- وفيلم مسيء في صنعاء

السبت, 15-سبتمبر-2012
صعدة برس -
أحمد الحسني
اقتحام السفارة الأمريكية ليس عملاً حضارياً ولم يكن الفيلم المسيء لمقدسات مليار إنسان عملاً حضارياً أيضاً وإن كان السوء لا يبرر السوء.
الملاحظ أن الخارجية الأمريكية تعتذر اليوم للمسلمين بعد الأعمال غير الحضارية التي طالت سفاراتها في العالم الإسلامي وكأنها تقول أن الولايات المتحدة زعيم العالم لا يستجيب إلاّ لهذه الطرق ولا يحترم إلاّ هذا التعامل.
الذين اقتحموا السفارات هم جماهير مُسْـتَــفَـزَّة وليسوا فلاسفة ومفكرين حتى نستغرب سلوكهم، لكن المثير للغرابة والاشمئزاز أن تتنصل النخب من المسئولية وتبدأ في توظيف الحدث في المكايدات السياسية وقيام إعلام الإصلاح وناشطيه بالترويج لأن المؤتمر دعا للتظاهر وأن عبارة (الموت لأمريكا) كتبت على جدار السفارة لتحميل الحوثيين مسئولية ما حدث. رغم أن وجود ضحايا المواجهات في مستشفى العلوم والتكنولوجيا يشير إلى من قام بالاقتحام.
ما حدث للسفارة الأمريكية اليوم في صنعاء ردة فعل طبيعية لتأجيج النخب للجماهير التي أسيء إلى مقدساتها وبقاء تلك النخب في البيوت للتصريحات وتوزيع الاتهامات على خصومها السياسيين، واستعداء الدولة العظمى عليهم.
الجماهير التي اقتحمت السفارة الأمريكية في صنعاء هم جماهير المسلمين الذين هاجموا السفارات الأمريكية في العالم الإسلامي للتعبير عن غضبها لمقدساتها والفارق في النتائج يحدده مستوى الوعي العام وقيادة النخب للفعل الجماهيري وتوجيه ومدى قدرة الدولة على حماية السفارة والمنشأة التي استهدفها الغضب الجماهيري وجميع ذلك في حدوده الدنيا لدينا في اليمن.
لا أستطيع أن أنكر مشاركة جماهير أي حزب أو تيار سياسي في تظاهرات الغضب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنكار قادة الإصلاح وإعلامهم وتأكيدهم على عدم مشاركتهم للآخرين في هذا الغضب هو حق لهم، لكن استثمار الحدث ودماء الضحايا سياسيا وتحميل الخصوم السياسيين تبعات الحدث هو تملق مقزز للدولة العظمى وفيلم مسيء للإسلام وقيم نبيه الكريم..
*صحيفة اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-6121.htm