- الأهمية الجيو سياسية للممرات البحرية..

الأحد, 22-ديسمبر-2024
صعدة برس - وكالات -
الممرات البحرية مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية كدولة استعمارية للوصول إلى الأسواق التجارية وقواعدها العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعلها تركز وتسعى بكل ما امتلكته من قوة اقتصادية وعسكرية للسيطرة على تلك الممرات لتأمين حركة سفنها التجارية والعسكرية.

كان من أهم أهداف تشكيل حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى الهدف الرئيسي مواجهة القوة العسكرية الضاربة للاتحاد السوفيتي ممثلة بحلف وارسو، السيطرة على الممرات البحرية ولهذا الغرض تم ضم تركيا الدولة الآسيوية باستثناء جزء بسيط من مساحتها في أوروبا إلى حلف شمال الأطلسي للسيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يربطان البحرين الأسود والأبيض المتوسط ورفض قبول تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم سعيها الحثيث لذلك.

ومنذ الوهلة الأولى لاندلاع معركة البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب جن جنون الولايات المتحدة الأمريكية كونها ستفقد السيطرة على أهم مضيقين هما باب المندب ومضيق هرمز، وشكّلت لذلك قوة بحرية ضاربة من دول حلف الأطلسي ودفعت هي بحاملات طائرات وبوارج حربية ضاربة إلى المنطقة.

اعتقدت في بادئ الأمر أن المسألة العسكرية هناك محسومة لصالحها كون الطرف المواجه لها البحرية اليمنية التي اعتقدت أمريكا ومن معها أن المسألة لا تستحق كل هذا الحشد العسكري لتوجيه ضربة عسكرية ساحقة للبحرية اليمنية لانعدام التكافؤ في ساحة المعركة.

الشيء الذي أذهل العالم أن أمريكا بجبروتها العسكري وبقية الدول في منظمة حلف شمال الأطلسي لم تستطع أن تواجه البحرية اليمنية، وبذلك تكون قد لحقت بها هزيمة منكرة وقاسية من قبل البحرية اليمنية التي فرضت شروطها بقوة والمتمثلة بإيقاف الحرب على غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية منها.. من منظور الحرب الحديثة لا تستطيع الآلة العسكرية مهما كانت متطورة أن تحسم المعركة بل إن العامل الحاسم في أي معركة هو الإنسان وليس السلاح.

تتوالى الضربات اليمنية بالمسيرات والصواريخ البالستية على أهداف حساسة في فلسطين المحتلة، ولن يستطيع ذلك الحشد العسكري الذي جلبته أمريكا إلى البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب أن يفعل أي شيء، وأصبح في انتظار الصواريخ البالستية والمسيرات اليمنية تدك بوارجه الحربية..

إجمالاً يمكن القول إن هزيمة كبيرة قد لحقت بالولايات المتحدة والمنظومة العسكرية لدول الناتو بالإضافة إلى القوة العسكرية الإسرائيلية، والعالم كله يتابع وشاهد على ذلك.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 23-ديسمبر-2024 الساعة: 08:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-49162.htm