صعدة برس-متابعات - نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تحقيقا موسعا يوم امس بعنوان "السعودية تدمر تاريخ الإسلام بالبلدوزر". ويتحدث التحقيق عن خطط لازالة آثار اسلامية بينها ثلاثة مساجد لتوسيع المسجد النبوي في المدينة المنورة ليكون أكبر مبنى في العالم فور انتهاء موسم الحج، ما أثار مخاوف من تجريف مواقع تاريخية، حيث يتواجد مرقد الرسول (صلى الله عليه وآله).
ويشير التقرير الى أن سلطات نظام ال سعود أعلن عن خطط توسعة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، والتي سيبدأ العمل بها بعد انتهاء موسم الحج الحالي مباشرة، ما اثار قلق المدافعين عن الآثار والناشطين من تكرار ما جرى في مكة حيث ازيلت آثار قيمة من أجل بناء الفنادق الفخمة والأبراج السكنية ومراكز التسوق.
والهدف من المشروع هو بناء أكبر مبنى في العالم، مسجد يسع لحوالي 1.6 مليون مصلي، حيث ستشرع السعودية قريبا في عملية توسعة للمسجد النبوي تكلف الملايين، ولكن أثيرت مخاوف من أن عملية تطوير المسجد النبوي ستؤدي إلى تجريف المواقع التاريخية الرئيسة منذ القرن السابع الميلادي.
فإلى الغرب من المسجد النبوي يوجد قبر الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" ومسجد (مصلى) الغمامة يقع في الجهة الغربية الجنوبية للمسجد النبوي الشريف على بعد 500م من باب السلام (وكان هذا المكان آخر المواضع التي صلى بها الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" صلاة العيد، وعرف في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بمكان صلاة العيدين والاستسقاء، وكان يعرف بالمناخة وسوق المدينة المنورة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختار هذا الموقع سوقا للمسلمين، حيث كان جل الصحابة المهاجرين تجارا فطلبوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يحدد لهم سوقا، فقد روى ابن شبة عن عطاء بن ياسر قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء سوق المدينة، ثم قال: "هذا سوقكم".
ويشير التقرير إلى أن السعوديين أعلنوا أنه لا توجد خطط لصيانة تلك الآثار أو الحفاظ عليها، والتي كانت موجودة منذ القرن السابع ميلادي، كما يذكر التحقيق، الأمر الذي تسبب في قلق عدد كبير من الباحثين".
وفي هذا السياق، يلاحظ التقرير تزايد الغضب إزاء ازدراء المملكة وإهمالها للتراث التاريخي والأثري لمكة والمدينة المقدستين، ويكشف تحقيق الصحيفة أن المدافعين عن الآثار وغيرهم من الناشطين منزعجون من أن التوسعة التي ستتم إلى الغرب من المسجد النبوي الحالي، تعني تدمير العديد من المواقع الأثرية التاريخية.
ويذكر من ينتابهم القلق والمخاوف مما جرى في مكة المكرمة، حيث أُزيلت آثار قيمة عديدة لبناء الفنادق الفخمة والأبراج السكنية ومراكز التسوق. ويقدر معهد الخليج (الفارسي) في واشنطن أنه في العشرين سنة الأخيرة تم تدمير 95 في المائة من آثار مكة والمدينة المقدسين التي تعود إلى ألف عام.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث التراث الإسلامي عرفان العلاوي: "لا أحد ينكر أن المدينة المنورة هي في حاجة إلى التوسع، ولكن الطريقة التي تسير بها السلطات هذا المشروع تبعث على القلق بشكل كبير جدا".
وأضاف: "هناك طرق عديدة يمكن اعتمادها في التوسعة، من شأنها أن تجنب (تدمير) أو تحافظ على المواقع الأثرية الإسلامية، ولكنهم بدلا من ذلك يريدون أن يطيحوا بكل هذا"، وأشار التحقيق إلى أن عرفان أمضى السنوات العشر الأخيرة في محاولة لتسليط الضوء على تدمير المواقع الإسلامية الأثرية.
ويقول التقرير إن السفارة السعودية في لندن ووزارة الخارجية في الرياض لم تردا على استفسارات الاندبندنت حول الموضوع. |