السبت, 22-نوفمبر-2008
 - أحمد غيلان أحمد غيلان -
حاولت مراراً أن أجد مبررًا للتساؤل عن موقف المشترك من الانتخابات البرلمانية المقبلة ، فلم أجد بين معطيات الراهن ولغة المنطق والفلسفة والتاريخ إلا ما يمنحني حق الجزم بان أحزاب المشترك - مهما ارتفعت حُمًى اختلافها – فإنها في نهاية المطاف سوف تذبح البقرة...

ولست مهتماً ولا معنياً بتصوٌر المِلًة أو القبلة أو حتى الطريقة التي سيتَّبعها قوم أرهقونا جدلا حول مواصفات ومقاييس وألوان بقرة ابريل القادم ... رغم أن ذبحها ليس تجربة جديدة ، كما وأنها ـ و بقوة الدستور والقانون ـ استحقاق وطني دستوري وحق عام لا يستطيع أحد أن يسقطه إلاَّ عن نفسه ، ولا يجوز لأحد من الناس والجماعات والأحزاب أن يحاول المتاجرة به في صفقات ( تُبرم ) في الكواليس المظلمة ... !

وصحيح أن التجارب علَمتنا أن لاجديد يمكن تصوٌره تحت الشمس أو النجمة أو الهلال أو بقية كواكب ( الإخـ....فاق )... إلا أنه ليس من الصعوبة بمكان تصوُر إخواننا ( الاشـ....لاح) والملحقات ... في حالة من الاختلاف مع أنفسهم ومع الغير حول ماهيتها ولونها و حجمها حتى بعد ذبحها ...

ولأننا – وهم معنا – لسنا في زمن المعجزات فلن يجدوا من يقول لهم : ( اضربوها ببعضها ) ... وتكنهم قد يجدون من يتبرَّع لهم بنصيحة مجانية مفادها : ( اختاروا لأنفسكم ما شئتم من الأدوات التي ستضربون بها أنفسكم بالقدر الذي يفي بحق التعبير عن الندم ، حتى يأتي ابريل آخر في زمن آخر)....

وبالمناسبة هم يدركون أكثر منا حجم المعاناة التي ستلحق بهم ـ إن لم يذبحوها ـ بصرف النظر عما سينوبهم من دسمها ... إذ يعلمون ـ كما نعلم ـ أن ابريل الزمن الآخر سيكون على بعد 6 سنوات عجاف عليهم أكثر من غيرهم , فضلاُ عن كونها ستشهد ذبح بقرة ( 2013م)...على مرآى ومسمع مشتركهم الذي ستكون أياديه وأدواته مغلولة بالخطايا التي أقصته إلى مدرجات الحسرة وزوايا العزلة ... وحينها سيحسُّون بين السياط التي يمكن أن تلهب ظهور القيادات المنتحرة بقرار المقاطعة أسئلة ليست غريبة ولا قريبة.. على نحو : ( بكم باعوها )...؟؟؟

وثمة من ليس لديهم الاستعداد للانتظار 6 سنوات حتى يمارس ما تيسر من جلد لقيادات اتجهت طريقا مضاداًّ لطريق تعزيز الديمقراطية ... ومن هذا الفصيل من بات يجاهر بالقول : ( ما لم يكن قادة المشترك ـ أو بعضهم ـ قد باعوا ـ أو هم في طريقهم إلى بيع ـ بقرة 2013م ، فالأكيد الوحيد من بين كل التصورات أننا سنصحو ذات يوم قريب لنجدهم يذبحون بقرة 27 أبريل 2009م ، ولسان حال من يشاهدهم يقول : ( وما يكادوا يفعلون)...!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-60.htm