- بلا سيادة وبدون وسادة

السبت, 06-أكتوبر-2012
صعدة برس -
عبدالكريم الرازحي
المبدعون والمتميزون من أصحاب المواهب والقدرات الاستثنائية في كل أمة وفي كل مجتمع هم أشبه برادارات، وفي الدول المتقدمة يستفاد من هؤلاء كونهم أقدر من غيرهم على رؤية الأخطار التي تتهدّد شعوبهم ومجتمعاتهم.
أما نحن العرب فمنذ أن قلعنا عيون جدتنا زرقاء اليمامة صار الأعداء يتخطّفوننا من كل الجهات.
لقد كانت زرقاء اليمامة أشبه برادار طبيعي ترى العدو من مسيرة ثلاثين ميلاً – كما تقول الروايات– وكان قومها يقيمونها على تلة لترصد لهم الأعداء.
تقول الرواية: غزا قوم من العرب اليمامة فلما قربوا من مسافة نظرها قالوا: كيف لكم بالوصول مع الزرقاء؟
فاجتمع رأيهم على أن يقتلعوا شجرا تستر كل شجرة منها الفارس إذا حملها. فقطع كل واحد منهم بمقدار طاقته وساروا بها، فأشرفت الزرقاء كما كانت تفعل، فقال لها قومها: ما ترين يا زرقاء؟
قالت : أرى الغاب يمشي إلينا.
فقالوا: كذبت، واستهانوا بقولها، فلما أصبحوا صبحَهم القوم – أتوهم صباحاً- فاكتسحوا أموالهم، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأخذوا الزرقاء فقلعوا عينها"،
ومن يومها والعرب يقلعون عيون كل من ثبت أنه يرى أبعد مما يجب.
أما في زمننا هذا فلم نعد بحاجة إلى أمثال زرقاء اليمامة ليقول لنا بأن هناك عدواً يتقدم. ذلك لأن أعداء الأمس هم اليوم أصدقاء، ومن حقهم أن يحلقوا بطائراتهم فوق مدننا وقرانا ولهم كامل الحرية في انتهاك سيادة دولنا وانتزاع الوسادة من تحت رؤوسنا.
المواطن العربي اليوم ينام وهو سيد نفسه وبكامل السيادة ويفاجأ وهو يستيقظ من نومه أنه بلا سيادة وبدون وسادة.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-6441.htm