صعدة برس - وكالات - أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الأهمية الاقتصادية لمحصول البن اليمني لا تقل عن النفط والغاز.
وتوجه رئيس الوزراء خلال الملتقى التنسيقي لذوي العلاقة بقطاع البن الذي أقامته اليوم، اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة بالتعاون مع وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر والغرفة التجارية، بالشكر لكل من يساهم ويعمل على تطوير الاقتصاد الوطني والنهوض بمقوماته، ومنها القطاع الزراعي الذي يعد واحدا من الأدوات الهامة والمتاحة والتي يوليها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أهمية كبيرة.
ونوه بموجهات وتوجيهات قائد الثورة و الرئيس المشاط، بأهمية أن يكون هناك توازن بين العمل الإداري الرسمي والعمل الإبداعي الميداني، في مختلف القطاعات الإنتاجية وفي مقدمتها الزراعة.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى قيام حكومة الإنقاذ بخطوات التنفيذ العملي للاستراتيجية الوطنية لتنمية وتطوير زراعة البن وعملية تسويقه والنهوض بدوره كمحصول نقدي هام في خدمة الاقتصاد الوطني.
واعتبر الملتقى نوعا من التدقيق الداخلي لعمل الجميع في هذا المجال، والذي يساهم في خدمة مسار تطوير هذه السلعة النقدية الهامة وتحويلها إلى عنوان من عناوين النصر الذي تحقق للشعب اليمني.
وقال “الوطن اليوم ومن خلال معاهده وكلياته وجامعاته وكل مراكز التطوير، ينشئ طبقة مثقفة وكادرا قادرا على إدارة هذا المجتمع، وقيادة وتوظيف إمكانياته ومنها البن الذي إذا ما نجحت جهودنا في استنهاض واقعه الزراعي والإنتاجي وخصوصيته المميزة عالمياً والتوسع المستمر في المساحات المزروعة والتسويق لمحصوله فإن مردوداته على الاقتصاد اليمني ستكون أفضل بكثير من التركيز على النفط والغاز اللذين لم يأتيا إلا بالأطماع والخراب والدمار على شعوبنا العربية وتحويل الدول النفطية إلى دول فاشلة”.
وأضاف الدكتور بن حبتور :”إن سلسلة العمليات التي تمر بها زراعة البن ابتداء من اختيار الأصناف وزراعتها وما يليها من خطوات وصولاً إلى تسويقه تجعلنا نحترم العمل وقيمته ونتائجه وهو ما لا يوجد في النفط الذي يتم استخراجه من الأرض ويحولنا إلى قوى مستهلكة لا تدرك قيمة المال الذي بين أيدينا والذي يتحول في أغلب الأوقات إلى أداة لتدمير شعوبنا”.
وأشاد بمبادرة أبناء حراز بمحافظة صنعاء الذين استبدلوا أشجار القات بزراعة البن ويحصدون اليوم الخير من توجههم السليم.. محذرا من عواقب تحويل الأراضي المخصصة للمحاصيل الزراعية إلى أراضي لزراعة القات الذي تعد نتائجه كارثية على المجتمع، ويساهم بصورة سلبية في تحويل أبنائه سيما الشباب إلى قوة خاملة وغير فاعلة.
وعبر رئيس الوزراء في ختام كلمته عن الشكر لوزارة الزراعة والري واللجنة الزراعية والسمكية العليا ولكل من يقف معهما ويدعم أنشطتهما التي تحقق الخير للوطن بتقديمهما العون للمزارعين وتحفيزهم على التوسع في العمليتين الزراعية والإنتاجية.
وخلال الفعالية التي حضرها وزير الإدارة المحلية علي القيسي ومدير مكتب رئيس الوزراء طه السفياني ومساعد أمين عام مجلس الوزراء لقطاع الخطط والبرامج معين الشامي ورئيس الهيئة العامة للاستثمار ياسر المنصور، أكد وزير الزراعة المهندس عبدالملك الثور أهمية الاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع البن باعتباره من القطاعات الواعدة في دعم عملية التنمية الاقتصادية في اليمن.
وأوضح أن تحديث الاستراتيجية الوطنية لقطاع البن بمشاركة كافة الجهات ذات العلاقة، سيساعد على إيجاد رؤية فاعلة قابلة للتنفيذ للارتقاء بهذا القطاع الهام خاصة في ظل الاهتمام المتنامي للاستفادة من زراعة البن في دعم الاقتصاد الوطني.
وأشاد وزير الزراعة بجهود وحدة البن في إبراز هذه الاستراتيجية بما يتلاءم مع توجهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى، الرامية إلى تطوير وتوسيع زراعة البن.
من جانبه أوضح نائب وزير الزراعة – نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا الدكتور رضوان الرباعي أن هذا الملتقى يأتي استجابة لدعوة قائد الثورة لإشراك جميع الجهات المعنية بقطاع البن في عملية التخطيط لإعداد استراتيجية وطنية.
وأشار إلى أن قطاع البن واجه خلال الفترات الماضية تحديات كبيرة وستسعى الاستراتيجية الوطنية إلى تجاوز تلك التحديات ووضع التصورات والرؤى التي تساعد على توسيع زراعة هذا المحصول بجودة عالية تمكنه من المنافسة في مختلف الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع البن ستعمل على إحداث هيكلة جديدة للقطاع، وتعالج الكثير من المشكلات التي يواجهها منتج البن كمشكلة التهريب والغش التجاري الذي يعانيه البن اليمني خاصة من دول العدوان.. مبينا أن هناك إنجازات مبشرة وكبيرة في هذا المجال أهمها إنشاء مختبر للبن.
وشدد الدكتور الرباعي على ضرورة أن تكون هناك نافذة واحدة لتصدير البن اليمني إلى مختلف دول العالم بما يتناسب مع مكانته وعراقته.
فيما استعرض مسئول وحدة البن في اللجنة الزراعية العليا محمد القاسمي بعض الإنجازات التي تحققت في قطاع البن، أبرزها فتح مزادات للترويج له داخليا وخارجيا، واعتماد بعض التشريعات المتعلقة به.
وأشار إلى أن إنتاج البن اليمني ارتفع خلال العام 1444هـ من 2800 طن إلى 12 ألف طن، كما ارتفع عدد الشركات المصدرة للبن اليمني إلى 125، ويتم حاليا تصديره إلى أكثر من 25 دولة.
ولفت إلى جهود تطوير إنتاجية البن والنهوض بزراعته من خلال إقامة المزادات العالمية المنافسة وإقامة مهرجانات ومعارض وعمل تشريعات، واعتماد مصفوفة لدعمه وتطويره.. مؤكدا أن وحدة البن في اللجنة الزراعية والسمكية العليا تعكف حاليا على إعداد دليل للبن ابتداء من اختيار البذور والشتلات ذات الجودة العالية وصولا إلى الإنتاج والتسويق.
بدوره قدم رئيس مركز ريادة الأعمال والمنشآت الناشئة بالغرفة التجارية بأمانة العاصمة الدكتور أحمد الحضرمي، عرضا توضيحيا حول اقتصاديات البن في اليمن، وسلسلة تجارته ، ووضعه التنافسي، واستراتيجية طويلة المدى لحماية وتنمية هذا المحصول الاقتصادي.
وأشار إلى أهمية تعزيز الجهود والتنسيق للنهوض بإنتاجية البن ومعالجة كافة المعوقات التي تواجه انتاجيته وتصديره.
حضر الملتقى الذي شارك فيه نخبة من الكوادر والمتخصصين في مجال إنتاج وتصدير البن والمهتمين، نائب رئيس الغرفة التجارية بالأمانة محمد صلاح.
سبأ |