- نجح تنظيم القاعدة الإرهابي في ضرب قطاع السياحة، ولأنه لم يجد سياحاً ليقتلهم، فقد تغلب على حالة البطالة التي يعاني منها عن طريق الاشتغال بالقتل المحلي، وها هو يصدر بيانات يتباهى فيها أنه قتل جنوداً في شبوة وضباطاً في أبين وجرح وقتل آخرين في الضالع، والإرهابيون عادة لا يعدمون الذرائع ولا تعجزهم التبريرات.. فقد كانوا يبررون قتل السياح بأنهم جواسيس على المسلمين وينتمون إلى دول صليبية تحارب الإسلام.. واليوم يبررون قتل الجنود اليمنيين بأنهم يعملون لحماية نظام موالٍ لأنظمة الغرب الكافرة.. وغداً عندما يشرعون في قتل المدنيين سيبررون ذلك بأنهم مواطنون في دولة كفرية.

الإثنين, 09-أغسطس-2010
فيصل الصوفي -
نجح تنظيم القاعدة الإرهابي في ضرب قطاع السياحة، ولأنه لم يجد سياحاً ليقتلهم، فقد تغلب على حالة البطالة التي يعاني منها عن طريق الاشتغال بالقتل المحلي، وها هو يصدر بيانات يتباهى فيها أنه قتل جنوداً في شبوة وضباطاً في أبين وجرح وقتل آخرين في الضالع، والإرهابيون عادة لا يعدمون الذرائع ولا تعجزهم التبريرات.. فقد كانوا يبررون قتل السياح بأنهم جواسيس على المسلمين وينتمون إلى دول صليبية تحارب الإسلام.. واليوم يبررون قتل الجنود اليمنيين بأنهم يعملون لحماية نظام موالٍ لأنظمة الغرب الكافرة.. وغداً عندما يشرعون في قتل المدنيين سيبررون ذلك بأنهم مواطنون في دولة كفرية.

استهداف الإرهابيين للجنود في المحافظات الجنوبية أمر له مغزاه المرتبط بأهداف الإرهابيين الذين صاروا يركزون على المناطق الجنوبية لأنها في اعتقادهم تتوافر على بيئة مواتية لنجاح نشاطهم وتوسيعه للوصول إلى تكوين ما يسمونه »الولايات الإسلامية« أو الإمارات الإسلامية، وينبغي على أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب أن تدرك هذا المشروع الذي يخطط له الإرهابيون.. صحيح أن تنظيم القاعدة يستحيل أن تكون له دولة أو امارة في اليمن أو في أي مكان من العالم كما نرى نحن، ولكن هو يفكر بطريقة مختلفة ويقنع نفسه أن ذلك ممكن خاصة في مناطق معينة في اليمن كبعض مناطق أبين أو الضالع، بحكم ملابسات وعوامل معروفة، وما استهداف الجنود وإرهاب الناس سوى تمهيد لعملية عنف أوسع على طريق إقامة ولاية إسلامية، وهذا العنف سوف يزداد كلما شعر الإرهابيون بخيبة الأمل.. ولذلك من واجب أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب أن تضع على رأس قائمة أولوياتها قمع الإرهاب وبصورة مستمرة خاصة وأن الإرهابيين لم يدعوا لها أي خيار آخر، وقدموا لها وللمجتمع كله دلائل كافية للاقتناع أن الإرهاب عدو حقيقي ومجاهر بعداوته للدولة ومواطنيها.. ويكفي للجميع أن يدركوا ذلك من خلال خطب زعماء القاعدة وبياناتها التي تتفاخر فيها أنها قتلت رجالاً ونساءً وأطفالاً في عدن وستة جنود في شبوة وتصف محاولة الاغتيال بأنها »غزوات جهادية«!


إن تركيز الإرهابيين على الجنود مثلاً في بعض المناطق الجنوبية له علاقة بمشروعهم المتخيل هناك خاصة وأنهم يعتقدون أن بعض الفوضويين الذين يسمون بالحراك سيروق لهم ما يقوم به تنظيم القاعدة وهذا من وجهة نظر الإرهابيين مكسب لهم.. ومن هنا يتعين على الأجهزة التي كررنا الإشارة إليها أن تدرك هذا المخطط وأن تدرك أن الجنود والموظفين العموميين سيظلون عرضة للهجوم في أي وقت.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-543.htm