- معارك الحوار التي لا تنتهي

السبت, 01-ديسمبر-2012
صعدة برس -
بقلم/علي الزكري
منذ أن بدأ الحديث عن الحوار الوطني، تفجرت حول هذا الحوار جملة لا منتهية من المعارك التي ما إن ننتهي من إحداها حتى ندخل في أخرى أشد ضراوة .
لا أدري لماذ كل هذه المعارك حول هذا الأمر ، هل الأمر مرتبط بالحوار الوطني نفسه أم أن القضية مرتبطة أساساً بطبيعتنا نحن ، حيث كل حياتنا معارك فنحن نتعارك حول كل شيء؟ .
يبرر البعض هذه المعارك حول الحوار باعتباره مدخلاً مهماً لوضع اللبنات الأساسية لبناء يمن مابعد علي عبدالله صالح ، وبالتالي فإن التمثيل فيها ينبغي أن يكون عادلاً ومنصفاً كي لايقع المستقبل رهينة بيد من لاتعنيهم مصلحة اليمن بقدر ما تعنيهم مصالحهم الشخصية .
يحرص البعض ـ وهذا البعض بالمناسبة ليس قليلاً ـ على أن لايرى هذا الحوار النور، لأنه لا يتفق مع مصالحه الضيقة ومشاريعه التدميرية، ولذلك فإنه يضع أمامه العراقيل وسيظلون يسعون بكل ما لديهم من أجل إعاقة هذا الحوار ومنعه عن الانعقاد وهم ـ للأسف ـ مستعدون حتى لو بدأ هذا الحوار للعمل على إفشاله من داخل قاعاته .
كلما اقتربنا من ساعة الحقيقة التي ينبغي أن ينطلق فيها الحوار الوطني كلما تعاظمت العراقيل التي توضع أمام عجلته كي لا تدور .
للأسف الشديد أن القوى السياسية اليمنية – كما يبدو - تتعامل مع الحوار على أنه غنيمة وتتعامل مع التمثيل فيه كفيد، وكأن هذا البعض يريد أن يتاجر بمقاعد طاولة الحوار كما تاجر بقضايا وطنية أهم من قبل .
ماكدنا ننتهي من معركة القضايا التي ينبغي أن تطرح على طاولة هذا الحوار، الذي لعله لن يرى النور قريباً حتى أخذت تلك القوى والأيادي الخفية نحو معارك أخرى لا ندري إلى أين ستنتهي، بدءاً من تمثيل الجنوبيين وانتهاءً بتمثل حسن زيد .
إذا افترضنا حسن النية لدى جميع القوى والتيارات السياسية والقبلية اليمنية من هم في السلطة ومن هم خارجها ، من هم مع صالح ومن هم ضده، من هم مع الحوثيين ومن هم مع الاصلاح، من هم مع النظام الجديد ومن هم مع الحراك الجنوبي، فإنه يبدو لي أن الجميع غير مدرك أن طاولة الحوار لن تستوعب كل الأشخاص الذين يريدون أن يزج بهم عليها ، وهم بالتأكيد غير مدركين لأن من سيشارك سيتبنى ويدافع عن مواقف حزبه أو تياره الذي يمثله، مايعني أن كل وجهة نظر يمنية ستكون ممثلة داخل هذا الحوار سواء حملها شخص أو عشرة أشخاص .
آمل أن تنتهي معركة الحوار هذه بما يخدم اليمن كدولة، كما آمل أن تكون هذه آخر المعارك التي تخاض حول هذا الأمر، وإن كنت أشتم رائحة معركة أخرى تلوح في الأفق، وهذه المرة – كما يبدو – ستكون معركة تهيئة الأجواء قبل البدء في الحوار.
وقد بدأ الحديث بالفعل عن تهيئة الأجواء هذه دون أن يقول لنا أحد ماهو المقصود بهذا المصطلح المائع ولا ماهي تلك الأجواء التي لابد أن يتم تهيئتها ..؟ ألا يكفي الوضع المقلق الذي تعيشه البلاد لننطلق جميعاً باتجاه الحوار لوضع ملامح مستقبلنا وملامح الدولة اليمنية التي ننشدها .
آمل على فخامة الرئيس هادي أن يتخذ ماتبقى من القرارات التي ننشدها قبيل بدء الحوار، كي يأتي المتحاورون إلى الطاولة سواسية، بحيث لايأتي البعض بسيارة تاكسي ويأتي الآخر ممتطياً دبابة وخلفه جيش مدجج بمخاطر أنواع الأسلحة، ولست في حاجة للتذكير بمخاطر هكذا وضع معوج على الحوار وعلى اليمن عموماً .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-8256.htm