صعدة برس - *مـحـمـد أنـعـــم
تحتاج اليمن إلى تهدئة حقيقية لتهيئة الاجواء لإنجاح الحوار الوطني ، وقرار كهذا يحتاج الى تدخل الارادة السياسية بصورة عاجلة ، حيث ان الخطر الذي يهدد التسوية السياسية لا يمكن حصره بشطط الإعلام المنفلت فقط ، والذي حذر منه الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية .. بل اعتقد ومن وجهة نظري الشخصية إننا اليوم بحاجة الى تهدئة شاملة ، فبالإضافة الى التهدئة الاعلامية ، نحتاج الى تهدئة اخرى تتمثل بوقف قرارات الاقصاء ذات الطابع الحزبي .. وكذلك الى تهدئة تتمثل بضرورة وقف جنون نزعات الفيد والاستحواذ على حق تمثيل الاخرين في الحوار ..واضافة الى ذلك نحتاج الى تهدئة تؤكد للجميع ان سقف الحوار هي السماء.. والا يعني هذا ان يبقى الجميع تحت معطف الشمس في الارض..
ان تحقيق تهدئة كهذه خلال هذه الفترة الزمنية تعد ضرورة ملحة لتهيئة الاجوء وخلق مناخات مناسبة تشجع الجميع للتوجه نحو الحوار الوطني الشامل والمشاركة الفاعلة في اعماله بقلوب صافية ونيات صادقة وتجعلهم يعملون بحرص ومسؤلية وطنية وتاريخية على انجاح الحوار .. متحررين من عقدة الشعور بالتآمر ..وتجعلهم غير متوجسين خيفة من سكاكين الغدر او الانقلاب على بعضهم البعض.. اذا فالتهدئة في هذه المرحلة ستخدم المصلحة الوطنية ..خصوصاً والجميع يدرك ان القرارات الاقصائية تتخذ بطريقة مريبة وتأتي لخدمة مصالح حزبية على حساب القضايا الوطنية..
ولعل ما يثير الاستغراب هو الاصرار على الاستمرار في ارتكاب جريمة الاقصاء بحق المؤتمرين الى اليوم .. في الوقت الذي ندرك جميعا ان هذه الازمة الطاحنة التي نعيشها هي نتاج اتخاذ مثل هذا القرارات الاقصائية الخاطئة .. فليس من المعقول ان يذهب اليمنيون الى مؤتمر الحوار الذي تقف في صدارة القضايا التي سيقف امامها بل اخطرها والتي تحدد نجاح او فشل هذا المؤتمر هو ايجاد معالجات لأخطاء عملية اقصاء وتسريح ومصادرة حقوق، احد الاطراف السياسية في فترة سابقة.. فتكرار اليوم لاخطاء الامس والتعامل مع من يتم اقصائهم كأنهم مجرد عبيد وليس لهم حقوق يجب يحدث ابدا ..
ان الوقت مناسبا اليوم ايضا للتهدئة من تهور ولهث طرف سياسي يسعى لمصادرة حق الاخرين عبر إيجاد مسميات صورية بطريقة تهدد نسف الحوار ، فاذا كان التمثيل المختل وغير المتوازن في قوام اللجنة الفنية للحوار والتي استحوذ فيها حزب الاصلاح فقط على (12) شخص في الوقت الذي تم تمثيل المؤتمر واحزاب التحالف الوطني كلها بعدد (6) أشخاص فقط. فهذا يعني ان من حق الحراك والحوثي والمؤتمر واحزاب التحالف ان لا تشارك بالحوار ، فما يحدث يوحي بسوء النوايا ويشير بشكل واضح الى مخطط للانقلاب على بقية الاطراف السياسية ..وقد كان السكوت عما حدث في اللجنة الفنية انطلق من الايمان بان ما حدث شيئ قابل للمراجعة اليوم ..لكن لا يمكن ان يقبل به احد في مؤتمر الحوار حتى لو تحولت صنعاء الى مشانق ..
لقد حرصت ان اطرح امام الجميع بعض النماذج المطلوب التهدئة فيها لكونها تؤكد على ان الحوار الوطني حقا سوف يستوعب جميع ابناء اليمن بكل مكوناتهم بتمثيل متساوي .. واتمنى ان تكون فترة الستة الاشهر القادمة خالية من اي قرارات او ممارسات تفاقم من الخلاف والشقاق ..وان توجه كل الجهود نحو التقارب والتاخي والتالف وتعزيز الثقة بين جميع الاطراف للقبول ببعضنا البعض والايمان بأهمية التعايش كشركاء في الوطن .. |