صعدة برس - محمد محمد المقالح
حضور العميد غالب القمش والعميد حميد القشيبي وغيرهما من مسئولي الدولة وقيادات الجيش والأمن في اجتماع قبلي عقد في منزل الشيخ صادق الأحمر قبل يومين يكشف بحد ذاته خطورة الوضع في اليمن وانفلات الدولة وتحولها إلى أداة بأيدي أمراء الحرب،
الاجتماع كما رشح من بعض المصادر كان يناقش التحضير لشن حرب جديدة في عمران وأماكن أخرى من اليمن ضد جماعة الحوثي والقبائل الموالية لها في حاشد، وكان حضور بل تصدر كل من رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي "القمش" وقائد إحدى أهم الوحدات العسكرية " القشيبي" لذلك الاجتماع القبلي أو بالأصح المشيخي لا يعني سوى أمر واحد وهو أن هؤلاء "القادة" هم في الأصل موظفون لدى شيخ القبيلة وأن لا مهمة لهم سوى توظيف الجيش اليمني والأجهزة الأمنية اليمنية بل والدولة بكاملها لمصلحة الشيخ صادق وفي سبيل خوض حروبه الخاصة مع القبائل والجماعات التي يعتبرها معادية أو غير خاضعة لسلطته.
هكذا كانت الحروب العديدة والدموية التي خاضها الجيش اليمني والحكومة اليمنية في عهد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر منذ منتصف الستينات وحتى وفاته رحمه الله، وبالذات حروب الدولة في سفيان وظليمة وعيال سريح وصعدة وأماكن أخرى من شمال اليمن .
ولعل تفسيرات "الغموض" الذي أحاط بحروب صعدة الستة لدى البعض يعود إلى عدم معرفتهم جيدا دور "الشيخ" وما كان يمثله في نظام الرئيس صالح في تلك الحروب التي أودت بالبلاد إلى ما هي عليه اليوم .
التوتر اليوم مع الموالين للحوثي ليس في صعدة بل في عمران وفي كل من خارف وعذر ومناطق أخرى من حاشد، وإذا تفجرت الحرب فستكون بين أبناء حاشد أنفسهم وهو ما دعا بعض عقلاء حاشد إلى إفشاله وعدم المشاركة فيه ورفضهم مشاركة قيادات حزبية وسلفية عرف الكثير منها كمتعهدي حروب داخلية كلفت اليمن الكثير من استقرارها وكلفت حاشد المئات من أبنائها كما قال أحد المشايخ الكبار من حاشد.
غير أن حضور القمش والقشيبي في ذلك الاجتماع القبلي باعتبارهما من "حاشد" هو الأخطر على الإطلاق، ولا ندري هل كان ذلك بعلم ودراية الرئيس هادي وقيادة وزارة الدفاع أم لا ؟
الاجتماع "الحاشدي" عقد أثناء غياب الرئيس هادي على خلفية زيارته الأولى لعدد من الدول الأوربية وقد ترافق ذلك الاجتماع مع حشود عسكرياً وميليشاوية ومع نقل عتاد عسكري إلى مناطق في عمران وحجة والجوف بتنسيق كامل مع قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر، فهل نحن في طور التحضير للحرب السابعة أما أننا نخوضها فعلا ومنذ أشهر ؟
لا ندري ما هو موقف حكومة الوفاق وأحزاب المشترك وأعضاء لجنة الحوار من هذا كله؟
وهل يمكن الحديث عن حوار وطني في ظل الإعداد والحشد لخوض حرب بين المتحاورين أو هكذا يفترض .
الشيخ صادق الأحمر الذي أعرف أنه ليس رجل حرب ولا يهوى خوضها ضد أبناء بلده يكرر بأسف شديد الدور نفسه في ظروف مختلفة تماماً، فهل يدفع"صادق " إلى الحرب القادمة دفعا من قبل أطراف "تستلم" ملايين الريالات ثمنا للحرب التي تخوضها بالوكالة بل ثمنا لدماء أبناء حاشد أنفسهم الذين كانوا وبسبب هذا الدور التاريخي المدمر لآل الأحمر هم أكثر الضحايا في حروب صعدة السابقة وهم أكثر المتضررين منها أيضاً .
لا أحد يتحدث اليوم عن نتائج الحرب التي يتم التحضير لها حثيثا وعلنا على أمن واستقرار ومستقبل اليمن فضلا عن مستقبل العملية السياسية والحوار الوطني، ولكن هناك من يتحدث -وهو على حق- عن نتائجها على حاشد وأبناء حاشد نفسها ..ولعل هذا العامل هو الذي أفشل اللقاء ولو إلى حين .
جر الدولة وجيشها وأمنها إلى حرب سابعة مع الحوثي وبواسطة قيادات كبيرة في الجيش والأمن على رأسهم قائد الفرقة الأولى مدرع ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي يأتي بعد فشل الإصلاح في حربه مع الحوثي لا يعني فقط أن قيادة اليوم تكرر ما سبق أن كرره الرئيس السابق صالح بل وإلى هروب بعض الأحزاب وبعض القوى العسكرية والقبلية من أجندات الحوار الوطني إلى أجندات الحرب الداخلية وإدخال البلاد من جديد إلى مستنقع التمزق وعدم الاستقرار .
إطفاء ونزيف !
---
من يتفق مع قاطع طريق على عدم قطع الطريق مرة أخرى مقابل الرشوة لا يعمل شيئا سوى تعريض الطريق للقطع مرة أخرى والخزينة العامة للنزيف مرة بعد مرة.
.........هذا ما عمله شميع وحكومة الوطاف مع مخربي كابلات الكهرباء بمنطقتي نهم ومأرب.
*رأس المحطة الغازية مطلوب منذ إنشائها
........تذكروا كم مرة حاولوا اغتيالها أو أعاقتها
الفساد يستهدف ممتلكات الدولة وما تبقى من القطاع العام.
*تغريدة !
------
قالوا : بأن الرئيس هادي قوي لأنه يحظى -ولأسباب عدة- بدعم داخلي وإقليمي ودولي وهو ما لم يحظ به أي رئيس يمني من قبله ...
قلنا هذا صحيح، ولكن الرئيس هادي ضعيف لأنه لا يحظى بدعم نفسه. |