صعدة برس - وكالات - أشاد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، بجهود وتضحيات المقاومين والمجاهدين في لبنان واليمن والعراق، الذين يشاركون الشعب الفلسطيني ملحمة “طوفان الأقصى”.
وقال حمدان في مؤتمره الصحفي في بيروت، اليوم الإثنين: “نحيّي ونبارك جهادهم وبطولاتهم ومواقفهم، ونترحّم على شهدائهم، ونحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية تداعيات ونتائج التصعيد في المنطقة التي لن تعرف استقراراً إلاّ بوقف كامل للعدوان الصهيوني عن قطاع غزَّة”.
وأكد أنَّ استمرار هذه الحرب النازية يضع كل المشاركين والداعمين لها وكل المتخاذلين والصامتين والمتقاعسين عن إدانتها وتجريمها ووقفها، أمام مسؤولية سياسية وإنسانية وأخلاقية تاريخية، يتحمّلون تداعياتها وتبعاتها القانونية التي لن تسقط بالتقادم، وستبقى وصمة عار تلاحقهم على مرّ التاريخ.
وأضاف: لليوم 129، تتواصل بكل وحشية حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بشراكة أمريكية وبعض الدول الغربية، وكانت آخر محطاتها فجر اليوم مجازر في مدينة رفح التي استهدف المنازل والمساجد والنازحين ممَّا أدى لارتقاء عشرات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء.
وأفاد بأن الحركة تخوض محادثات صعبة في مسارات متعدّدة، وتتعاطى بكل مسؤولية مع كل المبادرات والمساعي، التي تلبّي طموحات وتطلّعات أهالي قطاع غزَّة، من أجل وقف العدوان، وإنهاء الحصار، وتحقيق الإغاثة والإعمار وتحرير الأسرى في سجون العدو.
وتابع حمدان: نبعث بتحيَّة الفخر والاعتزاز لأهلنا في قطاع غزَّة الذين يواصلون تحدّي ومجابهة حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتعطيش، بمزيد من الصبر والمصابرة والرّباط والتضحية والإصرار على التمسّك بالأرض والثوابت والمقدسات.
ونوه بأن “مجرم الحرب نتنياهو يتوعّد بملاحقة المدنيين إلى مدينة رفح، التي بلغ عدد من فيها قرابة 1.4 مليون، بعد أن تحوّلت إلى مركز نزوح هائل من مختلف مناطق قطاع غزة، تكدّسوا في المدارس والطرقات والمناطق المفتوحة في أوضاع مزرية، ويتعرضون منذ أيام لقصف وحشي خلف العشرات من الشهداء، رغم ادّعاء الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية أنَّ رفح منطقة آمنة”.
وقال: إنه وبعد 12 يوما من متابعة من يمتلك ضميرا إنسانيا، يتم الكشف عن استشهاد الطفلة هند، مع أربعة من أفراد عائلتها، بينهم قريبتها الطفلة ليان، برصاص جيش العدو الفاشي، إضافة إلى المسعفَين الأبطال: (الأسماء) المسعف يوسف زينو والمسعف أحمد المدهون، الذين هَرَعَا لإنقاذ العائلة، مع تدميرٍ كامل لسيارة الإسعاف.
كما أكد حمدان أنَّ هذه الجريمة المركّبة، التي يستهدف فيها جيش العدو، المجرّد من أدنى معايير الإنسانية؛ أطفالاً وطواقم طبية تمارس عملها الذي كفله لها القانون الدولي والإنساني؛ لهي وصمة عار لن يمحوها الزمن.
وأشار إلى أن جيش العدو الإرهابي يواصل حصاره لمجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، وينشر قناصته حوله، ويستهدف المرضى والطواقم الطبية، في جريمة حرب مستمرة بحق ما تبقى من القطاع الطبي، في تكرار لسياسة استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، كما حدث في مستشفيات شمال قطاع غزة.
وادان حمدان بأشد العبارات ما تعرض ويتعرض له مدير مستشفى الشفاء الطبيب محمد أبو سلمية من قمع وتعذيب وتكسير يديه وتعمّد إهانته وإجباره على المشي على أطرافه، كل ذلك بسبب رفضه رغم كل الضغط والتعذيب تسجيل فيديو يتهم المقاومة باستخدام مستشفى الشفاء كمقرّ عسكري.
كما وجّه التحيَّة للطبيبة الفلسطينية البطلة “أميرة العسولي” التي كانت في مصر عند بدء العدوان على شعبنا، وأصرّت على العودة إلى بلادها، كي تخدم أهلها وتضمّد جراحهم، والتي شاهد العالم كيف جازفت بحياتها أمام قناصة العدو، لأجل إسعاف أحد الجرحى.
وجدد حمدان الدعوة إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية خصوصاً منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتحمّل مسؤولياتهم الإنسانية والقانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري لحماية المستشفى ومرافقه، من الاستهداف الممنهج له.
أكد أيضا أن جيش العدو يواصل جرائمه النازية ضد أهالي الضفة المحتلة حيث وصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 405 شهداء معظمهم في عمليات إعدام ميداني وآلاف الجرحى والمصابين، ويمارس ضدّهم أبشع الجرائم عبر تدمير المنازل ومحتوياتها وإقامة مئات الحواجز وإغلاق الطرق والاعتداء على المارين فيها.
ونوه بأن العدو النازي يواصل انتهاكاته بحق الأسرى في سجونه، حيث نقل المفرج عنهم شهادات عن أهوال مروّعة ما يتعرَّض له الأسرى والأسيرات من تعذيب نفسي وجسدي، وإهانات وانتهاكات خطيرة، وقد استشهد عدد منهم تحت التعذيب، كان آخرهم الشهيد محمد الصبار، الذي ارتقى نتيجة التعذيب والإهمال الطبي.
وقال: إنّ اعتداءات المستوطنين تتصاعد على أهلنا في الضفة، من خلال قطع الطرق والاستيلاء على الأراضي، كما تستمر مخططات الاحتلال في تهويد الأرض ومصادرتها؛ حيث أقام المستوطنون بحماية جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة تقوع في بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، في انتهاك صارخ لكل القوانين والقرارات الأممية.
وعن آخر مستجدات الصفقة.. أوضح حمدان، أنّه وخلال لقاء وفد الحركة في القاهرة مع الوسطاء الإخوة المصريين والقطريين، تمَّ مناقشة رد الحركة على مقترح باريس، وكان تقدير الإخوة المصريين والقطريين بأنَّ ردَّ الحركة إيجابي، ويفتح مجالاً للوصول الى اتفاق.
وأضاف: اطلعت الحركة على ردّ العدو على اقتراح باريس الذي شارك فيه ممثلوه ووافقوا عليه، ونرى أنَّ ردَّ العدو فيه تراجع عن مقترح باريس نفسه، ويضع شروطاً وعقبات لا تساعد في التوصل لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا،
ولفت إلى أنّ رد العدو على مقترح باريس لا يضمن أيضا حرية حركة السكان وعودة النازحين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، وعدم تجاوب العدو مع ضرورة فتح المعابر وحرية حركة المسافرين والجرحى، كما أن ما عرضه العدو من معادلات لتبادل الأسرى تؤكّد أنَّه غير جاد في التوصل لصفقة تبادل.
وشدد على “أنَّ سلوك نتنياهو ومواقفه تؤكّد أنَّه مستمرٌ في سياسة المراوغة والمماطلة، وغير معني بالوصول لاتفاق، ويحاول إطالة أمد الحرب، وكسب الوقت لحسابات شخصية تتعلق بمستقبله السياسي”.
وأكد أنَّ حركة حماس متمسكة بموقفها، وكانت ولا زالت حريصة على الوصول لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا وانسحاب جيش العدو من قطاع غزة وإغاثة شعبنا وعودة السكان الى مناطقهم، وإعادة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزَّة وإنجاز تبادل الأسرى.
ولفت حمدان إلى أنّ المجرم النازي نتنياهو بإعلانه نيته تدمير ما سماه كتائب حماس في رفح، فإنه مستمرٌّ في سياسة الهروب من الواقع والكذب على جمهوره، فيتحدّث وكأنَّ جيشه المهزوم المكسور، قد نجح في تفكيك المقاومة في باقي مناطق قطاع غزة، فيما الحقيقة التي يشاهدها العالم أجمع أنَّه لا يزال عالقاً في شوارع خانيونس، ينزف يومياً قتلى وجرحى، ويسحب آلياتٍ مدمّرة.
ونوه بأنّ ضربات المقاومة المستمرة في محافظتي غزة والشمال في استهداف جيش العدو، وإنَّ ما يقوله رئيس أركان جيش العدو عن تعقيد معركة خانيونس وما يواجهه جيشه من تحدّيات؛ تؤكّد أنَّ المقاومة في جميع المناطق التي تحرّك فيها جيش الاحتلال؛ لا زالت قائمة وفعالة، وتقوم بدورها.
واعتبر حمدان مهاجمة رفح المكتظة بالنازحين خطوة إجرامية، لن تكون مدفوعةً إلا بِغاياتِ نتنياهو الشخصية، التي يسعى من خلالها إلى النجاة بنفسه والهروب من استحقاقات أي وقفٍ للعدوان، عبر الإيغال أكثر وأكثر في دماء المدنيين من شعبنا الفلسطيني.
وقال: إنّ حكومة نتنياهو الإرهابية وجيشه النازي يضربون بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية التي صدرت قبل أسبوعين، وأقرّت تدابير عاجلة تتضمن وقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة، ويؤكد سلوك حكومة الاحتلال توفر النية المسبقة والقصد المتعمد في ارتكاب جريمة إبادة جماعية.
ولفت إلى أنّ الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً يتحمَّلون كامل المسؤولية مع حكومة العدو الصهيوني عن هذه المجزرة، بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه لنتنياهو أمس، وما يوفروه له من دعم مفتوح بالمال والسلاح والغطاء السياسي لمواصلة حرب الإبادة والمجازر.
ودعا حمدان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد، للحيلولة دون ارتكاب الاحتلال لجرائم إبادة جماعية في مدينة رفح، وإلى لجم العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، ودعم حقّ شعبنا المشروع في الحرية والتخلّص من الاحتلال.
وحول مزاعم تحرير أسيرين صهيونيين.. قال حمدان: إنَّ زعم العدو الوصول إلى أسيرين صهيونيين في مخيم الشابورة برفح وتحريرهما، هو تسويق كإنجاز لجيشه المهزوم، في ظل ما يواجهه من انكسارات ومقاومة في مختلف محاور القتال، خصوصاً في خانيونس، وفشل في استعادة الأسرى لدى المقاومة.
واستدرك بالقول: ومع انتظار رواية المقاومة حول الحادثة، فهي مصدر المعلومة الموثقة، نشير إلى أنَّ هناك روايات صحفية ميدانية تذهب إلى أنَّ الأسيرين لم يكونا بحوزة حركة حماس، وإنما بحوزة عائلة مدنية، ما يشكّك في مصداقية رواية الاحتلال، ويؤكّد سعيه لتضخيم الحدث بحثاً عن إنجاز مفقود في مواجهة المقاومة، ولذا نؤكد أن القول الفصل هو ما ستعلن عنه المقاومة.
وشدد على انَّ احتفاءَ العدو بالوصول إلى أسيرين متواجدين في شقة سكنية –حسب روايته- بعد هذه المدة (128 يوماً) وعبر عملية أمنية معقدة وعسكرية حسب وصفه، هو محاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال وجنوده، في ظل الفشل الكبير في تحقيق أي من أهدافهم.
ولفت إلى أنه وبعد أكثر أربعة أشهر متواصلة يصرح جيش الاحتلال، بأنَّ 134 أسيراً لا يزالون بحوزة كتائب القسام، وهذا بحد ذاته إنجاز للمقاومة.
وشدد على انَّ المبالغة في تصوير العملية ونتائجها، دليل إرباك لدى حكومة العدو الصهيوني التي تحاول تسجيل أي إنجاز وتضخيمه أمام الرأي العام الصهيوني الناقم على قيادته السياسية وفشلها في تحقيق الأهداف التي أعلنتها ما أدى إلى تكبيد الكيان خسائر متعدّدة.
وحمّل حمدان الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن المسؤولية الكاملة عن استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، منذ أكثر من أربعة أشهر كاملة، فالدعم الأمريكي لهذه الجرائم المروّعة والمتصاعدة يدحض كل الدعاوى الزائفة التي تروّجها حول حقوق الإنسان والحريّة والعدالة.
ودعا محكمة العدل الدولية إلى توثيق هذه الجرائم والمجازر والانتهاكات الفظيعة، التي تواصلت منذ قرارها طالت كل مقوّمات الحياة الإنسانية في قطاع غزَّة، والعمل على اعتماد قرار بوقف هذه الحرب واتخاذ كافة الإجراءات لوقف هذه الجرائم المروّعة ضد شعبنا.
وقال حمدان: نثمّن ونقدّر عالياً كل المواقف العربية والإسلامية والدولية الرّافضة والمندّدة باستمرار العدوان والجرائم الصهيونية في قطاع غزَّة والضفة الغربية المحتلة، وبمخططات الاحتلال في تهجير شعبنا واحتلال أرضه، وندعو إلى استمرار هذه المواقف وتصعيدها والضغط بكل الوسائل على الإدارة الأمريكية لتوقف دعمها لهذا الكيان. |