- مكالف ويريدون فصل حضرموت! (2ـ3)

الأحد, 11-نوفمبر-2012
صعدة برس -
*نجيب قحطان الشعبي
قررت إضافة حلقة لهذا المقال فغيرت الترقيم، فقد أستجدت موضوعات تتصل بما كتبته بالجزء الأول تستحق إيضاحات وهناك مواقف جديدة لي دفعتني إليها سلبية السلطة والأحزاب والصحافة وقادة الحراك والشعب بكله جنوب وشمال.

ما أن نشر الجزء الأول من هذا المقال تصحيحاً لأكاذيب المدعو احمد باهبري التي أكتظ بها مقال له بعدن أونلاين، إلا وأتخذها المكالف من دعاة فصل حضرموت فرصة فدخل صفحتي بفيسبوك بعضهم ليكتبوا نحو 30 تعليقاً يستعرضون فيها مهارتهم في قلة الأدب، والبعض منها بذئ لدرجة لم أعرفها من قبل وتؤهل لدخول موسوعة جينيس بأعتبارها الأكثر بذاءة في العالم، وأحاطني البعض بأنهم عاشوا مع حضارمة ويستحيل أن يكون حضرمي بمثل تلك البذاءة فقلت وأنا أيضاً لدي أصدقاء من حضرموت بلا قياس وليس بينهم واحد بتلك البذاءة فهي يتميز بها فقط أراذل الحجرية ممن ترعرعوا في شوارع عدن وقد تأكد لي ذلك عندما كشفت بعضهم من ألفاظهم ومن أسماء وردت بتعليقاتهم وكان هدفهم إستفزازي لأشتم الحضارمة ككل وهو ما يستحيل أن أفعله حتى لو صدرت أكبر البذاءات عن حضرمي فلا تزر وازرة وزر أخرى. ولكن هناك قليل من الحضارمة دخلوا وشتموا.

وقد حسبتها بطريقة عقلانية أن 30 تعليقاً تعني مثلاً 15 مشترك بفيسبوك لدى كل منهم حسابين وهؤلاء الـ 15 نصفهم غير حضارمة فيكون الحضارمة الذين دخلوا وشتموا هم 8 أو لنقل 10 ولو إفترضنا أن مشتركي فيسبوك من الحضارمة هم ألف فقط فتكون نسبة من دخلوا صفحتي ليشتموا هي 1% أي أن 99% منهم هم ناس محترمون وأنا أشكرهم وأحيي فيهم تجسيد حضرموت الأصالة والثقافة والتاريخ. وأود الإشارة إلى أن 34 حضرمياً قاموا عقب نشر ردي على باهبري بتسجيل إعجابهم بصفحتي ومنهم من كتب لي رسائل على بريد الصفحة ومنهم من كتب تعليق ليطمئونني إلى أن مزوري التاريخ من دعاة فصل حضرموت هم قلة يتجمعون فيما يسمى "عصبة قوى حضرموت" وإتحاد للكتاب المطالبين بفصل حضرموت ومن راسلوني أو علقوا في الصفحة من بين المعجبين الـ 34 إثنان قالا أنهما مع وحدة اليمن و 8 قالوا أنهم مع إستعادة الدولة الجنوبية وحضرموت جزء منها.

توضيح: حتى مصطلح "مكالف فصل حضرموت" لا أقصد به كل من يدعون لفصلها وإنما قلة منهم هم من يكتبون يشتمون كل الجنوبيين والشماليين ويزيفون تاريخ الجنوب لكن معظم دعاة فصل حضرموت ناس محترمين وأنا أعرف شخصياً كثير منهم، وبينهم صديق عزيز جداً يحلو لي أن أكرر له "هل تعرف أنه لولا ثورة 14 أكتوبر لتحقق للجنوب إستقلال مزيف يؤدي لقيام دولة في المناطق التي أنضمت للإتحاد الفدرالي ودولة أخرى في حضرموت" فيجيب ضاحكاً "كان ياسلاااااام" فأضحك لأرد "بل ربما قامت في حضرموت دولتين بدلاً عن سلطنتي القعيطي والكثيري" فيضحك ليقول "كان يا سلااااامين مش يا سلام واحدة" وكلما جمعنا المقيل لابد أن نكرر هذا الحوار ولو وجدني لم أبدأ الحوار ينبهني قائلاً "ممكن تشرح لي وضع الجنوب لو لم تقم ثورة 14 أكتوبر؟" وصديقي هذا أفادني عندما تعارفنا بأنه كان صغيراً عند إستقلال الجنوب ولكنه يتذكر أن والده كان فرحان جداً وأخذهم العصر للحفل الجماهيري الكبير ليستمعوا للرئيس وهو يعلن إستقلال الجنوب ولكن بمجرد تولي الشيوعيين السلطة في 22 يونيو 1969 أدرك والده أن البلاد رايحة في داهية فسارع بالهجرة إلى سنغافورة في 1970م وتوفي قبل أن يرى الجنوب ثانية أما هو أي صديقي فبفضل الوحدة عاد لعدن وزار بلاده بحضرموت ثم أستقر بصنعاء.

ومثلما يفعل توافه منتديات كور العوالق كلما ذكرتهم يسارعون بكتابة مقالات وتعقيبات بمنتداهم يزعمون فيها أنني شتمت كل العوالق في محاولة لتأليب كل أبناء العوالق علي (وليت فيهم رُبع رجولة أعضاء منتدى عولقي آخر اسمه "منتدى العوالق" دخلته 3 مرات فوجدت رجال بكل معنى الكلمة ويشرفون أبناء العوالق أما المدعو مختار مدير منتديات كور العوالق وشلته فهم "مكالف العوالق") ومثلهم زعم واطي عدن الأكبر بأنني شتمت كل أبناء الحجرية (وهذا بالطبع لم يحدث) ثم وسعها فقال فيما بعد كل أبناء تعز! ثم وسعها فقال كل أبناء الشمال! شخص تافه، مع أنه لم يحدث أبداً أن عممت إنتقادي ولكنني دائماَ أكتب بأنه لا يجوز التعميم حتى على أبناء قرية صغيرة بل وأكرر عبارة أن كل مجتمع فيه الطيب والخبيث فلا يجوز التعميم، لكنني إزاء حثالات اليمن وهذا أسلوبهم لأنهم يعجزون عن الرد الموضوعي على المعلومات التي أكتبها وهم لابد أن يعجزوا لأنني والحمد لله لا أكتب غير حقائق فيلجأون للشتم والتلفيق وهو ما فعله مكالف حضرموت فأضافوا لباقات سفاهاتهم أن زعموا بأنني في الجزء الأول من هذا المقال شتمت كل أبناء حضرموت وبالطبع لم يقدم أحدهم فقرة أو عبارة كتبتها وتدل على ذلك (وحتى فخامة اللواء حيدر الهبيلي الحالم بإستعادة إمارة بيحان حاول يثير فتنة، واضح أنك لم تكبر بعد حتى وأنت في العقد السابع من عمرك، صبرك علي للجزء 3).

كيف أسيئ للحضارمة ككل وهم كرّموني ووالدي
وإزاء الزعم السخيف بأنني شتمت كل أبناء حضرموت أضطررت أن أكتب توضيحاً بصفحتي (لتبيين الحقيقة ليس إلا فلست خائفاً من أحد ولا محتاجاً لأحد)، فأوضحت بأن المكالف الذين تناولتهم ليسوا بالطبع كل أبناء حضرموت ولكن فقط من يدعون لفصل حضرموت الذين يشتمون كل الجنوبيين والشماليين وبزيفون حقائق تاريخنا الوطني في سبيل إثبات أن حضرموت ليست جنوبية ولا شمالية ولا يمنية ولكن كانت قبل استقلال الجنوب دولة مستقلة فأحتلها الجنوبيون في 1967م (قمت في الجزء السابق بإثبات عدم صحة هذا الزعم) فدعاة إنفصال حضرموت الذين اسميتهم مكالف هم من تحديتهم بمقال نشر في "المكلا اليوم" وفي "عدن أون لاين" في ردي على أحد متفلسفيهم ويقيم بالسعودية أن يستعيدوا فقط بقع أراضي بحضرموت استولى عليها متنفذين شماليين وجنوبيين وأن ينتزعوا وكالات الشركات النفطية بحضرموت فكلها تقريبا بيد متنفذين شماليين وقلت أنه لو أستطاعوا ذلك سيحق لهم المطالبة بفصل حضرموت، فكتبوا تعليقات على مقالي كلها عبارة عن شتائم فقط لا غير لكن لليوم ومنذ نحو شهر لم يخرج أحدهم ليقول قبلنا التحدي ناهيك عن أنهم لم يخرجوا حتى في مظاهرة أو مسيرة هادئة بمدينة حضرمية يطالبون فيها بإنفصال حضرموت فاعتبرتهم مكالف، وأوضحت في صفحتي بأنه لا يمكن أن أسيئ لأبناء منطقة ما بالكامل فكيف سأسيئ لكل الحضارمة الذين ليس بيني وبينهم لا ثأر ولا خلافات بل أنني كثيراً ما كتبت أشيد بهم بأنهم أهل ثقافة وعلم ودين وأدب وفن وتاريخ وتجارة، وبينت في التوضيح بصفحتي مكانة حضرموت عندي فبعد الإستقلال كانت أعظم إستقبالات جماهيرية لوالدي على مستوى الجنوب كله هي التي شهدتها عدن والمكلا وسيئون ويشاء القدر أنني كمرشح للرئاسة في 1999م كانت أكبر مهرجاناتي الإنتخابية حشوداً هي التي أقيمت في نفس المدن عدن والمكلا وسيئون (سبحان الله) فبأي منطق يمكن أن أسيئ لناس أستقبلوني ووالدي بأكبر حشود وأكبر حفاوة؟! بل وأوضحت بأنه حتى مدير حملتي الإنتخابية كان حضرمياً (د. سعدالدين بن طالب وزير الصناعة والتجارة الحالي).

وكان الأمر الأهم الثاني في توضيحي هو أنني لست ضد من يطالبون بإنفصال حضرموت فقبل أن يكون هناك حراك كتبت في صحيفة "الثوري" عبارة صارت شهيرة وهي "الوحدوية ليست فضيلة والإنفصالية ليست رذيلة وانما هما موقفان سياسيان يحق للمرء إتخاذ أي منهما" فيحق للحضارمة من دعاة الانفصال التعبير عن ذلك ولكنني ضد ما يقومون به من تزوير فاضح لحقائق تاريخنا الوطني وكم من مرة كتبت لهم بأن فصل حضرموت لا يكون بتزييف تاريخ الجنوب لأنكار جنوبية حضرموت ولكن لا حياة لمن تنادي، ولو أنهم أحترموا أنفسهم ولم يعبثوا بالتاريخ ما كنت تعرضت لهم فلست حامي حمى اليمن وهو ما ينقلني للفقرة التالية.

لست وكيلاً للجنوبيين أو الشماليين
وكان يغضبني من دعاة فصل حضرموت شتمهم للجنوبيين والشماليين لأنه يجب أن يفرقوا بين الناس فلا يتهموا الكل بأنهم أجرموا بحق حضرموت وأنهم لصوص وينهبوا ثروات حضرموت، ولكن عندما وجدت بأنني الوحيد الذي يغضب من ذلك ويكتب متصدياً لمزاعمهم بينما لم ينبري أحد غيري ليرد عليهم قلت لنفسي أنا غلطان فلست وكيلاً للجنوبيين والشماليين ولا أنا ولي أمرهم فما داموا سلبيين فليتحملوا إهانات دعاة فصل حضرموت أما عن نفسي فقد أخذت حقي وزيادة، فأطمئنوا يا دعاة فصل حضرموت فلن أدافع ثانية عن جنوبي أو شمالي ولكنني رب إبلي لذلك إذا مسستم ـ ولو حتى من بعيد ـ بي أو بأحد من أهلي فسأرد وأهينكم.

* في مقال نشر منذ حوالي شهر أو شهرين بعدن أونلاين وبصفحتي أوضحت موقفي للجنوبيين الذين يطالبونني بتصدر صفوفهم (وكان ذلك في إطار ردي على مناشدة المناضل الحراكي محمد صالح ناشر صاحب موقع "صدى عدن" بالتقدم لتصدر نضال شعب الجنوب فأوضحت بأنني غير مستعد لذلك فأبي وخالي فيصل أفنيا عمرهما في النضال والتضحية لأجل تحرير الجنوب من الإحتلال البريطاني والحكم السلاطيني وقادا ثورة 14 أكتوبر وحققا الإستقلال ثم سلما السلطة سلميا ليتجنبا إراقة دماء أبرياء لو حسما خلافهما مع اليسار الطفولي عسكرياً ومع ذلك بدلاً من أن يكرّموهما ويصنعوا لهما تمثالين غدروا بهما فكافأوهما بجزاء سنمار فنقلوا خالي إلى معتقل ليعذبوه جسدياً وببشاعة ثم قتلوه بالرصاص وهو في الزنزانة وحبسوا أبي إنفرادياً إلى أن نقل بعد 12 سنة في 1981م إلى مستشفى ـ الخاص بمصافي النفط ـ ليرقدوه فيه لأول مرة وهناك أعطيت له حقنة توفي على إثرها (شرحت من قبل لماذا أغتيل في ذلك الوقت بعد 12 سنة) ولليوم لا نعلم أين القبر الذي يضم رفات خالي.

لا تأسفن على غدر الزمانِ لطالما ** رقصت على جــثــثِ الأســودِ كــلابُ

لا تــحسـبنّ برقــصـها تعلـو عـلى أسيادها ** تبقى الاسودُ أسوداً والكلابُ كلابُ

فلن أقود ولن أتصدر صفوف حتى لا يغدر بي بعد ذلك وها أنذا دافعت عن الجنوبيين والشماليين ضد إهانات دعاة إنفصال حضرموت الموجهة إليهم ولم يسندني لا جنوبي ولا شمالي والحمد لله أنني تبينت سلبيتهم وأنا لا زلت في أول الطريق كي لا أتعب نفسي.

لن أكتب ثانية ضد فصل حضرموت أوغيرها
وبالنظر لسلبية الجنوبيين والشماليين ككل وبالذات رئيسي الجمهورية والحكومة وطرفي الحكومة المؤتمر والمشترك وكبار العسكريين والمشائخ بصنعاء وقادة الحراك الجنوبي، تجاه موضوع فصل حضرموت الذي كتبت عنه مراراً ونبهت إلى وجود مخطط لتنفيذ ذلك يبدأ بفصل الجنوب وتحويله إلى فدراليات وينتهي بفصل ولاية حضرموت وجاء مؤتمر حسن باعوم بعدن في 30 سبتمبر الفائت ليثبت صحة ما أحذر منه فقد قرروا أن دولة الجنوب التي يريدون استعادتها ستؤسس من جديد بتحويل كل من المحافظات الست إلى ولاية فدرالية! وأيضاً كنت الوحيد الذي أنتقدت ذلك فيما لم ينبس رئيسي الجمهورية والحكومة ببنت شفة وكأن الأمر لا يعنيهما! ولم أطالع أي إستنكار من قادة المؤتمر الشعبي ولا من اللقاء المشترك ولا من البيض أو علي ناصر أو العطاس أو من أي جهة أو حتى كاتب غيري (ولم يصدر عن الأشخاص والجهات المذكورين كلمة واحدة حول ما ينشر من دعوات صريحة لفصل حضرموت بل وتكوين هيئات شعبية تختص بنشر الدعوة لذلك!)، لهذا سأكون أيضاً رب إبلي فبعد أن أنتهي من الرد على بعض دعاة فصل حضرموت (باهبري، الهبيلي، باحاج، حفيد سلطان الكثيري الذي خلعه شعبه، وبارعيده وهذا دلني عليه شقيق لي عثر عليه بالصدفة منذ نحو شهرين مختبئاً بموقع حضرمي ونازل تزوير في تاريخ الجنوب) وأتمنى أن أنتهي منهم قبل حلول الذكرى 45 للإستقلال الوطني أخر هذا الشهر وبعدها لن أكتب ثانية كلمة واحدة تعارض فصل حضرموت حتى لو وجدت أنه بين حضرموت والإنفصال فركة كعب، لم يعد يهمني أن تنفصل حضرموت أو غير حضرموت كعدن والمهرة وشبوة فأنا مواطن من بين نحو 25 مليون مواطن وليس بيدي سلطة ولا حتى وظيفة (وطوال عمري لم توظفني السلطة بحجة أنه عندي رأي فالمطلوب نعاج) ومسئولية المحافظة على وحدة الدولة وسلامة أراضيها تقع بالدرجة الأولى على عاتق رئيس الدولة ويليه رئيس الحكومة ثم أعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى لماذا؟ لأنهم أدوا اليمين الدستورية ويجيئ فيها "وأن أحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه".

فمنذ الآن لا شأن لي بإهانات الإنفصاليين الحضارمة للجنوبيين والشماليين، ولا شأن لي بالدعوات الإنفصالية بحضرموت وعدن وغيرهما، وسأرد فقط على ما يمسني وأهلي وما يمس الحقائق المتصلة بثورة 14 أكتوبر والإستقلال الوطني، فلا تتعرضوا لهذه الثوابت ولن أتعرض لكم يا دعاة الإنفصالية الحضرمية والعدنية وغيركم من إنفصاليي الجنوب، لكن لو مس أحدكم بثوابتي فلا تزعلوا مني.

منذ الآن لا شأن لي بوحدة الجنوب أو وحدة اليمن بعدما تبين لي سلبية السلطة والأحزاب، وتبين لي أن رؤساء تحرير صحف اليمن شمال وجنوب حكومية وغير حكومية ورؤساء تحرير كل المواقع الإخبارية، بإستثناء خمسة مواقع، ليس لديهم وطنية حقيقية (ويزعل من يزعل وليهاجمني من يريد أن يهاجم فقد كشفتكم على حقيقتكم) فقد وافيت الكل بمقال عن قضية الجنوب وما يرتبط بها من مؤامرة لفصل حضرموت فحجبوه كلهم باستثناء خمسة هم حسب موعد النشر : عدن أون لاين، صدى عدن، حضرموت أون لاين، التغيير نت، والتعبير نت. وكنت أتوقع ذلك فأرفقت بالمقال مذكرة تفيد بأنه لا يهمني أن ينشروا المقال فالقضية ليست شخصية ولكنها وطنية يفترض أن يهتم بها الجميع وأنني سوف أحيط القراء علماً برؤساء التحرير الذين لديهم وطنية فنشروا مقالي ومن هم الذين يتشدقون فقط بالوطنية، وها أنذا أفعل فكل الصحف والمواقع ـ عدا الخمسة ـ من شمالية وجنوبية رفضت نشره، وللأمانة لم أبعثه إلى موقع وورقية "عدن الغد" لأنني قاطعتهما منذ نحو عام فرغم أن ناشرهما أخطأ بحقي لكنني كمنصف لا أسمح لنفسي بإتهامه بحجب المقال، كما لم أبعثه لأي موقع أو صحيفة حضرمية عدا حضرموت أون لاين لأنني توقعت بأنهم لن ينشروه ففوجئت بحضرموت أون لاين ينشره بعد دقائق فقط من وصوله إليهم بل كانوا قد نشروا ثلثه فظننت أن بقية المقال لم يعجبهم لأنهم مع إنفصال حضرموت فكتبت لهم اسألهم (ونبهتهم إلى وجود خلل خطير في موقعهم بسبب إعلان منشور) فردوا برسالة رقيقة ومهذبة يعتذرون بحدوث خطأ غير مقصود (أوضحوه لي وكان طريفاً) ويقولون بأنهم قد أعادوا نشره كاملاً وشكروني كثيراً لأنني نبهتهم للخلل فأصلحوه لقد أثبت هؤلاء الحضارمة أنهم أكثر إيماناً بحرية الرأي وأكثر شجاعة من كل رؤساء تحرير الصحف والمواقع ـ بإستثناء الخمسة ـ بصنعاء وعدن الفالحين فقط في الجعجعة والإدعاء بإيمان كاذب بحرية الرأي. لقد جعلني حضرموت أونلاين للأستاذ أمير عبدالله باعويضان أحترم الحضارمة أكثر فأكثر ومن بعده بأيام موقع "المكلا اليوم" للأستاذ سند بايعشوت الذي نشر ردي على متفلسف فصل حضرموت المقيم بالسعودية وكنت أظنه لن ينشره فنشره.

ولكن لن أتحول لمُنظّر لفصل حضرموت
بصراحة لو حضرمي فكر في الانفصال فمعه حق فهناك ما يمكن أن يبرر ذلك ولكنه ليس أبداً ما يقول به دعاة فصل حضرموت ممن يسمون بالكتاب بينما هم من خلفاء أبو جهل فمعلوماتهم في التاريخ والسياسة إما خاطئة أو سطحية فهم يستمدونها من مصادر غير محترمة (لأنها غير أمينة) لذلك حججهم تافهة كالزعم بأن حضرموت لم تكن جنوبية وأن الجنوبيين أحتلوها في 1967 وأنها قبل إلآستقلال لم تكن من الجنوب العربي فهذه مزاعم غير حقيقية، وبالطبع لن أذكر المبررات المنطقية التي يمكن أن تدعم الدعوة لفصل حضرموت فلن أتحول إلى مُنظّر لفصل حضرموت ويكفيكم أنني لن أعارضكم بكلمة (حججكم واهية كحجة فك الأرتباط التي يستحيل أن يقبلها المجتمع الدولي، وأكررها للمرة العاشرة : البيض وقّع على إتفاقية وحدة لا إتحاد فدرالي تنص معاهدته أو دستوره على الحق في الإنسحاب من الاتحاد).

* وفي الجزء الثالث (الأخير) سأوصل بإذن الله تصحيح المعلومات التي كتبها باهبري.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-7363.htm