- صدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، حزمة قرارات بتعيينات جديدة في مواقع مدنية وأمنية وعسكرية حساسة؛ أثارت صدمة في أوساط المؤتمر الشعبي العام..

الخميس, 13-سبتمبر-2012
صعدة برس -
صدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، حزمة قرارات بتعيينات جديدة في مواقع مدنية وأمنية وعسكرية حساسة؛ أثارت صدمة في أوساط المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، الذين بادروا إلى التعبير عن سخطهم تجاه القرارات، واعتبارها "ضربا" للتوافق السياسي.

وقضت القرارات الرئاسية بإزاحة بعض من أبرز شخصيات المؤتمر الشعبي وحلفاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عن مناصبهم، وإحلال خصوم لهم محلهم.

واستهدف هادي مناصب في قصره الرئاسي، حيث عين نصر طه مصطفى، رئيس وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" السابق، مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية، بدلا عن علي الآنسي الذي أطاحت به القرارات أيضا من رئاسة الأمن القومي، وعينت الدكتور علي حسن الأحمدي بديلا له، وعلي منصور بن سفاع أمينا عاما للرئاسة، بدلاً عن عبدالهادي الهمداني الذي عُين في وزارة الخارجية.

ويعد نصر طه مصطفى أحد أبرز المنشقين عن نظام صالح والمنضمين إلى الثورة من المحسوبين على تيار الإخوان المسلمين، بينما بن سفاع أحد أبناء محافظة أبين، ويعد قريبا من الرئيس هادي، وكان سفيرا لليمن في البحرين قبل أن يستدعيه هادي ليوليه هذا الموقع.

وأطاحت قرارات هادي بكهلان مجاهد أبو شوارب، حليف صالح، من موقعه كمحافظ لعمران، حيث تم تعيين القيادي الإصلاحي البارز محمد حسن دماج لهذا المنصب، وإحالة أبو شوارب إلى عضوية مجلس الشورى.

ويعتبر دماج أحد أبرز عقول الإخوان المسلمين في اليمن، وقد اعتبر تعيينه إضافة إلى تعيين محمد سالم بن عبود محافظاً للجوف، والأخير شخصية إخوانية من مأرب، اعتبر أنه يأتي في سياق تصعيدي مع جماعة الحوثي التي ترتبط بعلاقات متوترة مع التجمع اليمني للإصلاح في المحافظتين، إضافة إلى التوتر بينهما في المحافظة الثالثة: حجة، التي تم تعيين علي بن علي القيسي، قبل أشهر، محافظا لها، وهو أيضا شخصية قريبة من الإصلاح.

ومن شأن تعيين دماج في عمران بعد تعيين اللواء محمد طريق مديرا لأمن المحافظة نفسها، أن يعقد من الأوضاع المتأزمة بين الحوثيين وخصومهم هناك، خصوصا وأن طُريق كان مديرا لأمن محافظة صعدة، ويتهمه الحوثيون بالتسبب في اندلاع أولى معارك الحرب التي استمرت 6 سنوات هناك.

كما عينت قرارات هادي اللواء الظاهري الشدادي محافظا للبيضاء، والشدادي حليف مقرب من اللواء علي محسن الأحمر وتيار الإصلاح، وسبق أن تم تداول اسمه كمرشح محتمل لخلافة اللواء علي محسن على رأس قيادة الفرقة الأولى مدرع، في حال قرر هادي إقالة محسن وأحمد علي عبدالله صالح.

كما تمت الإطاحة بحليف صالح على رأس محافظة صنعاء نعمان دويد، وتعيين شخصية مؤتمرية هو عبدالغني حفظ الله جميل، بديلا له. وكان هذا التعيين هو الوحيد الذي جاء لمصلحة المؤتمر الشعبي في ما يبدو.

وتم تعيين أحمد علي حسن باحاج محافظاً لشبوة بديلاً لعلي حسن الأحمدي الذي تم تعيينه رئيساً لجهاز الأمن القومي.

كما قضت القرارات الجمهورية بإزاحة مجاهد غشيم، حليف صالح، من رئاسة الاستخبارات العسكرية، وتعيين أحمد محسن اليافعي القريب من هادي، بديلا له، وعين غشيم ملحقا عسكريا في الخارج كتعويض عن إزاحته من منصبه.

إلى ذلك، قضت قرارات الرئيس هادي المتعلقة بوزارة الدفاع بإزاحة عبدالله غالب الكبودي، من إدارة الدائرة المالية بوزارة الدفاع، ليتولى بدلا عنها دائرة التقاعد، وذلك بعد أشهر على نشوب مشكلة بينه وبين الفرقة الأولى مدرع، على خلفية اتهامات له بعرقلة موازنة الفرقة.

ونص القرار الجمهوري على تعيين عبدالحميد محمد السوسوة مديراً للدائرة المالية، بدلا عن الكبودي.

وعلى صعيد الحكومة، قضت قرارات الرئيس هادي بإزاحة المهندس هشام شرف من وزارة النفط، وتعيينه وزيرا للتعليم العالي خلفا للوزير المؤتمري المستقيل يحيى الشعيبي، ليتم تعيين أحمد عبدالله دارس وزيرا للنفط، بعد أن كان نائبا للوزير.

ويأتي تغيير شرف بعد تصاعد الشكاوى ضده داخل الوزارة من قبل عمال وموظفي القطاعات التابعة لها، على خلفية ما يصفونها بقضايا فساد يتهمون بها الوزير ومساعديه.

ورحب وليد العديني، رئيس تحضيرية ملتقى البترول والمعادن، بقرار تغيير الوزير شرف، والمجيء بدارس، متمنيا على الأخير أن ينجح في ما أخفق فيه سلفه بشأن تلبية طموحات موظفي الوزارة والوحدات التابعة لها.

الوزير الجديد دارس هو أحد كوادر النفط والمعادن، وينظر إليه كمؤتمري وسطي أو معتدل، طبقا لمصدر في الوزارة التي تعد من حصة المؤتمر الشعبي العام طبقا لمبدأ التقاسم الحكومي القائم بين أطراف الائتلاف الحاكم.

وكانت آخر المشاكل المتفجرة في وجه وزير النفط السابق هشام شرف، قضية قرار هيئة مكافحة الفساد بتوقيف مشروع إنشاء مطار دولي خاص بإحدى الشركات النفطية، في محافظة شبوة.

وقال مصدر في تحضيرية البترول والمعادن إن صفقة مشروع إقامة المطار الدولي لشركة "أو إم في" العاملة في القطاع النفطي "إس 2"، لا تخدم أبدا اليمن في شيء، كما أنها تضيف إلى أعباء خزينة الدولة أعباء أخرى, فتكلفة المشروع حسب الميزانية الأولية له، تقدر بـ35 مليون دولار، بالإضافة إلى مصروفات أخرى في مراحل المشروع المختلفة، تصل إلى 15 مليون دولار، وكل هذه المبالغ ستتحمل اليمن جزءاً منها، يصل إلى 20 مليون دولار، ستقوم الشركة باحتسابها من نفط الكلفة.

وأضاف المصدر أن إنشاء مثل هذا المطار سيقضي تماما على فاعلية مطاري سيئون وعتق، كما أنه سيضعف سلطة الدولة ممثلة بوزارة النفط، وسيطرتها على مسألة العمالة الأجنبية في الحقول النفطية.

وقال المصدر إن هذه الصفقة قد أخذت وقتا طويلا لطباختها في أروقة مكتب وزير النفط (السابق) وإخراجها للنور بشكل مرضٍ، وبحجة الاضطرابات الأمنية، وتشجيع الاستثمار، بغرض الموافقة عليها من مجلس الوزراء. وأشار المصدر إلى أنه كانت هناك صفقة أخرى ما زالت تطبخ في أروقة مكتب الوزير، بإنشاء مطار دولي آخر تابع لشركة توتال العاملة في قطاع 10 في منطقة ساه بحضرموت.

وفيما تم تعيين علي الآنسي سفيرا في وزارة الخارجية، فقد جاءت القرارات الجمهورية بعلي حسن الأحمدي محافظ شبوة السابق، والسفير السابق، رئيسا لجهاز الأمن القومي، بدلا عن الآنسي.

ولا تعرف عن الأحمدي خبرات أمنية سابقة، ويعد مقربا من الرئيس هادي. ولوحظ عدم مساس القرارات الجمهورية بموقع غالب القمش في رئاسة جهاز الأمن السياسي، باعتبار أنه الجهاز الاستخباراتي الثاني الذي يطالب الرأي العام بإقالة مسؤوليه.

كما لوحظ استبعاد كامل للحزب الاشتراكي اليمني في التعيينات الجديدة التي اقتصرت على حلفاء الإصلاح واللواء علي محسن، وحلفاء الرئيس هادي، كما لم تشمل التعيينات أيا من شركاء حكومة الوفاق الوطني ناصريين أو بعثيين أو غيرهم.

في ما يلي ملخصا للتعيينات الرئاسية:

نصر طه مصطفى - مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية.

علي منصور بن سفاع - أمين عام رئاسة الجمهورية. كان مرشحاً ليكون مدير مكتبه.

د. علي حسن الأحمدي - رئيساً لجهاز الأمن القومي.

كهلان أبو شوارب - عضو مجلس الشورى.

تعيينات في وزارة الدفاع:

مجاهد غشيم - ملحقاً عسكرياً.

أحمد محسن اليافعي - مديراً لدائرة الاستخبارات العسكرية.

تعديلات في حكومة الوفاق:

تعيينات في وزارة النفط:

أحمد عبدالله دارس - وزيراً للنفط والمعادن.

هشام شرف - وزيراً للتعليم العالي.

تعيينات المحافظين:

محمد حسين دماج - محافظاً لمحافظة عمران.

أحمد علي حسن باحاج - محافظاً لمحافظة شبوة.

محمد سالم بن عبود - محافظاً لمحافظة الجوف.

عبدالغني حفظ الله جميل - محافظاً لمحافظة صنعاء.

الظاهري الشدادي - محافظاً لمحافظة البيضاء.

تعيينات السفراء:

علي محمد الآنسي - سفيراً في وزارة الخارجية.

عبدالهادي الهمداني- سفيراً في وزارة الخارجية.

علي صالح الأحمر- سفيراً في وزارة الخارجية.

المصدر : صحيفة الأولى
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 18-أكتوبر-2024 الساعة: 08:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-6090.htm