- العيد عيد الـتسوية

السبت, 18-أغسطس-2012
صعدة برس -
*أحمد غراب

زمان كنا نقول, العيد عيد العافية, أما هذه الأيام فنقول العيد عيد التسوية خصوصاً وأن هناك من يريدون أن يضعوا ثلاث نقاط فوق سين " التسوية " فتصبح " التشوية " من شوى يشوي شوياً فهو بلد مُحمَّر فوق صحن أرز " معمر".

لم أستغرب عندما قرأت أن أحد أسباب الحرب الباردة زمان كانت الكم الهائل من المعلومات الخاطئة, التي كانت تتدفق من الجواسيس ، مثلما لا استبعد أن تسعين بالمائة من أسباب أي حرب قادمة في اليمن سيكون الكم الهائل من المعلومات والإشاعات غير الصحيحة التي يتم تسريبها, والعجيب اننا الشعب الوحيد في العالم الذي يتداول الشائعة على أنها حقيقة, ويزيد يحلف يمين وكأنه كان موجوداً مع انه لاشاف ولاسمع ولا حتى قرأ بل قرأ صاحب صاحبه وقاله, وحالة التخبط الأعمى هذه لم تعد مقتصرة على المواطن البسيط الذي يقتات القات والشائعات ولا على الكم الهائل من الأخبار غير الصحيحة التي يتم تداولها على مواقع التواصل, ولا للمشهد الصحفي الذي تحول إلى مشهد رأي أكثر منه مشهد خبر ومعلومة صحيحة.

الحكومة ذاتها صارت تتخبط معلوماتياً وخبرياً, ورئيس الحكومة أصبح يقدم استقالته أو شبه استقالته عبر مقال ، وتجد جهات حكومية لا تفرق بين حادث إرهابي وجنائي ، وقد تجد ثلاثة أخبار متناقضة في وقت واحد وكلها لجهات رسمية تماماً زي الأرضية التي تشوف عليها عشرة متنازعين, وكل واحد معه بصيرة ومعمدة ، ولا اعرف ماذا تركنا للجن؟

وأجواء التوتر بدأت تعود تدريجيا كأن الخبرة منتظرون للعيد الكبير ليضحوا بكبش التسوية, منتظرين أن ينزل من السماء كبش عظيم لفداء هذا الشعب.

أذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
* صحيفة الاولى

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-5697.htm