صعدة برس - وكالات - نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أشار إلى أنه وبحسب الشرطة "الإسرائيلية"، فقد أبلغ عناصر الشرطة القوات الجوية عن بلاغات بوجود طائرة مشبوهة في الأجواء قبل دقائق من الهجوم الذي نفذه حزب الله على قاعدة عسكرية في شمال "إسرائيل" قبل أيام، مضيفًا أن الشرطة أبلغت بأنه لا داعي للقلق إذ إن الطائرة هي "إسرائيلية"، وبالتالي أقفلت الشرطة على الموضوع.
وتابعت الصحيفة أن تقييم القوات الجوية بدا خاطئًا، إذ قتل أربعة جنود "إسرائيليين" وجرح العشرات بعد لحظات فقط في إثر هجوم حزب الله، مشيرة إلى أن هذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة ضربات نفذت بواسطة الطائرات المسيرة التي سلطت الضوء على نقاط الضعف في الطريقة التي تكتشف فيها "إسرائيل" وجود طائرات غير مأهولة.
كما لفتت الصحيفة إلى أن جماعة أنصار الله اليمنية استهدفت مبنى سكنيًّا في "تل أبيب" في تمو/ يوليو الماضي أدى إلى مقتل "مدني" واحد. ونبهت إلى أن حزب الله بث في وقت سابق من هذا العام مشاهد التقطتها مسيرة حلقت فوق منشآت حساسة في حيفا دون أن تُكتشف.
كذلك قالت الصحيفة إن الضربة الأخيرة على قاعدة تدريب جنوب حيفا تسلط الضوء على احتفاظ حزب الله بقدرات لإلحاق الأذى بـ"إسرائيل" رغم الهجمات "المدمرة" التي نفذتها "إسرائيل" على قيادة الحزب وبنيته التحتية. وأردفت أن الهجوم يشير إلى نقاط الخلل الدفاعية لدى "إسرائيل"، الأمر الذي دفع بالجيش "الإسرائيلي" إلى فتح تحقيق وإلى اعتراف المتحدث باسمه بضرورة توفير "دفاع أفضل".
كما أضافت الصحيفة أن تسلسل الهجمات بواسطة المسيرات أثار الذعر في "إسرائيل" بينما تستعد الأخيرة لتصعيد محتمل ضدّ إيران.
هذا وقالت الصحيفة إنه في حين أن لدى "إسرائيل" نظامًا يعتبر من الطراز الأول عالميًا في اكتشاف واعتراض الصواريخ القادرة على تخطي سرعة 1,000 ميل في الساعة، إلا أن أنظمة الرادار لديها واجهت تحديات في اكتشاف الطائرات غير المأهولة التي تحلق بسرعة أقل من 100 ميل في الساعة.
كذلك لفتت الصحيفة إلى أن المسيرات تحتوي على كميات أقل من المعادن وتبعث حرارة أقل بالمقارنة مع الصواريخ السريعة، ما يعني أن صفارات الإنذار لا تطلق أحيانًا عند قدوم المسيرات. وأردفت بأنه وحتّى عندما تكتشف المسيرات في الأجواء، فأحيانًا ما يجري يكون تقديرًا خاطئًا بأنها ليست تابعة للعدو وإنما طائرات "إسرائيلية"، بما في ذلك الطائرات الخاصة الصغيرة كونها تحلق على مسافة مماثلة أقل ارتفاعًا وبسرعة مماثلة.
ونقلت الصحيفة عن Ofer Haruvi وهو الرئيس السابق لوحدة المسيرات في القوات الجوية "الإسرائيلية"، أن كلّ الأنظمة الموجودة في الغرب وليس فقط في "إسرائيل" مصممة من أجل الدفاع أو لحماية الأجواء من المقاتلات والصواريخ الاعتيادية، وأنه يتوجب إعادة تصميم بعض هذه الأنظمة كي تستطيع أن ترى وتكشف وتتعقب مثل هذه الأهداف البطيئة الحركة.
كما نبهت الصحيفة إلى أنه وبحسب الخبراء، يحتاج النظام المضاد للمسيرات بالتحديد إلى تحسينات، ونقلت عن Onn Fenig وهو رئيس شركة R2 wireless المختصة بتصميم أنظمة كشف المسيرات والتي تعمل مع "الجيش الإسرائيلي"، أن النظام الموجود يعتمد بشكل أساس على الرادارات المصممة أساسًا من أجل اكتشاف الأجسام التي تكون في الغالب معدنية مثل الطائرات، وذلك من خلال بث إشارة وتلقّي صداها.
ونقلت الصحيفة عنه أن هناك بدائل، مثل المستقبلات (receptors) التي تكتشف وتصنّف الموجات الراديوية التي تبعثها المسيرة، وأجهزة الاستشعار البصرية (optical sensors) القادرة على إجراء مسح للأجواء بحثًا عن إشارات مرئية للمسيرة، وأجهزة الاستشعار الصوتية (acoustic sensors) القادرة على اكتشاف صوت المحرك لدى المسيرة.
إلا أن الصحيفة نقلت عن Fenig أن كلّ هذه الأنظمة تتضمن نقاط قوة وخلل في نفس الوقت، وأن على "إسرائيل" أن تجمع في ما بينها من أجل بناء نظام أقوى لاكتشاف المسيرات. كما نقلت عنه أنه لا يوجد حل سحري لكل المشاكل، والمطلوب تغيير العقلية المعتمدة بالكامل.
* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري |