صعدة برس - فكري قاسم
نشاط الأمريكان في اليمن لا يختلف عن نشاط القاعدة، كلاهما مادة خبرية محشوة بالموت وبالقوارح فقط.
أمريكا تتبنى عملية تدريب مقاتلين يمنيين لمكافحة الإرهاب. أمريكا تتبنى عملية إرسال طائرة من دون طيار ، وفي المقابل القاعدة تعلن تبنيها للتفجير الانتحاري الذي أودى بحياة كذا إنسان من أفراد الأمن. القاعدة تعلن تبنيها للعملية الانتحارية التي أودت بحياة كذا طالب من كلية الشرطة.. القاعدة تعلن تبنيها للعملية الانتحارية التي أودت بحياة اللواء سالم قطن.. القاعدة تتبنى تخريب البلد الخارب أصلا .
نفسي أسمع أو أقرأ – ولو لمرة واحدة - خبراً يقول أن القاعدة تبنت عملية إنشاء حديقة للأطفال أو تبنت حماية أبراج الكهرباء من الاعتداءات المتكررة عليها، أو أن " القاعدة " تبنت حملة نظافة للمساجد على اعتبار أن النظافة من الإيمان. واضح جدا أن الجماعة طول وقتهم وهم يتبنوا، طيب متى سيبنوا؟ والله مالي علم؟!
متى سيقترب هذا التنظيم من الله الذي ليس من بين أسمائه الحسنى " المُتـبـني ولا " المُــفــجــر " ولا " المنتحر" بل هو سبحانه ، الرحيم .. الحليم .. السلام .. المؤمن .. الودود .. ذو الجلال والإكرام . متى سيتكرم هذا التنظيم ويتحفنا بشيء يشير إلى عظمة وسمو عبارة (الله أكبر)؟!
الصينيون شقوا طريق صنعاء الحديدة .. الروس شقوا طريق تعز الحديدة .. الأمريكان شقوا طريق تعز صنعاء .. واليمنيون الكُسالى عاكفون – بزعم خاطئ- على شق الطريق إلى الجنة!
لكن الطريق إلى الجنة لا يمر عبر حزام ناسف.، هذا الطريق الوعر بشع ومخادع، كما أن الدين الذي يصير ذريعة للقتل ويحيل الجنود الأبرياء إلى جثث وأشلاء، هو في الأساس دين بلا عيون، دين بلا إله، دين بلا ضمير، دين بلا رحمة، وحاشى لله أن يكون الدين الإسلامي الحنيف كذلك . ولعلها فرصة مناسبة أن أتساءل بحسن نية الآن وأقول: لماذا لا يتكرم علماؤنا الأجلاء من اختراع إعجاز يداوي هذه البلاد البائسة شهوة من ممارسة القتل الذي يمارسه تنظيم القاعدة ليس ضد اليمنيين فحسب، بل ضد الحياة بأكملها.
في المقابل أيضاً أسأل بنفس حسن النية وأقول: متى ستقترب أمريكا من قلب اليمني وعقله؟ والى متى ستظل هذه الأمريكا عالقة لصق عضلات اليمني فحسب. نفسي أسمع لمرة واحدة خبراً واحداً يقول أن أمريكا افتتحت مسرحا في اليمن.. أو أن أمريكا بنت مستشفى في اليمن، أو أن أمريكا دعمت مشروع إعادة حصص الموسيقى والرسم إلى المنهج المدرسي في اليمن . وهل تعرف أمريكا المنشغلة جدا بالأكشن أن غياب حصص الموسيقى والرسم من المنهج المدرسي جعل أجيالا من الشباب اليمني ينبتون فوق فوهة بندقية شاردة ، وحده تنظيم القاعدة من استطاع - وبمهارة عالية - أن يلتقط طاقاتها المهدرة ويصنع منها أحزمة ناسفة ، وكان بوسع الفنون أن تصنع من تلك الطاقات أغنية حب لليمن ولأمريكا معا.
Fekry19@gmail.com |