- «أخفّ حلماً من بعير..!!»

السبت, 01-ديسمبر-2012
صعدة برس -
عبداللَّه الصعفاني
* وما يزال الشرق الأوسخ الجديد في واجهة الأحداث العالمية.. والسبب تلك الأجندة القديمة التي تؤكِّد على إشغال العرب بأنفسهم وضربهم ببعضهم.. بل وداخل الدولة القطرية نفسها.. ودائماً كل الطرق العربية تؤدِّي إلى خيبة الأمل والمزيد من سوء العمل.. ولا عزاء.

* وعالم عربي هذا هو حاله تبقى إسرائيل كياناً قابضاً لأرواح مَنْ تحتلّ أرضهم منذ أكثر من ستِّين عاماً وتواصل الأنظمة العربية تسليم قرار بلدانها للقوى الخارجية حتى أصبح الجميع خارج اللعبة.

ولو تساءل أحدكم : لماذا لم تعد هناك قمَّة عربية ولو فاشلة؟ فالإجابة البسيطة : لقد اقتنع الجميع بأنهم صاروا بدون «قاع».. فمن أين لهم أن يمتلكوا «قمَّة».

* الكل يريد أن يركب القطار الأمريكي.. وقائد هذا القطار يقول : مَنْ أراد الصعود فبشروط إسرائيل.. وإلاَّ فليتحمَّل مسؤولية قذفه من إحدى نوافذ القطار.. وهذا ما يحدث تباعاً بشهادة الأحداث.

* اختفت حتى مفردات الشجب والإدانة والاستنكار التي كنَّا ضقنا بها ذرعاً.. فإذا هي تتحوَّل إلى قيمة إيجابية باختفائها.. وإذا بنا نتحسَّر على زمن الوصل بالقمم حتى ولو لم تحمل غير فواصل من الخيبة والملاسنة.

* الجميع يتقرَّب إلى أمريكا زلفى وتزلُّفاً.. وتراجعت حتى المساجلات التي كانت تصف أمريكا بالشيطان الأكبر.. ومن جهتها طلبت أمريكا القرب من هؤلاء وأقلعت عن الردّ عليهم بتسمية الشيطان الأخضر، لكنها واصلت مشوارها مع الحقيقة.. لا تصويت ولا موقف أمريكي ما لم يصبّ في خدمة إسرائيل.

* وكما كان متوقَّعاً جدَّدت الولايات المتَّحدة تصويتها ضدَّ إجماع الأمم المتَّحدة على الاعتراف بفلسطين دولة حتى وقد نصَّ القرار على أن الدولة رقم (194) ستكون غير عضو، وإنَّما مراقب.. مراقب - فقط - وهي عضوية لا تريح عظام ياسر عرفات التي يجري نبشها من القبر استجابةً لألعاب الشكوك بأنه مات مسموماً.. اللَّه يرحمه وهو يستشهد مقتولاً ويرحمه وهو يغادر قبره منبوشاً.

* والآن بعد أن وقَّعت حماس مع إسرائيل اتِّفاقية «عدم اعتداء» وحصلت فلسطين على عضوية «المراقب».. ما الذي تقدِّمه الأيام غير أفراح رام اللَّه وغزَّة بالدولة المراقب ومنع إسرائيل للفرح في القدس.

* وهكذا لا جديد عادلاً على سطح الشرق الأوسخ.. والبَرَكَة في هؤلاء الذين يتبارون على التأخُّر المستمرّ في الميدان الأخوي والإنساني.. ولسان حالهم : لقد بعنا آخرتنا بحطام دنيانا.. ولا بأس إن صرنا أخفَّ حلماً من بعير!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-8252.htm