- الإصلاح أكثر انبطاحاً

الأربعاء, 03-أكتوبر-2012
صعدة برس -
عـلـي الـبخـيـتـي
كلنا ضد التدخلات الأجنبية إي كان مصدرها أمريكية أو سعودية أو ايرانية, ومع علاقات جيدة مع الجميع, وبدلاً من دخولنا في صراع المحاور لماذا لا نحاول الاستفادة منه ؟
يمكننا ان نفتح المجال لكل تلك الدول لدعم التنمية والبنية التحتية, فاذا بنت ايران مستشفى أو مدرسة او شقت طريقاً ستبني السعودية عشرة اضعافها بحكم الوفرة المالية لديها, وستنجر أمريكا الى نفس الحلبة .
تبرير التدخل الأمريكي في اليمن بمحاربة الارهاب فيه الكثير من المغالطة, فمحاربة القاعدة في اليمن يجب أن تتم وفقاً للأجندة اليمنية الخالصة ووفقاً للتعريف اليمني للإرهاب وليس التعريف الأمريكي المبهم .
تواجد الامريكيين في أي منطقة في العالم هو ما يجر القاعدة اليها وليس العكس, تواجدهم يبرر للقاعدة خروجها على السلطة ويساعدها في تجييش الأتباع, أخطاء الطائرات الأمريكية وقتلها للكثير من الأبرياء هو الوقود لتضخم القاعدة وازدياد شعبيتها, تخيلوا معي لو غادرت القوات الأمريكية اليمن وأوقفت ضرباتها الجوية وتصريحات سفيرها المستفزة, ماذا سيبقى للقاعدة من مبرر ؟ بالحد الأدنى ستنتهي أغلب حججهم وما بقي منها لن يكون له تأثير, موقف الكثير من المواطنين الذين قد يظهروا بعض التعاطف مع القاعدة بالتأكيد سيتغير .
هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى لا يجب أن يتم التعامل مع ملف القاعدة كملف أمني فقط, علينا دراسة الظاهرة من كل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
على امريكا والسعودية اذا كانتا جادتين في حربهما ضد القاعدة دعم التنمية في المناطق التي تنتشر فيها وهذا كفيل بالقضاء عليها او الحد وبشكل كبير من خطرها .
التواجد الأمريكي المكثف في اليمن ليس هدفه الرئيسي القاعدة انما وضع اليد على أحد أهم ممرات النفط والحركة التجارية في العالم, هدفه هو التجهيز للمعركة الكبرى القادمة مع ايران واحتمال اغلاق مضيق هرمز, ومن هنا علينا أن نتفهم المخاوف الايرانية من ذلك التواجد الأمريكي, علينا أن نعي أن اي تواجد أمريكي سيجر تواجد الكثير من القوى المعادية له ولن يكون ذلك حكراً على ايران وحدها بل سيمتد لكل القوى التي تعتبر أمريكا خصماً أو منفساً لها .
ومن هنا فإن أفضل سياسة يمكن أن تنتهجها اليمن هي سياسة " النأي بالنفس " التي تنتهج في لبنان, فلا نؤيد أي من المحورين في المحافل الدولية الا اذا كانت القضية تخصنا أيضاً, لا نسمح لأي من الطرفين بالتواجد خارج حدود الأعراف الدبلوماسية, نقول للأمريكيين وللسعوديين هناك أطراف في اليمن مؤيدة لإيران ومتعاطفة معها ووقوفنا العلني معكم سيثير فتنة داخلية نحن في غنى عنها, كانت الحكومة اللبنانية في عهد الحريري الابن – مع أنه سعودي الجنسية - لا تتخذ أي قرارا في المحافل الدولية ضد إيران أو معها وذلك احتراماً لمشاعر القوى المناصرة لإيران .
تصريحات بعض المسؤولين في اليمن عن التدخلات الإيرانية المزعومة والتي لم يتم اثبات أي منها بل وشهد الأمريكيون في وثائق ويكي لكس مثلاً أنه لا دليل على تدخل ايراني في حروب صعدة مثلاً, تلك التصريحات مخجلة خصوصاً في ضل التدخلات الأمريكية المعلنة وعلى كل الأصعدة السياسية والاستخبارية والعسكرية .
لكن الأكثر غرابة من التصريحات الرسمية هو تصريح أحد قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح والذي طالب فيه بطرد السفير الإيراني بسبب تدخلاتهم التي لا تزال غير موثقة أو معترف بها كما التدخلات الأمريكية .
استغرب من حزب ذو مرجعية يفترض أنها إسلامية تهجمه على ايران الاسلامية وسفارتها في نفس الوقت الذي بعض وزرائه مثل محمد السعدي يرافقون السفير الأمريكي اثناء زيارته الى ابين للوقوف علي اطلال طلعات طائراتهم التي قتلت الكثير من الأبرياء, وفي الوقت الذي يبرر رئيس تحرير الصحوة راجح بادي دخول مارينز أمريكي الى اليمن .
هل السعي الى السلطة يبرر كل ذلك ؟
الا يثق الاصلاح في قاعدته الجماهيرية ليستعين بالأمريكيين ويتحالف معهم الى أبعد الحدود ؟
كنا نضن أن التحالف مع الامريكيين هو حكر على الزعماء الدكتاتوريين ليستمروا في الحكم لأنه لا شعبية لهم ولا أحزاب حقيقية تدعمهم , لكن الأيام أثبتت لنا أن بعض التيارات الإسلامية العريضة أكثر انبطاحاً للأمريكيين من غيرهم .
- الأولى
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-6388.htm