صعدة برس - منيت مساعي الحكومة اليمنية لسد الفجوة التنموية عبر دعومات المانحين تحت سقف ما أطلق عليه "مؤتمر أصدقاء اليمن" بفشل ذريع بعد خروجها من المؤتمر بـ(مليـار و462 مليون دولار) فقط، في الوقت الذي كانت قد حصدت في مؤتمر المانحين في لندن 2006م ما يقارب (6) مليارات دولار.
وبحسب مصدر حكومي كبير بوزارة التخطيط لـ"مركز الاعلام التقدمي" فإن اليمن كانت تأمل الحصول على (11) مليار دولار من مؤتمر اصدقاء اليمن غير أنها خرجت بـ(مليـار و462 مليون دولار) فقط، وهو رقم محبط للغاية، وخيب الآمال اليمنية في إمكانية سد قدر مناسب من الفجوة التنموية وانقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي.
وعزا المصدر هذا الفشل إلى الظروف السياسية والأمنية التي تعيشها اليمن، وقال: "يبدو أن ضعف الانسجام بين القوى السياسية والانفلات الأمني، أثر على قناعات المانحين وثقتهم بقدرة الحكومة على تنفيذ برامجها"!
من جهته الدكتور أحمد حسين الميلاوي- الخبير والمحلل الاقتصادي في "الإيكونومست" بلندن- أكد لـ"مركز الاعلام التقدمي": أن اليمنيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة في مؤتمر أصدقاء اليمن، فهم كانوا يتوقعون أن تحضى مشاكلهم الاقتصادية بنفس الاهتمام الذي حضيت به أزمتهم السياسية، ولكن كان من الخطأ أن يعولوا على عواطفهم لأن مثل هذه الامور لها حساباتها الخاصة.
وأعرب عن أسفه بأن "هناك لا مبالاة وجهل كبير لدى الحكومة اليمنية في إعداد ملف برامجها التنموية، فقد اطلعت على بعضه ولم يشجعني على إكمال قراءته لأني وجدته متخلف كثيراً، ويفتقر للتحفيز"، منوهاً إلى أن الدعم الذي يقدمه المانحين "لا يعني أن لديهم أموالاً فائضة يرمونها في البحر، كما يعتقد اليمنيون"!
وقال الميلاوي: أن الحكومة اليمنية الحالية "سياسية وتفتقر للخبرات التخصصية في الجانب التنموي، وهذا بحد ذاته مشكلة لكون معظم أزمات السياسية مرجعها مشاكل تنموية". وأضاف: "من الخطأ أن نقول أن مؤتمر اصدقاء اليمن فشل، بل الأصح أن حكومة اليمن هي التي فشلت في إعداد ملفها|!
هذا وتمثل تعهدات المانحين احدى الاشكاليات المعقدة التي تتعاطى معها اليمن، إذ أن لجزء الأعظم منها لا تفي به الدول المانحة، حيث أن اليمن لم تحصل من تعهدات مؤتمر لندن 2006م سوى ما نسبته 10% فقط من اجمالي المبالغ المعلنة رغم مرور ما يناهز الستة أعوام.
حيث كشف تقرير حديث للبنك الدولي بصنعاء أن التقدّم في عملية تنفيذ التعهّدات التي تمخّض عنها مؤتمر المانحين بلندن عام 2006 لا يزال بطيئاً. وأن هذه التعهّدات توقّفت عند مبلغ 5.7 مليار دولار شاملة التعهّدات الإضافية التي تم الحصول عليها بعد اجتماع اللجنة التشاورية «مؤتمر لندن».
وقال: إن الصرف من هذه المصادر المتعهّد بها بطيء حيث لم يتم صرف سوى 548 مليون دولار أي أقل من 10 % من إجمالي مبلغ التعهّدات.
ولفت التقرير إلى أن 55 % من هذه التعهّدات تم الحصول عليها على شكل منح والباقي على شكل قروض ميسّرة، وتشكّل مساهمة دول مجلس التعاون الخليجي في هذه التعهّدات ما يصل إلى 47 % أي 2.7 مليار دولار,التقدّم البطيء يعكس بشكل جزئي التأخّر الطبيعي في تنفيذ المشاريع، ولكن السلطات أشارت أيضاً إلى أن إجراءات التنفيذ المعقّدة زادت من بطء التقدّم الذي تم إحرازه».
وتوقّع التقرير أن تتحسّن المصروفات بشكل كبير في المستقبل نتيجة لمؤتمرات المانحين الأخيرة، إلاً أن نتائج مؤتمر اصدقاء اليمن مخيبة للآمال التي أوردها البنك الدولي في تقريره وليس فقط لصنعاء!!
|