- قرارات الرئيس هادي « الكهربائية»

الجمعة, 17-أغسطس-2012
صعدة برس -


*عبدالعزيزالهياجم
قال لي أحد الأصدقاء إنه حين سمع من التلفزيون قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل قوة الحماية الرئاسية وإعادة انتشار ألوية من الفرقة الأولى مدرع والحرس الجمهوري وإلحاقها عملياً ومالياً وإدارياً بمناطق عسكرية كالجنوبية والوسطى ـ وكان حينها خارج المنزل ـ سارع على الفور بالاتصال بزوجته وإبلاغها بضرورة الإسراع بتشغيل « دينامو الماء» الواصل من الخزان الأرضي إلى السطح , وغسيل وكوي الملابس والتدبير العاجل لكل ما يتصل بالاستخدام الكهربائي في المنزل.
فسألته زوجته باستغراب «ما الأمر ولماذا كل هذا ؟ » فقال لها : الرئيس أصدر قرارات عسكرية ..فردت عليه باستغراب أكثر: وما دخل الماء وغسيل الملابس واللحم الموجود بالثلاجة بقرارات الرئيس ..فقال لها : الكهرباء ..الكهرباء يا أم العيال ستنطفئ بقدرة قادر .. .
لم يكن ذلك الصديق خيالياً أو يحادث زوجته بمزحة ثقيلة .. وإنما كان يتحدث بلسان الملايين من اليمنيين الذين شربوا وفهموا سياسات بعض أوكثير من مسئوليهم وأطرافهم السياسية عن ظهر قلب ..وبالفعل لم تكد تمر ساعات حتى كان الإعلان عن خلل فني في محطة الحسوة بعدن , لحقه في اليوم التالي الإعلان عن خلل آخر،وسبحان رب كل خلل فني وكل خبطة مأربي وكل نزوة جدعاني تشاء الأقدار أن تتصادف مع كثير من القرارات الرئاسية ومع كل أزمة مفتعلة أوحقيقية بين الأطراف السياسية والقبلية والعسكرية .
لاحقاً كانت المواقع الإخبارية تنقل عن مواطنين يمنيين في أكثر من مدينة ومحافظة ذات الكلام الذي قاله صديقي وذات التفسير الذي ساقه وربط فيه بين القرارات الرئاسية والكهرباء الغازية والحرارية ..ألا يعني ذلك أن هؤلاء السياسيين أو العسكريين أو القبليين قد سقطوا من عيون مواطنيهم وفقدوا ثقة الشعب واحترامه جراء اللعب والعبث بمقدرات ومكتسبات وخدمات رئيسية ولا غنى عنها؟ .
إن أي طرف أو أطراف سياسية تلعب بـ«الكهرباء» أو الأمن أو الوقود أو أي من الاحتياجات والخدمات المتعلقة بالمواطنين هي أتفه من أن تستحق أن تذكر على أنها قيادات وطنية , إذ لا يجوز أن تطلق كلمة «وطني» على أي شخص أو جهة أو طرف سياسي أوقبلي أو عسكري يدمر الخدمات العامة ويعبث بمشاعر الناس ويعكر صفو حياتهم ويحول أيامهم ولياليهم وخصوصاً في هذا الشهر الكريم إلى جحيم.
قبل سنوات كتبت مقالاً بشأن التنظيمات الإرهابية والعمليات التي تقتل المدنيين الأبرياء واستعنت بالآية القرآنية ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
وحتى نكون أكثر منطقية وعدلاً , أجدني أستشهد بهذه الآية القرآنية الكريمة في حديثي هذا عن طرف أو أطراف أخرى ليست القاعدة أو أي تنظيم إرهابي وإنما تلتقي معها في محاربة الله والسعي في الأرض فساداً من خلال تلك الأعمال التي تمس خدمات ومصالح الناس سواء كانت كهربائية أو نفطية أو أمنية أو غيرها.
كما أنني أضع أمام الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي مقترحاً يتعلق بأن تكون جميع قراراته الجمهورية القادمة المتصلة بتعيينات عسكرية ومدنية هامة وحساسة .. أن تكون مختلفة عن سابقاتها .. وبحيث يتم تغيير اسطوانة المادة الثانية من كل قرار والتي حفظناها عن ظهر قلب وهي « يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وينشر بالجريدة الرسمية» لتكون الصيغة الجديدة للمادة الثانية من كل قرار هي « أي عمل تخريبي يمس الكهرباء أو المشتقات النفطية أو الأمن أو أي عمليات انتحارية تنفذ عقب صدور القرار يعد المسئول المقال أو الجهة العسكرية أو المدنية المعنية بتنفيذه مسئولة مسؤولية كاملة عن تلك الأعمال».
حفظ الله اليمن من كل مكروه , ونسأل الله أن يصفِّد خلال العشر الأواخر وأيام العيد السعيد , شياطين الخبطات الكهربائية والأزمات النفطية والعمليات الانتحارية من منفذين وموجهين.

*نقلا عن الجمهورية

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-5695.htm