صعدة برس - أحدثت مغادرة القيادي في اللقاء المشترك أمين عام الحزب الاشتراكي وعضو لجنة الحوار الوطني الدكتور ياسين سعيد نعمان لليمن يوم أمس الاول مع أفراد أسرته وبصورة مفاجئة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة , احتجاجاّ على التواطؤ الرسمي الحكومي مع نافذين متورطين في قضية محاولة الاغتيال التي تعرض لها قبل أيام بصنعاء وقبله عدد من قيادات الحزب ومحاولة طمر الملف وتحقيقاته، أحدثت موجه من الجدل والإرباك العاصف بالمشهد السياسي اليمني الملبد بالغيوم ، مضاف لما فجرته الواقعة من موجة غضب يمني عارم من كل القوى الحية.
وبتداعيات توجه طمر الحقيقة كأدهى من محاولة اغتيال جبان للدكتور ياسين نعمان،فجر الحزب الاشتراكي قنبلة مدوية عنوانها كشف المستور فعلا وتنفيذا ومصدرا من ذات قوى الشر والتطرف والتخلف في حزب الإصلاح ومراكز نفوذه الديني والعسكري القبلي ، التي مارست ذات النهج مطلع التسعينيات وما قادته من حرب اهلية عام 94 لايزال شرخها في اتساع.
مغادرة الدكتور نعمان كانت قد جاءت بعد يوم من بيان مقتضب للامانة العامة للحزب الاشتراكي عبرت فيه عن إستغرابها الشديد لماوصفته بـ"الصمت الرسمي" التي قالت إنها" لم تجد له تفسيراً تجاه المحاولات المتكررة لإغتيال قيادات وطنية تنتمي للحزب الإشتراكي وأخيرها المحاولات الإجرامية البائسة لتصفية أعلى هرم الحزب القيادي المتمثل بأمينه العام الدكتور ياسين سعيد نعمان الشخصية الوطنية التي كان ولا يزال لها الدور الفاعل في التغيير وعملية التحول السلمي الجارية في اليمن ".
دوائر سياسية قالت أن التواطؤ في محاولة الاغتيال كان قد وصل حد ممارسة ضغوط من قيادات وقوى نافذة في المشترك وضالعة بالعملية ، على أمين عام الحزب الاشتراكي خلال الايام القليلة الماضية لإغلاق ملف محاولة الاغتيال التي تعرض لها في احد شوارع العاصمة صنعاء من قبل نقطة عسكرية مستحدثة قرب جولة سبأ حي الحصبة، وهي النقطة التي اتضح لاحقاً تبعيتها للفرقة الأولى مدرع (المنشقة).
وذكرت مصادر وثيقة الاطلاع على مجريات القضية أن الجنود والضباط الذين كشف أسمائهم بشكل سري وزير الداخلية الاصلاحي للحكومة- التي يرئسها المشترك ويقاسم نصف حقائبها مع المؤتمر الشعبي بمقتضى مخرحات التسوية الخليجية -وأفاد ان قائد الفرقة المنشق على محسن الاحمر سلم أسمائهم ليتم حجزهم في البحث الجنائي والتحقيق معهم , مازالوا طلقاء حتى الآن.
المؤكد أن تكتل المشترك بهيمنة تجلت بأبشع صورها اللا اخلاقية من قبل حزب الإصلاح الذراع السياسي للإخوان المسلمين وحلفائه ومراكز قواه الدينية والقبلية والعسكرية المتطرفة ،تنفيذا وتخطيطا وتحريضا وأيضا محاولة تضليل للرأي العام المحلي والخارجي ، وصولا لتمييع الجرم ،وحماية منفذيه عبر أدواته الحكومية بالجيش والداخلية.. وضع الحزب الاشتراكي بجانب بقية احزاب المشترك الاربعة امام مفترق طريق بثلاث اختيارات لا رابع لهما.
وتبرز تلك وفق مراقبين بـ"إما باستعادة تكتل اللقاء المشترك من خاطفيه لاستمرارية تنشد تحولا حقيقيا نحو الدولة المدنية الحديثة وبما يحافظ على مسار واضح للمشروع الوطني ، او فك ارتباط محسوب النتائج وان بدى اكثر كلفة ، او المضي ارتهانا في أحضان قوى التخلف والتطرف وتيارها الذي كشف بمشروعه البغيض وادواته من ثنايا التحول الجاري باليمن بانه عصي على تغيير نهجه الدموي الاقصائي الساعي للتفرد ، وتفكيره وأدواته العابثة ماضيا والمهددة لحاضر ومستقبل اليمن.
ولان بدت تلك القوى الخاطفة للمشترك ، كما نهجها الماضي لاختطاف الحاضر والمستقبل ، أكثر قبحا وهي تحاول مداراة سوءاتها بتضليل لا أخلاقي عبر آلتها الإعلامية المحلية والخارجية المشتراة عبر مراسليها لطمر وتشويه وتمييع الحقيقة، خرج الحزب الاشتراكي بعد يوم من مغادرة أمينه العام برسالة هي الأقوى ، واضعا النقاط على الحروف.
وعبر محرره السياسي، قال الحزب الاشتراكي اليمني أن الجريمة النكراء والاثمة لإغتيال الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان كشفت عن حجم مكانة الرجل وحزبه المكافح في نفوس الناس وأعادت الى الأذهان المحنة التي عاشها الإشتراكيون مطلع حقبة التسعينات حينما تكالبت قوى الشر للإنقضاض على المشروع الوطني الوحدوي النهضوي وحامله الأمين الحزب الإشتراكي ومن معه من القوى الخيرة .
وأضاف " لقد بدأت تلك القوى حربها القذرة بإفتعال ازمة عملت على تعميقها وتوسيعها على مختلف المستويات مع الشريك في صنع مجد الثاني والعشرين من مايو 1990م المسروق، واتبعت اساليب شيطانية متعددة لإضعاف ذلك الشريك الذي قدم التنازلات والتضحيات الكبرى من أجل الوحدة ،وحاولت النيل من تماسكه وعزيمته بطرق شتى ابرزها الإرهاب والعنف الأسود الذي برز بأبشع صورة في ذلك المسلسل الدموي من الإغتيالات ومحاولات الإغتيال والتخويف والترويع الهمجية التي طالت المئات من اعضاء الحزب الإشتراكي وكوادره وقياداته واودت بما يقرب من مائة وخمسين شهيدا من ابرز كوادره وقياداته ،وإستمرت في غيها وصولا الى إعلان حرب إجرامية ضد الحزب والجنوب ارضا وإنسانا".
ومضى المحرر السياسي للحزب تحت عنوان " الأدهى في محاولة إغتيال الدكتور ياسين نعمان " بالقول بانه "رغم موجات الاحتجاجات الجماهيرية والسخط الواسع الذي ابدته فعاليات مدنية من تلك الجرائم الهمجية حينها الا ان تلك القوى واصلت مخططها التصفوي الإقصائي للشريك الآخر ـ الحزب الاشتراكي ـ وسط هالة من الادعاءات والاكاذيب والمغالطات والفتاوى التكفيرية التي روجتها اجهزتها القمعية ووسائلها الاعلامية ومنابرها السياسية الدينية".
وأعاد التذكير أن أمين الاشتراكي الحالي الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس البرلمان اليمني حينها كان أحد المستهدفين في مسلسل الإغتيالات تلك، اذ نجا من الموت بإعجوبة عندما تناثرت محتويات غرفة نومه بفعل انفجار قذيفة صاروخية إستهدفته في عقر داره في عاصمة الوحدة.
واضاف "العشرات من القيادات الاشتراكية في الحزب والدولة والحكومة طالتها أياد الغدر في غابه موحشة إسمها صنعاء العاصمة بعضها بأفعال إجرامية مباشرة وأخرى بطرق وأساليب شيطانية غادرة حاولت قوى الشر تصويرها للناس على انها حوادث أمنية او أخطاء عارضة تماماً كما في المحاولة الأخيرة التي استهدفت الدكتور نعمان".
وتابع حول محاولة الاغتيال الأخيرة بالقول "حاولت بعض الجهات تصويرها على انها مجرد حادث عرضي نَجَمَ عن سوء فهم او معرفة لدى أفراد إحدى نقاط الارهاب والموت المنتشرة في مدينة صنعاء وغيرها من المدن،ولأن الرصاصة الغادرة التي انطلقت من جوف البندقية القناصة لم تصب هدفها فقد طغت حالة من التباين والتخبط والارباك في تصريحات وبلاغات تلك الجهات سواء كانت رسمية ام سياسية وسرعان ما تبددت تلك المبررات الواهية والإدعاءات الباطلة التي حاولت التشكيك بصحة الواقعة من اساسها ليتجلى المشهد المروع للمحاولة الجبانة وتتلاشى ابواق التضليل ، أما بيانات التنديد والنعي التي اعدت سلفاً فقد ابتلعها المجرمون بحبرها الأسود خشية ومهابة ".
وأضاف المحرر السياسي "الأدهى ان المحاولة الدنيئة تكشف عن حقيقة أن قوى الشر التي اضرمت النار في أزهارنا وآمالنا وتطلعاتنا بالأمس لم تعِ كما يبدو اليوم حجم التحول والمتغيرات التي تعيشها اليمن ، ولا تدرك الفرق الشاسع بين الأمس الملفوف بغيوم التعبئة الأيديلوجية وصقيع الحرب الباردة ، وغموض المشهد الوطني الوحدوي الذي تشكل على عجل ، وبين اليوم المشرق بأنوار الثورة الساطعة التي زلزلت عروش الطغيان والإستبداد وتجليات الحاضر المشرق والمتحفز للمزيد من التضحية من أجل الحرية والكرامة ..وهي وان انقسمت على بعضها او غيرّت مواقعها والوانها وبزاتها فهي قوى الشر المصرة على السير في طريق الضلال ، وما يدل على صحة هذا الافتراض هو لجوء تلك القوى الى اساليبها وأسلحتها القديمة تلك الوسائل المهترئة التي اجهضت نهضة وطن حققت لها مكاسب ومصالح انانية ضيقة وطغيان في الهيمنة والنفوذ والإثراء غير المشروع ، لكنها في المحصلة النهائية غدت السحر الذي انقلب على الساحر جحيما وعارا لن يبارحها حتى تسلم لمنطق الحق والعدل والخير".
|