ماسة إلى تغيير السياسة الغربية، قبل أن تتكبد كييف المزيد من الخسائر القتالية، التي من غير المرجح أن تغير حقيقة مفادها أن الحرب سوف تنتهي على الأرجح بتسوية تفاوضية.
التطورات الأخيرة في حرب أوكرانيا
وفي الأيام القليلة الماضية فقط، أدلى كبار القادة السياسيين الغربيين بإعلانات قوية لدعم أوكرانيا والهجوم الذي يلوح في الأفق في البلد المحاصر. وأصدر كل من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، والأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، بيانات شديدة اللهجة لدعم أوكرانيا. لكن السؤال هو ما إذا كان الغرب قادراً على الوفاء بمطالبه.
وفق الموقع، هناك أدلة متزايدة على أنه خلال الفترة المتبقية من عام 2023، من المحتمل ألا يكون لدى الغرب بشكلٍ عام والولايات المتحدة على وجه الخصوص، مخزونات كافية من الأسلحة والذخيرة الرئيسية، لمطابقة ما تم توفيره لأوكرانيا خلال الأشهر الـ 14 الأولى من الحرب. وقبل أيام، أعلنت الولايات المتحدة عن شريحة أخرى من الدعم العسكري لأوكرانيا، لكن هذه المرة في شكل حزمة بقيمة 1.2 مليار دولار.
والأمر الأساسي في هذا الدعم الموعود، هو أنّه لم يقدم بموجب “سلطة الانسحاب” الرئاسية، بل في إطار مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا. والفرق في البرنامجين كبير وله آثار “سلبية”، على عمليات القوات المسلحة الأوكرانية (UAF) خلال الفترة المتبقية من هذا العام، خاصةً بعد النتيجة – الفوز أو الخسارة أو التعادل – للهجوم الأوكراني القادم.
السياسة والتوقيت
تعني “سلطة الانسحاب”، أنّ بايدن يمكنه أن يأمر بالتسليم الفوري للأسلحة والذخائر الأميركية الحالية، وعليه، فإنه من الناحية النظرية، يمكن تسليمها إلى ساحة المعركة في غضون أسابيع.
لكن من ناحية أخرى، تعني مبادرة المساعدة الأمنية أنّه يجب كتابة العقود والإعلان عنها والخضوع لعملية تقديم العطاءات، ومن ثم يتعين على شركات المقاولات الدفاعية التي تفوز بعطاءات إنتاج الذخيرة أو المعدات العسكرية، والتي تستغرق أحياناً سنوات لإكمالها. وهذا يعني أنّ أوكرانيا لن ترى الفوائد الأساسية لهذه الجولة الأخيرة من الدعم الأميركي، حتى عام 2024 على الأقل.
وفي مقابلة في 5 أيار/ مايو الحالي مع “يورونيوز”، اعترف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وقال: “إذا توقفت عن دعم أوكرانيا، فمن المؤكد أنّ الحرب ستنتهي قريباً”، لأنّ أوكرانيا “لن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها” و “ستسقط في غضون أيام”.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بتفاؤل أنّه منذ بداية الحرب، “فاقت القوات المسلحة الأوكرانية التوقعات”.
ومع ذلك، خلص في كلمة تحذير رصينة: “علينا أن نكون واقعيين. هذا هو العالم الحقيقي. هذا ليس فيلماً من أفلام هوليوود”. وهنا سيكون من الحكمة أن ينظر القادة الغربيون في تداعيات هذا البيان الدقيق، يورد الموقع.
وبيّن الكاتب في مقاله أنّه “من الواضح والمفهوم أنّ أولئك الموجودين في الغرب”، سيكونون ضد الحرب الأوكرانية، وسيرغبون في رؤية كييف تستعيد جميع أراضيها. ويضيف: “إذا كنا نكتب سيناريو فيلم، فهذه هي بالضبط الطريقة التي ستنتهي بها هذه القصة. ولكن كما يشير وزير الخارجية البريطاني بدقة مؤلمة، يتعين علينا أن نصنع سياسة تستند إلى الاعتراف الأكثر دقة وواقعية ورصانة بالحقيقة على أرض الواقع، وبدرجة أقل كثيراً على تفضيلاتنا المشحونة عاطفياً”.
تطور استراتيجية أوكرانيا
لو نجحت أوكرانيا، وتجاوزت مرةً أخرى التوقعات الغربية، واستولت على 50 أو 100 كيلومتر من الأراضي، فإن عدد الضحايا الذين سيعانون منهم، سيكون مرتفعاً في ظل أي سيناريو، مما يجعل القوات المسلحة الأوكرانية أضعف مما هي عليه اليوم.
ومن غير المرجح أن يتمكن الغرب من استبدال المعدات المفقودة أو توفير ذخيرة كافية لدعم الأوكرانيين لبقية هذا العام.
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”، فبالإضافة إلى 300 ألف جندي لدى روسيا حالياً في أوكرانيا، هناك 200 ألف آخرين على استعداد لعبور الحدود.
ووفقاً للكاتب فإنّه بمجرد أن ينتهي الهجوم الأوكراني، وبغض النظر عن مدى نجاحه أو عدمه، يكاد يكون من المؤكد أنّ هجوماً مضاداً روسياً سيتبعه.
وعندها ستكون أوكرانيا عرضة، لعدة أشهر، لمثل هذا الهجوم حيث سيكون لديها عدد أقل من قذائف المدفعية وصواريخ الدفاع الجوي والقوات. وكما يوضح هذا التحليل، فإن هذه تحديات هائلة، تقف في طريق هجوم الربيع الأوكراني المنتصر والحاسم.
واختتم مقاله، أنّه إذا كان هذا هو الحال، فإنّ فرص زيلينسكي في تحقيق أهدافه المتمثلة في إجبار روسيا على الخروج من أوكرانيا غير محتملة إلى حدٍ كبير.
والنتيجة الأكثر ترجيحاً هي أن الحرب ستستمر بغض النظر عن هذا الهجوم، ولكن بمرور الوقت ستستمر الظروف في الميل في اتجاه روسيا.
وفي نهاية المطاف، من المرجح أن تضطر كييف إلى السعي إلى التوصل إلى نهاية تفاوضية للقتال. ويتعين على الغرب أن يدرك هذا الاحتمال الآن، وأن يبدأ في دعم مثل هذه النتيجة سراً مع المسؤولين الأوكرانيين، علماً أن رفض اتخاذ مثل هذه الإجراءات، على أمل أن تحقق أوكرانيا انتصاراً كبيراً في ساحة المعركة، قد يحكم على كييف “بصفقة أسوأ بكثير في وقت لاحق”.
* المصدر: الميادين نت
* الماده الصحفية نقلت حرفيا ولا تعبر عن رآي الموقع |