- كان اخوان الصفا وخلان الوفاء «متدينون ولكن غايتهم فلسفة الدين وتحصيل كل المعاني قالوا«وبالجملة ينبغي لاخواننا ايدهم الله ان لا يعادوا علماً من العلوم أو يهجروا كتاباً من الكتب ولا يتعصبوا على مذهب من المذاهب لأن رأينا ومذهبنا

الخميس, 26-أغسطس-2010
بقلم/ الاستاذ/عبده محمد الجندي -
كان اخوان الصفا وخلان الوفاء «متدينون ولكن غايتهم فلسفة الدين وتحصيل كل المعاني قالوا«وبالجملة ينبغي لاخواننا ايدهم الله ان لا يعادوا علماً من العلوم أو يهجروا كتاباً من الكتب ولا يتعصبوا على مذهب من المذاهب لأن رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلها ويجمع العلوم كلها» فقد كانوا رحمهم الله مسلمون ولكن متسامحون لا بأس عندهم ان يأخذوا من اليهودية والنصرانية والوثنية كما يصح أن يأخذوا من السنية والشيعية.. أي أنهم كانوا منفتحين على كافة الاديان السماوية والوثنية يأخذون ما هو ايجابي منها «وكلما قدر الانسان على مزج العلم بالفلسفة بالدين كان ارقى من وجهة نظرهم المتسامحة والخالية من التعصب وما ينطوي عليه من عقد التحجر والجمود الاعمى فإذا بلغت النفس منتهاها كانت في مصاف الملائكة المقربين من الله».
أما في مجال الاخلاق فإن اخوان الصفا وخلان الوفاء- كما يقول الاستاذ أحمد أمين في كتابه ظهر الاسلام- «يرون الدعوة الى الروحانية والزهد ويرون ان العمل يكون فاضلاً اذا صدر عن الرؤية العقلية مثلهم في ذلك مثل المتصوفة الذين يرون أن أرقى انواع الفضائل هي المحبة واذا بلغت غايتها فنيت في الله المحبوب الاول.. فتظهر على صورة الصبر والرضا عن جميع الخلق، وهذا الحب يطمئن النفس ويحرر ويبعث على الرضا بكل ما في هذه الدنيا.. وهم يقولون كأرسطو بنظرية الأوساط أي أن كل فضيلة وسط بين رذيلتين، فالشجاعة وسط بين الجبن وبين التهور، والاقتصاد وسط بين البخل وبين الاسراف والعدل وسط بين الظلم وبين الانظلام .
وكانوا يدعون الى المدينة الفاضلة وحكم العلماء النخبة متأثرين بوجهة نظر افلاطون القائلة لا تصلح أحوال المدينة الفاضلة إلاَّ بحكم الفلاسفة من الصفوة وهكذا يتضح مما تقدم ان فضيلة الحوار في سياق البحث عن الحقيقة من وجهات نظر مختلفة توجب المرونة وتبادل التنازلات والانفتاح على الآخر وعدم الانحياز المجنون للأنا وحب الأنانية بين النخب السياسية التي تقود الاحزاب والتنظيمات السياسية الحاكمة والمعارضة كما يحدث اليوم ولكن ليس على قاعدة «حبتي وإلا الديك» أو على قاعدة «نجمني ونجمي الاسد» لأن الانغلاق على رؤية واحدة ورأي واحد نوع من الجهل بالعلم وقد يكون نوع من الجهل بالحوار يحتاج المصابون بمرضه وعقده وجنونه الى ان يتعلموا ثقافة الحوار وثقافة المعرفة السياسية قبل وبعد أن يضعوا انفسهم موضع الأساتذة والفلاسفة والعلماء الذين يدعون العلم بما كان وبماهو كائن وبماسوف يكون ولايضعون خطاً فاصلاً بين علمهم وعلم الله المطلق، فلا يعلمون الناس سوى ثقافة التجهيل التي يطبقونها خطأً وعمداً مع سبق الاصرار والترصد الى موروث ثقافة الجهل الفطري، مستبعدين منها مافيها من البساطة وحب الاستعداد للتعلم والتفقه في أمور الدين وفي أمور الدنيا من السياسة الى الصحافة ومن الحق الى الواجب الذي توجبه المساواة والعدالة بين الناس لأن التجهيل هو في أبعاده ومعانيه اللغوية والايديولوجية نوع من الجهل المركب تشبه الخطاب السياسي للمشترك الذي يطالب بالغاء اللجنة العليا للانتخابات وترك البلد فريسة سهلة لماينتظرها من الدوامة المضيفة للفراغ الدستوري يصح القول عن أصحابه والمصابون بمرضه (انهم جهال ولكن يدعون الكمال).. يكثرون من الحديث عن الدستور والقانون والشرعية ويدعون الشعب الى مخالفة الدستور والقانون والشرعية الدستورية تنطبق عليهم الحكمة القائلة (جادلت عالماً فغلبته وجادلني جاهل فغلبني) كيف لا.. وهم يذبحون الصحف والقنوات بمايدعون اليه من الفراغ ولم تكن الغلبة هنا عند العالم سوى نتيجة مايمارسونه من الاستهبال والاستغفال للرأي العام الذي يدافع عن الفوضوية بتهديم الشرعية الدستورية وزج البلد في نطاق مايخططون له من الفراغ الدستوري الذي يتضرر منه الجميع ويصيب العالم بالغبن والقهر والندم على الدخول في هذا النوع من الحوار الشيطاني الذي يستهدف تدمير الديمقراطية بالاستخدام الأعمى للديمقراطية والحرية المستبدة لا قيم له ولا اخلاق ولا رادع له ولا زمام يحول بينه وبين تعريض المصالح العامة للاخطار والكوارث الناتجة عن افتعال الدوامة العنيفة للأزمات. ما أحوج المتحاورين في هذا الشهر الكريم إلى أن يتجردوا من أحقادهم ويتسلحون بالحب وينقلون حواراتهم من الاطراف والشواجب وهوامش الموضوعات الى أعماق القضايا الحوارية والوطنية باعتباره ارقى انواع الفضائل التي تتطلع الى الغنى في ذات الله والتجرد من الاهواء الناتجة عن المطامع والنزوات الفانية المؤدية لتفشي المظالم وطغيان المصالح الانانية المثيرة للصراعات والحروب التدميرية التي يتضرر منها الجميع ولايستفيد منها سوى الاعداء الذين يضعون انفسهم على النقيض من الشعوب والأمم التواقة لحقها في الحياة والحرية والتقدم والرخاء والسعادة والعدالة والابتعاد عن التعصب للرأي ودإعاء الكمال الذي تتحول فيه رحمة الخلاف الى لعنة الكراهية وماينتج عن ذلك من الاحقاد والمتناقضات الكفيلة بالحيلولة دون الاتفاق حيث يتمترس فيه كل طرف من اطراف العملية الحوارية خلف مالديه من الآراء اللا ديمقراطية غير القابلة لتبادل الآراء والأخذ بالأفضل وكأن صاحب الاقلية يحاول فرض برنامجه الانتخابي على صاحب الاغلبية دون حاجة للأخذ والرد وتبادل التنازلات الموجبة لتقريب كافة الاطراف الى منطقة وسط بعيداً عن التطرف الى اليمين أو التطرف الى اليسار، أي ان صاحب الاقلية لايعترف بوجود لغة الوسط كلغة حوارية هي الأكثر موضوعية نظراً لماينتج عنها من التقارب والمقاربة الناتجة عن رغبة مشتركة في الوفاق والاتفاق بين النخب والاحزاب سواءً على مستوى الشعوب والأمم أو على مستوى الامبراطوريات والقيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب والأمم الاسلامية المختلفة التكوين الوطني والقومي والمتعددة المذاهب والطوائف والجماعات والاحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة التي تؤمن بالدين الاسلامي الحنيف. نتعلم من الفلسفة الروحية والاخلاقية لاخوان الصفا ان عدم احترام رحمة الاختلاف بين أبناء الشعب الواحد لايخلف سوى لعنة الكراهية والحقد وماينتج عنهما من الصراعات والحروب الدامية والمدمرة للقوة والدولة والامبراطورية الاسلامية المترامية الاطراف والمتعددة الموارد والمتنوعة الفعاليات والخبرات.
أعود الى مواصلة الحديث عمَّا يجري من حوار سياسي في الجمهورية اليمنية في هذا الشهر الكريم شهر الصيام والتوبة والتكفير عن الذنوب، يضع قيادات الاحزاب والتنظيمات السياسية وجهاً لوجه أمام مسؤولياتها الوطنية والاخلاقية تجاه أغلبية البسطاء والبؤساء من ابناء الشعب اليمني الذين تطحنهم البطالة ويمزقهم الفقر في ظل مايعتمل في الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب من تحديات تؤثر الى هذا الحد أو ذاك على الاستقرار السياسي والأمني في وقت الجميع فيه بحاجة الى قدر من التعاون والتكامل والتكافل في التصدي لهذا النوع من التحديات المركبة التي تستفيد بدرجة اساسية من استفحال الخلاف بين من هم في الحكم ومن هم في المعارضة في لحظة من اللحظات الطارئة للخوف على السلطة أو الطمع فيها وفي الوصول اليها بأساليب غير ديمقراطية وغير سلمية تبررها بعدم تنفيذ الاغلبية الحاكمة لما تطالب به الأقلية من اصلاحات سياسية وانتخابية تحتاج الى تعديلات دستورية وقانونية أقرب الى المستحيلات التعجيزية منها الى الممكنات الحوارية القابلة للأخذ والرد وتبادل التنازلات الموضوعية على قاعدة «إذا أردت ان لاتطاع اطلب مالا يستطاع» الذي تصر عليه المعارضة وترفعه في وجه الأغلبية كبديل لماترفعه من شعار (اذا أردت ان تطاع اطلب مايستطاع) أقول ذلك وأقصد به ان الحوار كظاهرة حضارية ديمقراطية لابد له من الضمانات المساعدة على الوصول الى نتائج ايجابية:
1- عقل مفتوح على كافة التجارب الديمقراطية الناشئة والناضجة والأخذ بمايتفق مع مالدينا من الخصوصية الواقعية المسلحة بالأصالة والمعاصرة، مستفيداً من الدعوة المبكرة لاخوان الصفا وخلان الوفاء التي وردت الاشارة اليها في رسائلهم الواحدة والخمسين التي دعوا فيها اتباعهم الى الانفتاح على كافة الاديان السماوية والوثنية وعلى كافة المذاهب السنية والشيعية لأن رأيهم ومذهبهم لاينبغي له ان يعادي كل العلوم ولاينبغي ان يتعصب الى درجة الانغلاق الذي يفقده ماهو بحاجة اليه من القدرة على التجدد والتجديد المادي والديني لأن العصبية تفقده ماهو بحاجة إليه من المرونة الموجبة للحركة السريعة والطليقة وتفقد العقل ماهو بحاجة إليه من التكون والتكوين، لاينتج عن التحجر والجمود سوى الرجعية والتخلف والظلم والاستبداد.. ناهيك عن ما يكسب الجماعة من التقدم والرقي مع مجتمعاتهم ومع خالقهم الأعظم..
2- لابد للمتحاورين أن يتجردوا من مرض الخوف على السلطة ومرض الطمع فيها وأن يتعاملوا مع الحاضر والمستقبل بنوع من الزهد والتصوف الموجب للاقتناع بعدالة الهيئة الناخبة صاحبة القول الفعل في منح الثقة وحجب الثقة من خلال شرعية انتخابية حرة ونزيهة ومؤمنة بالتداول السلمي للسلطة وبالحوار والأساليب السلمية كوسيلة وحيدة لحل الخلافات بين ابناء الشعب الواحد.
3- لابد للمتحاورين أن يؤمنوا بأن المحبة هي الأصل في المنافسة الديمقراطية لامجال فيها لأي نوع من أنواع الكراهية باعتبارها أرقى أنواع الفضائل بين من هم في الحكم ومن هم في المعارضة وان رحمة الخلاف لاتتفق من الناحيتين الدنيوية والدينية مع لعنة الكراهية التي لاتثمر سوى الشر والغدر والحقد.
4- ان هذا الحب بين ابناء الشعب الواحد يؤكد مدى الاستعداد للصبر والرضا عن الآخر رغم الاختلاف معه والاستعداد والشروع لمنافسته، هذا الحب الذي وصفه اخوان الصفا بأن (يطمئن النفس ويحرر القلب ويبعث على الرضا بكل ما في هذه الدنيا) لايمكنه أن يتأثر بالاختلاف في الرأي وبالتنافس على ثقة الشعب في ظل التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة.
5- لابد من انتهاج الاعتدال والوسطية في أية عملية حوارية باحثة عن الحلول النظرية والعملية الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وحقوق الانسان والتوزيع العادل للثروة الوطنية لأن الوسطية منطقة وسط يتراجع اليها اصحاب اليمين واصحاب اليسار عن طريق استعدادهم المسبق لتبادل التنازلات بعيداً عن الاستكبار والغرور والتفاني في حب الأنا «وحدي على حق وغيري على خطأ».
6- عدم اللجوء الى الاستفادة من الاعمال الارهابية المروجة لقتل الانسان لأخيه الانسان واعتبار الارهاب والعنف والحركات الفوضوية ظواهر سلوكية شاذة ولا أخلاقية تحرمها وتجرمها كافة الشرائع والقوانين وأية محاولة للاستفادة منها والاستقواء بها عمل همجي لايتفق مع الديمقراطية ولايقبل به أي نوع من انواع الحوار.
7- لاحوار على ماهو مكتسب من الثوابت الوطنية والدينية وحصر الحوار في نطاق القضاء على المظالم والفساد المالي والاداري ومايؤدي الى الاصلاح الشامل لكافة الاختلالات والتجاوزات والمفاسد المثيرة للنزعات المناطقية والعشائرية والقبلية والمذهبية والطائفية المؤثرة على الوحدة الوطنية والمثيرة للصراعات والحروب بين أبناء الشعب الواحد.
8- إن الموضوعات الحوارية لاينبغي ان تكون مستمدة من تراكمات احقاد الماضي وثأراته التي تؤدي الى اختلاف ونبش النزعات والفتن النائمة بقدر مايجب ان يركز على قضايا الحاضر والمستقبل التي تؤدي الى ترسيخ الوحدة الوطنية وترسيخ الديمقراطية وتوفير الأجواء الآمنة والمستقرة الواعدة بمايجب ان يتحقق من منجزات اقتصادية واجتماعية كفيلة بالتخفيف عن معاناة ذوي الدخل المحدود والذين لا دخل لهم على الاطلاق.
9- إن الحوار مسؤولية وطنية ومسؤولية أدبية وأخلاقية يوجب البحث عن الحقيقة من جوانب مختلفة لابد لاطرافه أن يتوخوا الدقة والأمانة والمصداقية والموضوعية في تأكيد حرصهم على تقديم الموضوعي على الذاتي والمصلحة الوطنية والاجتماعية المشروعة على المصالح الانانية والفردية غير المشروعة.
10- ان الاحترام المتبادل بين اطراف العملية الحوارية لاينبغي أن يبدأ رحلته من خلال الاستهانة بالآخر والتعالي عليه والاستخفاف بالمؤسسات والمرجعيات الدستورية والمنظومات القانونية النافذة.
أعود فأقول ان ما أوردناه من آراء مستنيرة لاخوان الصفا وخلان الوفاء حول رؤيتهم للآخر وقناعتهم الايمانية والقيمية والاخلاقية لايعني الاقتناع بكل ماورد في رسائلهم الواحدة والخمسين التي أصبحت ملكاً للتاريخ وتمثل أحد ما لدى العالم الاسلامي من التراث الفلسفي والفكري المستنير الذي يأخذ بأفضل مافي المذاهب السنية وأفضل مافي المذاهب الشيعية لاشك بأنه نوع من انواع الاجتهادات الحوارية المفتوحة على الجديد في العلم والجديد في الحرية وفي السياسة والاقتصاد والاجتماع، مازال احد النماذج المتحررة من الكهانة والوصاية والجهالة والديكتاتورية والفساد في شتى مناحي الحياة وفي علاقة المسلمين مع أنفسهم ودولتهم المتجددة والقوية وفي علاقتهم مع خالقهم الأعظم الذي له العبادة والعبودية، لأن الديمقراطية والتعددية مسؤولية.. والمسؤولية محكومة بجناحي الايمان والأمانة في التعامل الناضج والمتجدد مع المغريات السياسية والاقتصادية للسلطة والثروة التي تؤدي الى الصراعات والحروب الدامية والمدمرة على السلطة وعلى الثروة..
تحتاج فيها الاحزاب والتنظيمات السياسية الى أن تتقرب للشعوب والمجتمعات من خلال ماتظهره من الحرص على تقديم الموضوعي على الذاتي والاستعداد المستمر للعمل بروح الفريق الواحد والاستعداد الدائم للتضحية لأن غاية الديمقراطية تحقيق الفضيلة وغاية الفضيلة ترسيخ القيم الاخلاقية السلمية المتمثلة بالمساواة والحرية والحق والعدل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الدائمة وتصويب الاخطاء وحماية الناس من ذل الحاجة وهو أن الفقر وكوابيس الاستبداد والاستغلال وظلم الانسان لاخيه الانسان وغاية الحوار تبدأ بالرغبة الديمقراطية المشتركة للأقلية والاغلبية في البحث عن الحقيقة من جوانب مختلفة.
ومن وجهات نظر سياسية واقتصادية واجتماعية نسبية تستوجب استبدال الأسوأ بالأفضل ولكن بمالا يصل الى الحدود النهائية للمطلقات العلمية والعملية في عالم ارادة الله لعباده ان يكون عديم النهايات وعديم المطلقات غير القابلة للتجدد والتجديد عالم النسبيات الدائم الحركة والتغير والتطور ودائم القابلية للتجديد والتجدد والبحث الدائم عن الصيرورة التي يمتزج فيها الوجود بالعدم والعلم بالجهل والحاجة بالكفاية؟
إن الحوار فكرة ومادة يصح القول بأنه موقف وقضية ذات قيمة أدبية واخلاقية يبدأ بالاحترام والاستعداد لتقديم التنازلات الذاتية والموضوعية الموجبة للوفاق والاتفاق وينتهي الى المزيد من الاحترام والاقتناع بأن للحقيقة مجالات بحث دائمة ومتعددة ومتنوعة لاينبغي لأي طرف من اطراف العملية السياسية والحزبية ان يزعم بانه يملك المفاتيح السحرية للحقيقة فيما لديه من قناعات ايديولوجية وماينتج عنها من برامج انتخابية تنافسية تعد الهيئة الناخبة سلسلة من الوعود القابلة وغير القابلة للتطبيق نظراً لماتصطدم به البرامج الانتخابية من الصعوبات والمشاكل والتحديات الناتجة عن عدم التناسب بين الطموحات البرنامجية الباحثة عن النجاح وبين الامكانيات المادية التي لاتقبل الكتابة بلغة السياسة بقدر ماتستوجب الكتابة بلغة الارقام العلمية المحسوبة بدقة رياضية موجبة للمراعاة من منطلق الحرص على المصداقية والموضوعية والثقة.. حتى الحوارات السياسية بين المتساويين والمتنافسين لاينبغي ان تكتب وتدون بلغة السياسة والصحافة المبنية على المزايدة والمكايدة والمناكفة السياسية والدعائية ويجب تدوينها فقط بلغة معقولة ومقبولة بعيدة عن الأسوأ بقدر ماهي حبلى بقدر منه قريبة من الأفضل وليست متطابقة مع الأفضل.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-673.htm