صعدة برس-متابعات - في كشف خطير جديد يظهر التآمر القطري على الدول العربية وعلى قضيتهم المحورية وهي القضية الفلسطينية ويثبت انسياق مشيخة قطر خلف الإملاءات والأوامر الاميركية والاسرائيلية وخدمتها لمصالحهم الخاصة في المنطقة أكد دبلوماسيون ومصادر مطلعة لموقع غلوبال ريسيرتش الكندي إن الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني قدم خدمة جليلة للاسرائيليين من خلال مساعدتهم في تحديد مواقع قادة فلسطينيين في قطاع غزة المحاصر ليتم استهدافهم فيما بعد بالاعتداءات الاسرائيلية الغادرة.
وأكدت هذه المصادر في مقابلات مع الموقع أن الشبهات بدأت تحوم حول هذه المسألة مع تزامن زيارة حمد للقطاع واغتيال القيادي في حركة حماس أحمد الجعبري في اعتداء جوي استهدف سيارته وتمكن قوات الاحتلال الاسرائيلي من تحديد مواقع إقامة ومكاتب عدد من قادة حماس خلال هذه الزيارة.
وكشفت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها فيما بعد أن حمد قدم لعدد من قادة حماس هدايا على شكل ساعات وأقلام حبر تبث إشارات تردد منخفضة إلى أقمار صناعية اسرائيلية ليستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي فيما بعد لتحديد أماكنهم واغتيالهم.
وأشار موقع غلوبال ريسيرتش إلى أن أمير قطر وصل إلى غزة يوم 23 تشرين الأول الفائت والتقى أكثر من مرة بقادة إسرائيليين.
وأقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي يوم الاربعاء الماضي على اغتيال الجعبري في حين استشهد أيضا أحمد أبو جلال القيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في اعتداء إسرائيلي استهدف سيارته يوم الجمعة الماضي.
وقد وصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ تجدد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في الرابع عشر من تشرين الثاني الجاري إلى أكثر من تسعين شهيدا ونحو 900 جريح.
السفير اللبنانية: العدوان الإسرائيلي على غزة يحرج أردوغان
وأكد الكاتب اللبناني المتخصص بالشؤون التركية محمد نور الدين أن العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة أحرج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي أطلق موقفا هزيلا للغاية واكتفى بعبارة يقول فيها إن مرتكبي المجازر في غزة لابد أن يحاسبوا يوما ما.
ورأى الكاتب نور الدين في مقال بعنوان "غزة تحرج أردوغان والمحور التركي المصري" نشرته صحيفة السفير اللبنانية اليوم أن أردوغان لم يكن سعيدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة لعدة أسباب منها أن العدوان الاسرائيلي سرق الأضواء من زيارته إلى القاهرة التي كان يعدّ لها منذ فترة طويلة واعتقد أنها ستكون "تاريخية" على أمل انها ستظهر بروز محور إقليمي جديد بين تركيا ومصر وانه سيكون بيضة القبان في التوازنات الإقليمية.
وأكد الكاتب اللبناني أن خطاب أردوغان في جامعة القاهرة مر بخلاف ما كان متوقعا إذ لم تبرز منه سوى عبارة "إن مرتكبي المجازر في غزة لابد من أنهم سيحاسبون يوما ما" في انعكاس لموقف منخفض جدا عما كان عليه الموقف التركي من عدوان إسرائيل على غزة في نهاية العام 2008.
ونبه الكاتب إلى أن أردوغان لم يتخل مع ذلك عما خطط له في خطابه المذكور وعاد للتركيز على سورية ولم ينس الاشارة إلى شبكة بيانات تعكس ما وصفه بعمق العلاقات التركية المصرية ولا سيما في بعدها الديني.
واعتبر الكاتب نور الدين أن الموقف التركي من العدوان الاسرائيلي على غزة لم يكن في السياق الإقليمي منسجماً وهو أمر عكسته الساعات الأولى من العدوان على غزة فمن جهة أدان المسؤولون الأتراك العدوان واعتبروه جريمة ضد الإنسانية ومن جهة ثانية دعا احد أبرز مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم نائب رئيس الحكومة بولنت ارينتش إلى اعادة العلاقات بين تركيا والإسرائيليين طارحاً بهذا الموقف علامة استفهام حول ما إذا كانت تركيا بصدد التحضير لاستئناف العلاقات مع إسرائيل.
وأشار الكاتب نور الدين إلى أن المواقف والاتصالات التي تلت العدوان الاسرائيلي تدل على أن تركيا ومصر وغيرهما في المنطقة فوجئت بالعدوان الإسرائيلي على غزة وهي فوجئت أيضاً بإطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ بعيدة المدى للمرة الأولى وهو ما تناولته الصحف التركية بالتحليل.
واستشهد الكاتب بهذا الصدد بتحليل إخباري للكاتب جنكيز تشاندار في صحيفة حرييت التركية اعتبر فيه أن أحداث المنطقة في الأيام الأخيرة أظهرت أن تركيا التي يحلو لها أن تطلق على نفسها لقب اللاعب المؤسس في المنطقة ليست في الحقيقة مؤسسا للعبة ولا لاعباً رئيسيا وأن رئيس الحكومة يخدع نفسه إذا كان يعتقد أنه سيحل الأمور بخطابات نارية.
باحث وكاتب لبناني: ما يجري في غزة أثبت أن قوة إسرائيل صنيعة الذهنية العربية المتخاذلة وصنيعة الأنظمة العربية المتواطئة
من جهته أكد الباحث والكاتب اللبناني وليد زيتوني أن الأحداث الجارية في قطاع غزة والتي لم تتبلور أهدافها النهائية حتى اللحظة أثبتت أن قوة إسرائيل هي صنيعة الذهنية العربية المتخاذلة والأنظمة العربية المتواطئة الممعنة في العمالة حتى باتت العمالة وجهة نظر.
وتساءل زيتوني في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية اليوم تحت عنوان (غزة المحاصرة.. تحاصر اسرائيل)..ماذا لو كانت الأموال النفطية العربية توظف في المقاومة الفلسطينية وشعبها بدلا من صرفها على الرعاع والمرتزقة وأبناء الشياطين لتدمير قلعة المقاومة في سورية ... وماذا لو كانت الجامعة العربية جهاز ربط وتنسيق بين القوى والقدرات بدل أن تكون آلة لحياكة المؤامرات والدسائس وأداة تنفيذ لمشاريع أقزام الخليج .
وقال زيتوني: إن ما بناه الخارج لا يمكن أن يراكم عليه إلا لمصلحة هذا الخارج فجامعة الكيانات العربية هي وليدة السياسة البريطانية لإجهاض مشاريع الوحدة التي كانت مطروحة آنذاك وحركة الاخوان المسلمين المعول عليها هذه الايام نظمت في الدوائر الاستخبارية الانكليزية ولم تزل جذورها تستمد لها الغذاء للبقاء من تلك الدوائر لافتا إلى ان مشيخات الخليج وممالكها وإماراتها تدين لانكلترا في وجودها وبقائها وعندما ورثت الولايات المتحدة التركة الاستخباراتية الاستعمارية من النفوذين البريطاني والفرنسي طورت هذه التركة لتصبح اكثر طواعية في يدها لاستمرار نهبها وتأمين وجود الكيان السرطاني الإسرائيلي كحالة للابتزاز المادي والمعنوي.
وأوضح الكاتب أنه انطلاقا من هذه المعطيات يمكن قراءة دور مشيخة قطر التي تمثل مخلوقا غير مؤسساتي صغيرا متدخلا في كل شاردة وواردة على حساب دول لها كيانها التاريخي والحضاري وكذلك الدور السعودي الوهابي العشائري الذي لم يرتق في تاريخه ليصبح دولة مؤكدا أنه استنادا إلى هاتين القراءتين نستطيع رؤية القاعدة سليلة حركة الاخوان المسلمين ودورها المشبوه من افغانستان إلى العراق إلى سورية واليمن بانها هي الشكل المستحدث لتأمين رأس حربة المشروع الأمريكي.
وأكد زيتوني أن المعركة الدائرة في غزة الآن هي ثمرة جهود الأبطال المقاومين بغض النظر عن بعض قياداتها السياسية الضالعة في الانتهازية والتبعية لافتا إلى أن المقاومة في غزة طاولت صواريخها الخطوط الحمراء الإسرائيلية والأميركية وباستطاعتها مع قليل من الدعم ان تقيد سلاح جو العدو وباستطاعتها ان تدمر تقدمه البري، وبالتالي قادرة على معالجة الاهداف العسكرية والمنشآت الحيوية وتحشداته قبل خروجها إلى المعركة.
وشدد زيتوني على أن المقاومة في غزة الآن اثبتت بما لا يقبل الشك انها وضعت حدا للغطرسة والعربدة الإسرائيلية ، وخطاً احمر لمناورة العدو و قدراته العسكرية وانها استطاعت ان تربك جبهته الداخلية ، ووضعت كل مناوراته على هذه الجبهة هباءً منثورا كما أثبتت أن منظومة الاسلحة الحديثة من القبة الفولاذية لا تعدو كونها منظومات حرب نفسية اكثر مما هي أسلحة فعالة في مواجهة ارادة القتال .
كما أكد الكاتب أن المعركة في غزة أثبتت هشاشة دور السياسيين العرب الموفدين من قبل الادارة الاميركية لتحقيق وقف اطلاق النار ، بهدف التفاف هذه الادارة على النتائج الميدانية للمعركة، وبالتالي انكشاف ضعف الكيان الصهيوني أمام إرادة القتال .
وتوقع زيتوني في ختام مقاله ان يؤدي استمرار القتال في غزة إلى دفع الكيان الاسرائيلي لطلب النجدة من الولايات المتحدة الاميركية واوروبا واخوانه العرب لفك الحصار العسكري المضروب ، من قبل المقاومة في غزة ،ومن قبل المقاومة في لبنان ومن قبل المقاومة التي ستنبعث من جديد في الضفة الغربية . |