صعدة برس - منصور حزام - أكد رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد عبدالله طميم أن جامعة صنعاء تقوم بإعداد البحوث والدراسات التي تناقش قضايا ومشاكل المجتمع في مختلف المجالات من خلال المراكز البحثية، باعتبار أن لديها الرؤى المستقبلية والتنبؤ في كثير من الإشكاليات التي يعاني منها المجتمع.
واوضح طميم في الندوة العلمية التي نظمها مركز حقوق الإنسان وقياس الرأي بجامعة صنعاء أمس بجامعة صنعاء أن المراكز البحثية تبلغ 18 مركزا في جامعة صنعاء تقوم بربط الجامعة بالمجتمع من خلال الدراسة البحثية والتمعن في تحديد مشاكله ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة.
وأضاف رئيس جامعة صنعاء في كلمته خلال افتتاح الندوة العلمية "الفتنة الحوثية في اليمن.. الأبعاد والآثار والمعالجات" التي تستمر ليومين متتالين أن مركز حقوق الإنسان وقياس الرأي لديه مهام كبيرة في مجال حقوق الإنسان لإعداد الدراسات والبحوث لتوعية المجتمع.. مؤكدا أن
المجتمع اليمني لديه مجموعة من القيم التي سوف تساعد في عملية الحفاظ على حقوق الإنسان مع المركز للوصول إلى حلول للظواهر التي يعاني منها المجتمع.
وقال الدكتور طميم إنه من خلال الإطلاع على بحوث الندوة التي قام بها عدد من الزملاء سواء كان في المجال الاجتماعي أو النفسي أو الديني أو الثقافي أو الاقتصادي هو دليل على أن ظاهرة فتنة الحوثي ليست ظاهرة بسيطة.. مشيرا إلى أن المركز عندما تناول هذه الظاهرة تناولها من خلال الأبعاد المختلفة وحاول أن يأتي ببعض الحلول التي يجب علينا أن نخرج بنتائج فاعلة وتخرج للواقع لكي نحد من هذه الظاهرة ومعالجتها.. منوها إلى أن الظاهرة لها دوافع وأسباب يجب على الباحثين كشفها لعدم تكرارها في المستقبل بأي وجه من الأوجه بحكم احتمال ظهورها في أي مجتمع من المجتمعات.. مؤكدا على ضرورة الاستفادة من خلفيات هذه الظاهرة واتخاذ العديد من القرارات الناجعة التي تحد من هذه الظاهرة.
وأشار رئيس جامعة صنعاء إلى أن المجتمع يصاحبه العديد من الإشكاليات يجب على المؤسسات الأكاديمية والمعنية التي لها علاقة كبيرة وخاصة الإعلام أن تقوم بدورها الفاعل، ما لم فستصبح هذه المؤسسات هي عامل مساعد لزيادة وانتشار مثل هذه الإشكاليات والظواهر السلبية في المجتمع.. مؤكدا أن الجامعة جامعة صنعاء تسعى إلى أن تكون مبادرة في مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. مشددا على مراكز جامعة صنعاء تفعيل قدراتها البحثية بالشكل المطلوب.. واعداً المراكز البحثية بالعمل لزيادة الميزانية الخاصة بهذه المراكز حتى تصل إلى مستوى يؤدي إلى ضمان الجودة في مخرجات المراكز.. ما لم فإن هذه المراكز إذا لم تفعل نشاطاتها البحثية فسوف تصبح عبءً على الجامعة وسوف تؤدي إلى زيادة الاختلال في داخل الجامعة وتكون عامل تفكيك وانحراف داخل المجتمع.
من جانبه أكد مدير مركز حقوق الإنسان وقياس الرأي العام بجامعة صنعاء الدكتور بشار عبدالرحمن مطهر أن المركز يقوم بإعداد برامج توعوية ثقافية فكرية.. مشيرا إلى أن ندوة "الفتنة الحوثية في اليمن.. الأبعاد والآثار والمعالجات" تعتبر أحد هذه البرامج التوعوية حيث تأتي في إطار سلسلة من الندوات والمحاضرات التوعوية التي تقيمها جامعة صنعاء على
مدار العام.
وأضاف الدكتور بشار أن هذه الندوة تناقش هذه القضية في جميع المجالات لعدد من الباحثين المتخصصي.. مشيرا إلى أن الندوة تعتبر مؤتمرا علميا مصغرا لتوضيح الفوارق بين الزيدية والاثني عشرية إلى جانب معرفة كيفية تم تغطية هذه الفتنة إعلاميا بالإضافة إلى دراستها في مجال الآثار التربوية والاقتصادية والاجتماعية.
ونوه مدير مركز حقوق الإنسان وقياس الرأي إلى أن المركز يقوم أيضا بعمل برامج علمية من خلال قياس الرأي العام، حيث كان المركز حاضرا في عدد من النشاطات اليمنية منها الانتخابات والمؤسسات الحكومية.. منوها إلى أن المركز لديه مجموعة من الأنشطة القادمة منها مشاركة المركز في الانتخابات البرلمانية القادمة.
بعد ذلك ترأس رئيس جامعة صنعاء الجلسة الأولى حول "البعد الاجتماعي" حيث اكد الدكتور عبدالحكيم الشرجبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء في ورقته المعنونة "الآثار الاجتماعية للتمرد الحوثي" ان الآثار التي خلفتها فتنة الحوثي على المجتمع كبيرة سواء على رأس المال البشري والبنية التحتية وقطاع الاستثمار والموارد البشرية.. منوهة إلى أن التمرد الحوثي أفرز آثار وانعكاسات سلبية على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي كخسائر كبيرة في أرواح المواطنين وانخفاظ حجم الناتج القومي وتزايد نسب التضخم وارتفاع معدلات البطالة وسوء الخدمات العامة في المرافق وانتشار الأمراض وسوء التغذية وغيرها.
فيما تناول الدكتور فؤاد الصلاحي استاذ وباحث بجامعة صنعاء "حرب صعدة ومخاطرها على السلم الاجتماعي" نوه خلالها أن الفتنة أثرت على السلم الاجتماعي في المجتمع.. مؤكدا على ضرورة الحرص على الحفاظ على السلم الاجتماعي.. فالمشهد السياسي يعكس ستة مجالات لأزمة الراهنة "حرب صعدة، المسألة الجنوبية، تنظيم القاعدة والإرهاب، لأزمة الاقتصادية، أزمة الحوار السياسي، التدخل الأجنبي في اليمن".. مؤكدا على ضعف الإدراك والوعي بالمخاطر التي تهدد اليمن أرضا وشعبا خاصة وأن استمرار هذه الأزمات تستجلب معها تدخلا مباشرا وغير مباشر للقوى الإقليمية والأجنبية مما يقوض من مفهوم السيادة والكرامة الوطنية.
الجلسة الثانية والثالثة ترأسها وكيل وزارة التخطيط الدكتور محمد الحاوري و ناقشت المحورين "البعد الاقتصادي" و"البعد النفسي" حيث ألقى الدكتور طه الفسيل استاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء ورقة عمل بعنوان "الأبعاد الاقتصادية والاستراتيجية للفتنة الحوثية" تحدث فيها عن طبيعة العوامل الاقتصادية والاستراتيجية الداخلية والخارجية لفتنة الحوثيين.. مشيرا إلى أن النفط والغاز يشكلان البعد الاقتصادي الأهم للقوى الإقليمية والدول الغربية وأن البعد الاقتصادي أحد الأسباب التي يقف وراء الصمت أو الدعم المادي والمعنوي الإقليمي والدولي المقدم للحوثيين.. مؤكدا أن استمرار قوة الحوثيين يعود لاستغلالها أوضاع الحرمان التنموي والاجتماعي ووجود بعض الاختلالات في المجتمع.
الدكتورة نجاة صائم خليل مدير مركز أبحاث دراسات النوع الاجتماعي بجامعة صنعاء تناولت في ورقتها "الآثار النفسية السلبية لفتنة التمرد في صعدة" الآثار النفسية الناتجة عن تعرض المدنيين من الأطفال والنساء والرجال للحرب الناتجة عن فتنة تمرد الحوثيين من خلال عدد من المحاور الآثار النفسية السلبية لفتنة التمرد في المجتمع والآثار النفسية السلبية لدى المدنيين في صعدة والاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال أثناء الحرب وبعدها.. بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي تعاني منها المرأة أثناء الحرب وبعدها والمساندة النفسية والتأهيل النفسي
الذي يجب تقديمها للأطفال.
أما الدكتور عدنان الشرجبي رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة صنعاء فقد قال في ورقته الأخيرة لليوم الأول من الندوة "الآثار النفسية للحرب الحوثية اضطرابات ضغوط ما بعد الصدمة، دراسة إكلينيكية" أن الحرب الحوثية في صعدة أدت إلى تشويه البنية السيكولوجية عند المبحوثين حيث تعد الحرب حرق للحرث والنسل وتأكل الأخر واليابس فهي تقتل الأرواح وتخرب الممتلكات ولذلك تعد الفتنة صدمة قوية تؤثر سلبا على الفرد والمجتمع.. مشيرا إلى أن الفرد تختل بنيته الشخصية على إثر هذه الصدمة حيث يصاحبهم الأحلام المزعجة والكوابيس الناجمة كرد فعل سلبي عكس.. إلى جانب ظهور الخوف من الاغتصاب والاضطراب إلى غير ذلك من النتائج السلبية التي تظهر جلية بعد حدوث الصدمة.
ويتواصل غدا الأحد أعمال الندوة العلمية يتناول خلالها المحور الرابع "البعد التربوي" برئاسة الدكتور بدر الأغبري والمحور الخامس "البعد الإعلامي" برئاسة الدكتور أحمد باسردة والمحور السادس "البعد الفكري" برئاسة الدكتور حميد العواضي والمحور السابع السياسي" برئاسة
الدكتور أحمد الكبسي.
|