صعدة برس - د.عمر عبد العزيز
اختتم حديثي حول مؤتمر المانحين وآفاق الاستخدام المحتمل للتمويلات الافتراضية المليارية بحقيقة يدركها المعنيون بالأمر، وهي أن هذه الأرقام المليارية لن تنساب بتلقائية الماء والهواء، ولكنها ستكون مسيجة بسلسلة من التدابير الإدارية، والضمانات الإجرائية ، وصولاً إلى تسليم الأمر برمته لأجهزة بيروقراطية تجيد تحويل الفكرة إلى منجز دعائي للمانحين ، بمقابل اتهام الطرف المستفيد بأنه غير قادر على استيعاب ( مشروع مارشال ) الجديد الذي سيحيل اليمن إلى دولة عصرية تسعد بالزراعة والصناعة والنماء !!.
لقد شهدنا خلال السنوات الماضية سلسلة مؤتمرات للمانحين ، وتابع الجميع الوعود المبهجة التي ارتفع رنينها الترويجي ليصل إلى أربع أصقاع المعمورة.
لكننا بمقابل ذلك تابعنا كيف أن متوالية الوعود والالتزامات تتحول إلى نقد جارح للمؤسسة اليمنية المتهمة مسبقاً بأنها غير قادرة على تقديم مرئيات المشاريع المطلوبة !!، وكأن دراسات الجدوى الإقتصادية معجزة من معجزات الدهر ، وكأن اليمن يخلو من اقتصاديين مجربين وقادرين على تحديد معالم المشاريع الملحة في البنية التحتية والخدمات الأساسية . مثل هذه الأقوال المتهافتة تذكرني بذات النغمة المشروخة القائلة بأن العمالة اليمنية أقل مستوى من أن تكون فاعلة في سوق العمل العربية ، علماً بأن تلك الأسواق عامرة بملايين القادمين من بلدان آسيا الواسعة ، وجلهم لا يمتلكون الحد الأدنى من المهارات والمؤهلات التي تجعلهم يتميزون عن اليمنيين .
تلك بعض الحقائق التي تجعلنا نقترب من تخوم الحقيقة الماثلة . على اليمانيين أن يلتفتوا إلى أنفسهم ومقدراتهم وأن يتخلوا غير آسفين عن ثقافة البحث عن حلول عابرة للقارات . اليمانيون
ليسوا بحاجة إلى من يمنحهم صيداً، لأنهم قادرون على الاصطياد إن أرادوا ذلك .
|