صعدة برس -

بقلم/أنيس عوشان

غدا من الواضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، أن الإصلاح يراهن على أن تكون حضرموت في جيب معطفه، وقد اتضحت بوادر تلك المساعي الخائبة منذ وقت ليس بالقصير، ولكنها الآن أكثر وضوحاً من ذي قبل، حيث سعى الإصلاح بعد حرب صيف 1994م إلى أن تكون لديه يد طولى في هذه المحافظة، فعمل على الاستحواذ على الكثير من المناصب القيادية وقرَّب أنصاره وأتباعه على حساب كوادر قيادية مؤهلة وكفؤة من أبناء حضرموت غير المنتمين إلى الإصلاح، كما مكّن الكثير من المحسوبين عليه من الاستحواذ على ما يسمى الفيد أو الغنائم وكان لهم نصيب من العبث بأراضي حضرموت على حساب أبنائها الذين لم يجدوا قطعة أرض يقيمون عليها مساكن لهم..!.

ظل الإصلاح يخاطب عواطف أبناء حضرموت الذين سرعان ما تؤثر عليهم الكلمات المغلفة بمسوح الطُهرْ والنقاء، وهو يعمل بكل برجماتية تنطلق من مصالحه وأجندته الضيقة للاستحواذ على المحافظة والتحكم بمقاليد الأمور فيها، وخلال العام الماضي ظل الإصلاح ينسب أي فعالية للحراك الجنوبي وأي مظاهرة يقيمها الحراك لثواره الذين لم يتعدوا العشرات القابعين في الخيام وتصوير الأمر وكأن الإصلاح يحرك الشارع في هذه المحافظة، بالإضافة إلى تحرّش الإصلاحيين بجماهير الحراك الجنوبي لتصوير الحراكيين (بلاطجة)، لكن تلك الأفعال السيئة الخبيثة انقلبت عليهم وكما يُقال انقلب السحر على الساحر وكانت آخر أوراق التوت التي سقطت وعرَّت ذلك الحزب الانتهازي محاولات عرقلة مستحقات التنمية في هذه المحافظة المعطاءة بتواطؤ قياداتهم التي سعت من خلال تلك العراقيل إلى الاستحواذ على منصب الرجل الأول في المحافظة لإظهار أن المحافظ خالد الديني فشل في إدارة المحافظة ومن الواجب تغيير الرجل، في حين أن أبناء حضرموت مجمعون على أن المحافظ الشاب أدار المحافظة في ظل الأزمة السياسية بكل حنكة واقتدار، وأبعدها عن التجاذبات السياسية في ظل تلك الظروف الصعبة وعاشت المحافظة في استقرار وسكينة، وقد كان لاستقالة التي تقدم بها المحافظ الشاب خالد الديني وقع الزلزال، حيث عرَّت تلك القيادات الإصلاحية التي تسعى للاستحواذ على حضرموت والتف أبناء حضرموت حول المحافظ الذي أظهر حرصه على حصول المحافظة على جميع مستحقاتها، فأصبح الإصلاح في موقف لا يُحسد عليه، لكن أظن أن الإصلاحيين لن يتعظوا بكل تلك المواقف وسيحاولون إيجاد الفرصة المناسبة لذلك، فحضرموت تشكل لهم الرقم الأصعب في المعادلة..





oshan145@gmail.com

نقلا عن صحيفة اليمن اليوم