صعدة برس-متابعات - برز سؤال شغل الكثيرين من التواقين إلى المعرفة ظاهره التحدي وباطنه عشق الحقيقة , حول إمكانية تناول جزء من تاريخ اليمن ذي الصلة بحكام أئمة آل حميد الدين في خاصية مقتل الإمام يحيى بن حميد الدين مجروراً بالمرور إليه قتل أولاده ووفاة البعض منهم , والتساؤل عن الكيفية التي ماتوا أو قتلوا بها , وأين توجد مقابرهم
كيفية مقتل الإمام يحيى بن حميد الدين
قتل الإمام يحيى في منطقة حزيز الواقعة جنوب صنعاء بعد خروجه إليها في يوم 7 من شهر ربيع الآخر سنة 1364 هـ الموافق 17 فبراير 1948م , كما ذكرت ابنته تقية في ذكرياتها يتيمة الأحزان عن كيفية مقتل أبيها الإمام الذي كان قد تجاوز الثمانين عاماً بقولها : انه في ليلة مقتله ذلك اليوم , اجتمع المتآمرون على قتل أبيها في ديوان بيت زوجها عبد الله بن علي الوزير وكان ممن عرفت منهم العم محمد بن علي الوزير , ولكنها لم تكن تعلم أن ذلك الاجتماع السري هو التخطيط لقتل والدها الإمام , وعن كيفية قتله تورد انه بعد انتهاء الدورة اليومية المعتادة لمواجهة المتظلمين من الرعية قام الإمام بتفقد مزرعته في جنوب صنعاء مصطحباً معه رئيس وزرائه عبد الله العمري وأربعة من أحفاده وعسكري واحد مرافق وسائق السيارة , وفي الطريق ترجل ثلاثة من الأحفاد للتنزه وانتظار عودة الإمام , وفي سواد حزيز اعد الكمين بوضع كومة أحجار لاعتراض السيارة التي وقفت أمامها , وتم إطلاق الرصاص وأصيب الإمام بأكثر من مائة طلق عيار ناري فاستقر منها في جسده حوالي خمسين طلقة ومات الإمام ومات الحفيد الطفل الحسين بن الحسن والعسكري والسائق ورئيس الوزراء , أما الحسين والمحسن فقد تولى قتلهما جمال جميل العراقي عند باب قصر دار السعادة أما يحيى ابن الإمام فقد نجا بأعجوبة عندما تظاهر بالموت وطرح نفسه أرضا , وفي صباح اليوم الثاني تولى علي بن الإمام يحيى نقل جثة والده وإخوانه وابن أخيه , كما تبين تقية أن خطة مقتل والدها قد حبكت خيوطها في مصر عندما تولى زوجها ابن الوزير كل من الفضيل الورتلاني الجزائري والحاج محمد سالم , ومحمد صالح المسمري , وعبد الوهاب عزام , واعتراف زوجها ابن الوزير بمقابلة الوزير المصري عبد الحميد صالح باشا وإبلاغه بنيته العودة إلى اليمن حسب الخطة المرسومة , وهناك تم إخبار الإمام انه توجد في مصر شركة عظيمة للسيارات مديرها الحاج محمد سالم رجل عظيم من أهل الأمانة والديانة , وكان مراد الإمام يحيى أن يكون لهذه الشركة فرع في اليمن أو تتآلف مع شركة يمنية ترتبط بها , فطلب الإمام خروج محمد سالم إلى صنعاء بنفسه فاعتذر وأرسل الفضيل الورتلاني بدلاً عنه إلى آخر ما ورد في بداية السرد عن الشركة التي دارها عبد الله الوزير كغطاء لقتل الإمام يحيى , كما أفاد أ.د. محمد عبد الملك المتوكل ابن حاكم حجة في عهد الأمام يحيى وابنه احمد , أن من قام بقتل الإمام يحيى هو زوج ابنته تقية السيد عبد الله بن علي الوزير وجماعته ومنهم الفضيل الورتلاني وهذا ما يؤكد دقة وصدق رواية بنت الإمام , وفي حيثيات مقتل الإمام يحيى , يروي المتوكل انه عندما أرادوا قتل الإمام اتكلوا على قبائل الشرق من بيت أبو رأس لكنهم في بداية الأمر رفضوا قتله شريطة إصدار فتوى دينية تجيز قتل الإمام يحيى فقام عبد الله الوزير بتنفيذ ما طلبوه , وكان ممن سعى وراء القتل فضيل الورتلاني احد الإخوان المسلمين القادم من القاهرة متآمراً على الإمام يحيى وهو الذي دعاهم إلى قتله وكان ممن عارض قتل الإمام الأستاذ/ احمد محمد نعمان , وبداية ظهور المؤامرة والتسريع في قتل الإمام يحيى , قيام رجل من الحديدة بإرسال برقية إلى الأحرار في عدن بما فيهم القاضي/ محمد محمود الزبيري والأستاذ / احمد محمد نعمان وزملاؤهم يخبرهم أن الإمام يحيى قد مات فقام الأحرار بنشر الكتاب الذي أسموه الميثاق المقدس الذي احتوى على أسماء رموز من سيتولى الإمامة والوزارة وكان على رأسها ابنه إبراهيم الذي كان مع الأحرار إلى آخر التشكيل الوزاري , فوصل ذلك الكتاب إلى يد الإمام يحيى فقام بطلب ابنه ولي العهد احمد إلى صنعاء لكن ابنه رفض لأنه كان يعرف عن المؤامرة بأنه لو طلع إلى أبيه فسيقتلونهما الاثنان معاً فكان من التدبير والذكاء ما جعله ينجو بنفسه فجاء عبد الله الوزير إلى الإمام يحيى يقسم اليمين بأنه لا يعرف عن تلك المؤامرة شيئاً وأنها وقيعة يراد بها تشكيك ولائه للإمام والإيقاع به , لكن عبد الله الوزير شعر مع من تآمر معه بالخطر وتوقعوا أن الإمام سيقوم بقتلهم جميعاً , فاتفقوا على الإسراع في قتله على قاعدة يتعشوا به قبل أن يتغدى بهم , وفي احد أيام سنة 1948م كان الإمام يحيى يقوم بنزهة على متن سيارة برفقة حفيده ابن الحسين ورئيس وزرائه العمري في منطقة حزيز جنوب صنعاء , فقام بعض نفر من القبائل الذين تم الاتفاق معهم على قتله بإطلاق الرصاص على السيارة التي يستقلها , فقتل الإمام وحفيده ورئيس الوزراء العمري
وفي نفس اليوم كما يروي المتوكل قتل أيضا سيف الإسلام الحسين وسيف الإسلام المحسن , من قبل جمال العراقي , أما ولي العهد احمد والذي كان قد أرسل إليه من يقتله في تعز , لم يستطيعوا قتله لأنه كان داهية فقد استقل سيارة أخرى غير السيارة المعهودة وذهب إلى حجة وبعدها أرسل عبد الله الوزير برقية إلى ولي العهد احمد بأن يأتي ليبايع الوزير إماما , فرد عليه ليس بيني وبينك إلا السيف , وطلع إلى حجة فكتب إلى الوالد حاكم حجة آنذاك إني سآتي إلى حجة فأرسل لي خيلاً وأرسل معهم ابنك حمود , الذي هو أخي الأكبر فكان ولي العهد بطلبه من الوالد بإرسال ابنه ليطمئن إذا كان الوالد ليس مع الطرف الآخر , كما أكد صحة ما سبق اللواء / حسن علي الخولاني احد أحرار ورجال ثورة 26 سبتمبر والذي تخرج من كلية الشرطة في عام 1955م وأول عمل بعد تخرجه كان مدير شرطة صالة عند الإمام احمد وقائد سرية في فوج البدر , وبعد قيام الثورة تقلد أول منصب مديراً لشرطة العاصمة , بأنه كان احد الذين شاركوا في تشييع الإمام يحيى وحول تلك الحادثة يروي انه قتل في سواد حزيز وقتل معه احد أحفاده واحد أبناء الحاج احمد قلالة واثنان من سيوف الإسلام أولاد الإمام يحيى تم قتلهما في باب دار السعادة في نفس ذلك اليوم, وتلك الأيام كان ما زال في المتوسطة وهي بمثابة الإعدادية اليوم , والمجموعة التي شاركت في قتل الإمام كان يعرف منهم الحسيني , ابن هارون , القردعي , وسائق السيارة كما يقول تقريباً العتمي .
قبر الإمام يحيى
تؤكد تقية بنت الإمام يحيى حميد الدين انه في صباح اليوم الثاني لمقتل والدها , تولى أخوها علي بن الإمام يحيى نقل جثة والدهم وأخويهم وابن أخيهم , وتم دفنهم بصنعاء جوار مسجد الرحمة في بير العزب الذي كان الإمام يحيى قد اشترى أرضاً ليدفن فيها لأنها بجوار ذلك المسجد , وتشير إلى عدم وجود موكب تشييع لوالدها أو أية مراسيم شعبية , لفرض حظر التجول ومنع حركة الناس في ذلك اليوم , وعند نزولنا الميداني إلى بير العزب تعرفنا بكل سهولة على جامع الرحمة رغم أن المرور إليه لا يتم إلا عبر شوارع ضيقه وأزقة , فوجدنا جامعاً صغيراً مقارنة ببعض المساجد المتوسطة , وفي فنائه مقبرة منظمه لكنها ليست بالشاسعة تضم بداخلها قبر الإمام يحيى وعليه مكتوب اسمه وتاريخ دفنه المبين في 18 ربيع الثاني 1367 هـ الموافق 18 فبراير 1948م , وبعض أبنائه وأهل بيته , كما توضح لنا من أسمائهم المبينة على تلك القبور , ولوحظ في ذلك اليوم على قبر الإمام يحيى وأهل بيته دوناً عن باقي قبور تلك المقبرة بعض أغصان الريحان التي كانت ما تزال حديثة القطف , مما دل بشكل قاطع على زائر أو زائرة سبقنا إليهم بقليل , وأيضاً تعرفنا على بقية قبور بيت حميد الدين من النساء اللاتي لم تكن مكتوبة عليها أسماؤهن بواسطة تلك الرياحين , وهناك استدعينا الأخ/ محمد سميع , صاحب المنزل الملاصق والمطل على الجامع والمقبرة التي أوضحت أن ذلك الجامع كان اسمه جامع القضاة , قبل أن يقوم الإمام يحيى بتغييره إلى جامع الرحمة , وأن تلك المقبرة هي مقبرة الإمام يحيى , تحتوي على قبر الإمام يحيى نفسه وبعض أفراد أسرته , ممن توفوا في اليمن , أو جيء بهم من خارج البلاد , وقبور من قتل معه ذلك اليوم , سائقه علي قلالة , عسكري الإمام المرافق عبد الله قلالة , حفيده الطفل الحسين بن الحسن , وبعض أبنائه كالقاسم , الحسين , المحسن , كما وجدنا فيها قبر الإمام المطهر شرف الدين , كما أخبر أن ضريح الإمام يحيى كان قد تعرض في السابق القديم لمحاولة السطو ونقل الجثمان من قبل جماعة لا يعرفونها وباءت بالفشل , وعلى إثرها تم طي قبر الإمام يحيى بمعنى بنائه كما هو عليه الآن , ويفيد اللواء / حسن علي الخولاني وهو أحد جيران بيوت الإمام وواحد ممن شاركوا في تشييع جثمانه, أنهم صلوا على الإمام يحيى في جامع الرحمة وتم دفنه في نفس الجامع وحول الذين دفنوا معه قال : رافقت وشاهدت جثمان الإمام يحيى لوحده أما أولاده كما أتذكر انه سيف الإسلام المحسن , أما أخاه فلا ادري في أي مكان دفن فيه , وممن أكد صحة ما ورد عن وجود قبر الإمام يحيى في جامع الرحمة القاضي العلامة/ احمد يحيى احمد عبد الكريم حجر , إمام وخطيب جامع عدّل الكائن أمام أمانة العاصمة , والحاجة / أمة الرحيم بنت احمد الظفري التي تزوجت بعبد الرحمن ابن سيف الإسلام احمد قاسم احد أبناء عمومة الإمام يحيى حميد الدين ويعتبر , والد زوجها في نفس درجة القرابة مع الإمام يحيى .
اتفقت الروايات على المكان الذي تم دفنه فيه وهو في جامع كان الإمام احمد قد أمر ببنائه وأوصى أن يدفن بساحته , لكن تلك الروايات تضاربت حول نبش القبر واخذ جثته أو تركها مكانها وبين عدم نبش ذلك القبر وحقيقة وجودها في مكانها إلى يومنا هذا , وعند استطلاع مكان وجود قبر الإمام احمد وتصوير المكان وجدنا انه دفن في منطقة التحرير بشارع جمال وان الجامع الذي قالت الروايات إن اسمه كان الرضوان قد أصبح بعد قيام الثورة مقراً لنقابة الأطباء , يتم الدخول إليه من طريق أصبحت محلاً للشنط والحقائب ومن خلاله تم فتح الباب لنا إلى داخل الحوش الذي يحتوي على ذلك المبنى والذي يظهر عليه غير آهل بالتردد , والذي قيل انه كان جامعاً , ومن الخلف يوجد قبر الإمام احمد كما قيل , والذي طمست معالمه ولم يعد في المكان ما يشير إلى وجود قبر غير مجموعة حشائش وأشواك تغطي كوم الأحجار , يقول الدكتور محمد بن عبد الملك المتوكل الذي أشار إلى موقع القبر موضحاً انه قريب من مبنى ما يسمى الآن بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والمتحف الحربي من ناحية الإمام كان هناك ذلك الجامع وقد حضر فيه الدكتور المتوكل بعد قيام ثورة 26 سبتمبر بزمن ندوة لنقابة الأطباء إلا أن ذلك الجامع على ما يبدو لم يعد موجوداً في وقتنا الحاضر.
وخلال استطلاعنا على المكان والتحري على مكان جثة الإمام احمد , أفادنا الحاج /علي يحيى الجبري ـ حارس ذلك المبنى الذي يقول انه كان موجوداً يوم دفن الإمام أحمد في ذلك المكان الذي كان اسمه جامع الرضوان , والذي أوضح بأن الإمام أمرر ببنائه , وقبل أن يكتمل العمل فيه , توفي الإمام احمد , وكان الجامع مازال غير صالح للصلاة فيه فلا يوجد به ماء ولم يكتمل بناء سوره ودفن بجانبه من الخلف , وأشار إلى الموقع الذي كان سيتم دفنه فيه في أول الأمر عند باب المبنى من ناحية المدخل الرئيسي للمبنى , غير أن بعضهم فضل دفنه في الخلف خوفاً على القبر من المرور عليه , وبالرغم أن الحاج/ علي كما أفاد انه كان شاهد عيان على دفن الإمام , إلا انه لم ينفي أو يؤكد صحة وجود جثة الإمام احمد في مكانها أو نقلها منه , غير انه قال : قيل لي بأن جثة الإمام أحمد قد انتشلت ليلاً من قبل أبناء عمه بعد دفنها بستة أيام , وتؤكد تقية بنت الإمام يحيى أخت الإمام أحمد في ذكرياتها يتيمة الأحزان من حوادث الزمان , بأنه في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني 1382 هـ الموافق العاشر من سبتمبر 1962م توفي الإمام احمد , ولم يعلن النبأ إلا يوم 18 ربيع الثاني وحمل جثمان الإمام احمد من تعز إلى صنعاء ودفن جوار مسجده الذي بناه ببير العزب , وهذا ما يتفق مع كل شهادات من التقينا بهم , وأيدهم اللواء/ حسن الخولاني , بقوله انه قبر في حوش صغير في منطقة التحرير بشارع جمال حالياً أمام المتحف الحربي قرب جانب بيت السراجي كما قيل له لأنه لم يشاهد الدفن بنفسه فقد كان أيامها في تعز , وأكده القاضي العلامة / احمد يحيى احمد عبد الكريم حجر أمام وخطيب جامع عدّل الكائن أمام أمانة العاصمة , بأن الإمام احمد قام ببناء جامع يعتقد أن اسمه الرضوان بالقرب من مجلس النواب الآن وقد دفن فيه , وبالرغم أن مجلس النواب تحجبه عن ذلك المكان بعض المباني في الوقت الحالي , إلا انه في ذلك العهد كان المبنى بالفعل بالقرب منه , ولأهمية شهادة ابنة نائب الإمام في إحدى مناطق اليمن التي لم تعطنا حق توضيح اسمها ومنعتنا من أي إشارات قد تفصح عن شخصيتها , وهي التي عاشت في بيت الإمام أحمد واعتبرها بمثابة ابنته الثالثة , قالت عن قبر الإمام احمد انه تم دفنه في صنعاء ولم تقم الثورة إلا بعد أن قاموا بنبش جثته للتأكد من صحة وفاته وتركوها مكانها كما قيل لها , لكن الأخ/ سيف محمد محمد غمضان احد أحفاد ابن أمير الحج في عهد الإمام يحيى حميد الدين وعم تقية بنت الإمام يحيى , نفى قطعياً أن يكون قد تم نبش قبره وهذا ما سمعه وأكده له جده وأن قبر الإمام أحمد , ضمن الجامع الكائن في شارع جمال بينما القبر لم يعد ظاهراً .
أولاد الإمام يحيــــــــــى حميد الدين
كان يطلق على أبناء الإمام يحيى جميعاً سيوف الإسلام وقيل إنهم 15 ولداً لكن ما وجدناه من مصادر دل على عدد 14 ولداً , البعض منهم قتل والبعض الآخر توفي , ولم يعد منهم على قيد الحياة سوى عبد الرحمن , كما أن الإمام يحيى أنجب خمس بنات سيأتي ذكرهن في موضوع آخر.
- أحمد , ولد في جمادى الآخرة سنة 1313 هـ تولى عدة ولايات في عهد أبيه ثم تولى تعز واستقر فيها حتى توفي في 10 ربيع الآخر سنة 1382 هـ الموافق 1962 م, حمل جثمانه إلى صنعاء ودفن بجوار مسجده الذي بناه في بير العزب , شارع جمال حالياً مقر نقابة الأطباء .
- محمد البدر , ولد في 15 رمضان سنة 1316 هـ , تولى بلاد الشرفين ثم لواء تهامة , توفي 16 ذي الحجة سنة 1350هـ , ذكرت عنه أخته تقية في ذكرياتها يتيمة الأحزان أنه مات غرقا في البحر عند جزيرة الجبانة بين الحديدة ورأس الكثيب في شمال الحديدة عندما حاول إنقاذ سكرتيره البهكلي من بيت الفقيه من الزرانيق الذي كان على وشك الغرق فغرقا معا , ودفن أخوها البدر أمير الحديدة في فناء مسجد حجة إلى جانب قبر والدته , وقد عرف عنه العلم والأدب والشعر , وكان لحادثة غرقه صدى واسع في البلاد العربية لما عرف عنه من انفتاح ورغبة في تحديث اليمن , وقد رثاه أمير الشعراء احمد شوقي في قصيدة مطولة مطلعها :
مضى الدهر بابن أمم اليمن
وأودى بزين شباب الزمن
وباتت بصنعاء تبكي السيوف
عليه وتبكي القنا في عدن
ومنها أيضاً
متى يا بحر كنت غمد السيوف
وقد عهدناك غمد السفن
- الحسن , ولد في 3 ربيع ثاني سنة 1325 هـ كان يلقب بزين العابدين , كان نائب الإمام في إب سنة 1349 هـ , ثم نائب الإمام في صنعاء بعد فشل انقلاب 1948م , ثم تعيينه مندوباً لليمن في الأمم المتحدة , توفي في جدة يوم الجمعة من ربيع الآخر سنة 1424 هـ ودفن بالبقيع في المدينة المنورة .
- الحسين , ولد بجبل الأهنوم في رجب سنة 1327 هـ تولى لواء الحديدة خلفاً لأخيه محمد قتل أمام دار السعادة بصنعاء سنة 1367 هـ الموافق 1948م , ودفن بجانب والده الإمام يحيى بجوار جامع الرحمة .
- علي , ولد في قصر سعدان في الأهنوم يوم الخميس 8 رمضان1327 هـ تولى وزارة المعارف في عهد الإمام احمد ,أعدم في صباح يوم 26 / 9/ 1962م , وكما أفاد د. المتوكل أن علي كان له ولد اسمه الحسن بن علي من خيار الشباب متدين وكان متزوج بابنة عمه سيف الإسلام إبراهيم بن الامام يحيى الذي خرج على والده وهرب إلى عدن وقتل على يد صاحبه .
ـ المطهر , ولد سنة 1330 هـ تولى نيابة الإمام احمد في تعز وتوفي في 22 شعبان نفس يوم وفاة أخيه إبراهيم ولكن في سنة 1372 هـ في اسمرا .
- القاسم , ولد سنة 1331 هـ أنشأ وزارة المواصلات والاتصالات في اليمن , توفي في عهد أخيه الإمام احمد سنة 1377 هـ .
- عبد الله , ولد سنة 1331 هـ تولى لواء الحديدة ثم وزارة المعارف , أعدمه الإمام احمد في حجة سنة 1374 هـ الموافق 1955 م , وهذا كما تشهد له أخته تقية بأنه كان إداريا ودبلوماسيا ذا شهرة , وله إياد في ضم اليمن إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ورعاية النهضة الثقافية في اليمن , ولكن صاحبة ذكريات يتيمة الاحزان لم تشر إلى قاتل أخويها العباس وعبد الله لأن ذلك كان يؤلمها فمن أمر بتنفيذ حكم الإعدام فيهم هو أخهم الإمام احمد .
- إبراهيم , ولد سنة 1333 هـ , توفي في 22 شعبان 1367 هـ الموافق 29 يونيو 1948م .
- إسماعيل , ولد سنة 1335 هـ تم تعيينه وزيراً للمعارف في عهد أخيه الإمام احمد , وكان ٍنائباً للإمام في مصر في السلك السياسي أعدم سنة 1382 هـ الموافق 26 سبتمبر 1962 م.
- العباس , ولد في سنة 1340 هـ كان في عهد والده اميراً على منطقة السر , وبعد مقتل والده كان من القادة الذين حاصروا صنعاء , كما عين أميرا على صنعاء , قتل في عام 1955 م .
- يحيى , ولد سنة 1341 هـ , نجا بأعجوبة من الموت في عام 1948 م , ثم توفي بعد ذلك في سنة 1369 هـ , الموافق 1950 م.
- المحسن , ولد سنة 1342 هـ ـ وقتل أمام قصر السعادة في صنعاء مع أخيه الحسين عام 1948 م ودفن في جامع الرحمة بجوار أبيه وأخيه.
- عبد الرحمن , ولد سنة 1356 هـ كان مديراً ثم وكيلاً وزارة الخارجية , وعين وزيراً للصحة تقلد منصب رئيس الوزراء , مازال حياً خارج اليمن ويعتبر عميد أسرة آل حميد الدين .
من هم الأئمة وكيف حكموا اليمن لقرون من الزمن؟!
تحدث الأستاذ الجامعي والسياسي المحنك المعروف د. محمد عبد الملك المتوكل وهو ابن نائب الإمام أحمد في حجة ذلك الحين, عن البداية لظهور أئمة حكام اليمن ومنبعهم الأصلي وكيف جاءوا إلى اليمن, فحسب مارواه أنه عند اشتداد الاقتتال بين القبائل بصعدة , اتفقوا على أن يأتوا بعالم من العلماء ومن أولاد رسول الله ليكون الحكم فيما بينهم, فأتوا بالإمام الهادي يحيى بن الحسين , من جبل الرس في المدينة المنورة, فجاء الهادي وكان هو الحاكم عليهم, إلى حين اختلفوا ودخلوا في حرب مع جماعة آخرين , وكان الهادي بن الحسين قد خرج معهم عند اختلافهم مع إحدى القبائل, وإذا بهم يقومون بالنهب فتركهم غير راضٍ على ما فعلوه, ورجع إلى المدينة, ثم دخلت تلك القبائل في الخلاف مرة أخرى, فذهبوا وأتوا به, لكنه في هذه المرة رجع وبمعيته جماعة من أنصاره للتكفل بحمايته, وقام بوضع مجموعة أسس عبارة عن أربعة عشر شرطاً آخرها أن يكون الإمام من أولاد الحسن والحسين أي من الهاشميين, وكان يرى أن هؤلاء القبائل لم يقبلوا بأحد منهم للإمامة عليهم, لذا لابد لهم من واحد محايد وعنده شريعة من رسول الله, فالإمام الهادي كما يضيف المتوكل قام بفكرة لحل مشكلة معينة لمرحلة معينة مثلما حدث مع عمر بن الخطاب في السقيفة, عندما أراد أهل المدينة أن يولوا عليهم منهم, فقال لهم: إن القبائل لاتخضع إلا لقريش, لكن البعض أخذها كأنها من الدين وكأن الخلافة أصبحت ملكه ولا تصح الإمامة إلا لمن كان هاشمياً دوناً عن الآخرين, وكان الأمام لمجرد شعوره أنه لا يوجد للخلافة إلا الهاشمي كان يكره الهاشميين الآخرين لأنهم المنافسون الوحيدون له, كما أن الآخر من غير الهاشميين كان يقول لماذا لا يصلح للخلافة إلا من كان هاشمياً, وهكذا حتى وصلت إلى الإمام يحيى بن حميد الدين ومن ثم إلى ابنه الإمام أحمد حتى قامت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وإلغاء النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري.
الإمام يحيى بن حميد الدين
والده هو الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين, المولود بصنعاء سنة 1255 هـ , تولى الإمامة سنة 1307هـ , وتوفى صبيحة يوم الخميس 19 ربيع الأول سنة 1322هـ ودفن بمدينة حوث, لم ينجب سواه, وله أخت وحيدة هي أم هاني تزوجها عبد الرحمن بن حسين الشامي . ولد الإمام يحيى في الحيمة في 15 ربيع الأول من سنة 1286 هـ الموافق.
يونيو 1869م , ومات قتلاً بمنطقة حزيز جنوب صنعاء في 7 شهر ربيع الآخر سنة 1364 هـ الموافق 17 من فبراير 1948م , كان يجيد الشعر, وكان عالما فذاً, درس على أيدي كبار العلماء , وقصده العلماء من الشام ومصر ومن الهند وبغداد, وأجاز لبعضهم فكان منهم أحد علماء الأزهر الشريف الشيخ عبد المعطي السقا.
كيفية تولي الإمام يحيى الخلافة
في حصن النواش في قفلة عذر بايع العلماء من أهل الحل والعقد الإمام يحيى وكانوا من صنعاء وذمار والروضة والقفلة وحوث والاهنوم وخبان وإريان وغيرها من مناطق اليمن, فالإمام يحيى كما تقول المصادر عن سيرته “كتيبة الحكمة من سيرة إمام الأمة” للمؤرخ العلامة القاضي عبد الكريم ين احمد مطهر وتحقيق أ.د. محمد عيسى صالحية, إنه اخذ الإمامة بالطرق الشرعية وبالكفاءة والعلم لا بالوراثة, وزاد على ذلك د. محمد بن عبد الملك المتوكل بقوله: إنه بعد وفاة الإمام المنصور سنة 1322هـ دعوا العلماء حسب العادة ودخل ناصر الأحمر جد المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بسيفه ووقف على الباب , فجلسوا يتفاوضون على من يكون الإمام فقالوا إن يحيى يوجد لدية ثلاثة عشر شرطاً ويفتقد للشرط الرابع عشر فهو بخيل ولذا لاينفع للإمامة, فدخل ناصر الأحمر وقال لهم: وهذا الشرط الرابع عشر في إشارة إلى سيفه فجاء الإمام يحيى وتأثر بالأتراك, فأمر جمال جميل العراقي وآخرين بتكوين الجيش من القبائل فاختارها من مناطق الرعية كآنس وغيرها بعيداً عن قبائل حاشد , وكانت هي أول البدايات لتكوين الجيش , فبدأ الإمام يحيى بالضغط على القبائل بما فيهم بيت الأحمر, فجاء بيت الوزير وكان علي الوزير أمير اللواء في تعز, وولي العهد أحمد كان في حجة , والحسن كان في إب, وعبد الله في الحديدة, ثم بعد ذلك طمع ولي العهد أحمد في تعز وجلس فيها حتى أخذ الإمامة بعد وفاة أبيه وحكم فيها حتى توفي بها.
م/ص الجمهورية |