- عرب جورنال.. زبيد اليمنية مدينة العلم ومهوى العلماء..

الأربعاء, 16-أغسطس-2023
صعدة برس - وكالات -
يجمع مثقفوا ثقافات الشعوب من لهم علاقة بتاريخ الحضارات والمهتمين بتاريخ العرب:بأن مدينة زبيد اليمنية التي تبعد عن محافظة الحديدة ١٠٠ كم، تعتبر من اهم المعالم الأثرية في الفترة الإسلامية التاريخية التي مرت بها منذ تأسيسها في بداية القرن الثالث الهجري عندما اختطها محمد بن زياد بأمر من المامون بن هارون الرشيد عاصمة للدولة الزيادية وقد ظلت عاصمة للدويلات المتعاقبة من النجاحية ثم المهدية الي الايوبية والرسولية والطاهرية ثم اصبحت مركزا ثقافيا واداريا منذ قدوم الاتراك وحتى اليوم ..ودلت الحفريات والتنقيبات الاثرية التي جرت في مدينة زبيد انها مرت بفترات تاريخية متعددة ابتداء من تشييد جامع الاشاعر في عهد الصحابي الجليل ابي موسى الاشعري في السنة الثامنة للهجرة.

كما دلت مسوحات اثرية ان الاستيطان البشري بهذا السهل يعود الي الألف الرابع قبل الميلاد..اذ تعتبر قرية الشمية الواقعة غرب مدينة زبيد من أقدم المواقع التي استوطن فيها الانسان القديم.. وجمعت الاستدلالات من الملتقطات السطحية مثل الرماح والمقاشط المصنوعة من الصوان التي تعود الي فترة ماقبل التاريخ.

تقع مدينة زبيد في سهل تهامة الغربي بين واديين وادي رماع ووادي زبيد وتبعد عن البحر الاحمر ٢٥كم،طقسها حار صيفا ومعتدل شتاء.
وسميت زبيد نسبة الي وادي زبيد ، وقد اختط هذة المدينة الوالي محمد بن زياد مؤسس الدولة الزبادية في اليمن(٢٠٥-٤٠٢ه‍ ),(٨٢٠-١٠١١م) عام ٢٠٤ه‍ ،في عهد الخليفة العباسي المامون بن هارون الرشيد واتخذها عاصمة لدولتة واقيمت حولها الاسوار من قبل الحكام المتعاقبين.. ويذكر ان الحسن بن سلامة ادار حولها سورا ..كما ذكر ابن الربيع:”ان الامير الايوبي سيف الاسلام طغتكين” ادار حولها الاسوار،وضمت المدينة اربعة ابواب لايزال بعضها قائما حتى يومنا هذا.

وقد ظلت”زبيد”الي جانب دورها الرائد في نشر العلم وعلوم الدين عاصمة ومقر حكم للدولة النجاحية، التي حكمت في الفترة (٤٠٣-٥٥٥ ه‍)، وايضا دولة بني مهدي وحتى عام٥٦٩ه‍ ، ولاتزال “زبيد” تحوي في جنباتها ثروة معمارية اسلامية فريدة من نوعها، تنتشرفي ارجائها وتعبر عن شموخ وإباء وعظمة وعز وجاه تاريخها العريق.. وياتي في مقدمه ٱثارها الاسلامية العظيمة والمتميزة الجامع الكبير الذي يعد من اهم واكبر المساجد في اليمن بعد الجامع الكبير بصنعاء واسسة محمد بن زيادعام٢٢٥ه‍ ، وقام بتجديده وتوسيعه الحسن بن سلامة عام ٣٩٣ه‍ ،واعاد بناءه مجددا المبارك بن كامل عام ٩٦٥ه‍، وقام بتوسيع مؤخرتة وجناحية السلطان الاشرف اسماعيل بن يحي ثم تم هدمه واعاد بناءه السلطان عامر بن عبد الوهاب وزاد في بنائه كما انشأ له مكتبة.. وتضم زبيد حاليا اكثر من ستين مكتبة خاصة وتحتوي على مئات المخطوطات العلمية التي لاتقدر بثمن ولا تزال الكثير من الأسر العريقة تحتفظ بها.

ومن اهم المعالم الاثرية في زبيد جامع الاشاعر ويرجع تأسيسه الي الصحابي ابي موسى الاشعري في السنه الثامنة للهجرة بأمر من النبي صلى اللة علية وسلم.. ويعد الجامع الاول الذي تأسس في البمن بعد دخول اليمنيين في دين الاسلام.. وهو من المساجد الذي يحظى بالمكانة الروحية والتاريخية، ثم قام بتوسيعة الحسين بن سلامة وتعهده سلاطين بني رسول من بعده ،غير ان الاضافات التي تمت فيه كانت في عهد بني طاهر وظل الجامع على وضعه حتى اليوم.

أما المدارس المسجدية فيعود تاريخ ظهورها الي عهد الدولة الايوبية في اليمن، وقد ذكر القاضي العلامة اسماعيل بن علي الاكوع-في كتابه” المدارس الإسلامية في اليمن”ان الملك الايوبي المعز اسماعيل بن طغتكين بن ايوب كان اول من بنى مدرسة له في زبيد عام ٥٩٤ه‍ وسماها “المعزية”التي عرفت في ما بعد بمدرسة الميلين”.

وقد بنيت العديد من المدارس الاسلامية في الفتوحات التاريخية اللاحقة من قبل الحكام والولاه وغيرهم.

وفي تاريخنا المعاصر احتفظت زبيد بأريجها المعطر بعبق العلم والتاريخ، وتجاوزت شهرتها الحدود اليمنية الي الآفاق العالمية لتحصل على افضل تكريم يتم تقديمة لمدينة تاريخية،هو إعلامها ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني”حيث ادرجت ضمن هذة القائمة”.

قلعة زبيد الكبرى:
أكبر القلاع الأثرية في المدينة وهي بناء مهيب يتكون من ترابط عدة أبنية ومرافق متكاملة “مسجد -بئر – مخازن – عنابر – اسطبلات – دار حكم ” ويحيط بها سور وحائط وجامع .

أظهرت الحفريات التي أجرتها البعثة الكندية أن جدار القلعة بنيت عام ٤٩١ه‍ وتحتوي القلعة حالياً بعد إجراء الترميم متحفاً أقليميا وبعض أقسام القلعه مرافق إدارية وحكومية .

العلماء والمعلامة:
نظراً للمكانة العلمية التي حظيت بها زبيد فقد أصبحت مهوى العلماء والباحثين من كل حدب وصوب ومحط رحالهم الأمر الذي جعلها مرتبطة بالعديد من الأسماء الهامة في مختلف الجوانب العلمية حيث كانت تخرج ولا تزال العلماء والأئمة وكبار الأدباء على امتداد الساحة اليمنية والعالم الإسلامي فمن أسد حمزة إلى الوصابي والأهدل ثم مفتي زبيد الشيخ العالم محمد علي البطاح حيث كان لنا معه محطة أبحرنا في لجة علمه فقها وفكرا وعقيدة ولغة فمن علوم الفقه واللغه والطب والفلك والزراعة والحساب والجبر والمساحة من العلوم حيث أحتلت زبيد مركزاً ثقافياً عالي المستوى في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري بعد افول وتضاؤل اهمية المراكز الفكرية في العالم الاسلامي..واحصيت المؤسسات الثقافية في أواخر القرن الثامن الهجري
فبلغت”مئتي وثلاثين” على نحو ماصرح به الخزرجي ومن بعده ابن الدبيع الشيباني “٤٤٩ه‍” وهذا العدد يشير بجلاء إلى أهميتها من الناحية الفكرية .

مدينة الأدب والفكر:
إذن كانت ومازالت زبيد الأدب والتاريخ.. فلا زال أبناؤها اليوم على روح الأدب يسقون جدبها ويزرعون ثمرها … فزبيد مفعمة بالحراك الأدبي والثقافة والوعي فمن المنتديات الأدبية إلى الروابط الثقافية ..ففي كل زقاق في كل شزر من زبيد ستجد علماً و وعيا وأدبا .. إلى اتحاد الأدباء وفصليته “الغراء” وفعالياته المتعددة.. ماذا أقول إن جذور الأدب قد تعمقت منذ الأزل في زبيد حتى صار أطفال زبيد يرضعون الوعي والأدب أطفالا وفيهم ذوو الربيع التاسع شاعراً يرسم الخطى إلى المنارة يكاد المرء ان يجزم أن ماء زبيد يصوغ نغما وحنينا يصوغ نثرا زلالا يحكي أقصوصة الزمن البعيد .

* المصدر: موقع جورنال عرب
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-47648.htm