- إرهـــــــــاب

السبت, 09-نوفمبر-2002
صعدة برس - أحمد‮ ‬المختفي -
اجتمعت‮ ‬حيوانات‮ ‬الغابة‮ ‬في‮ ‬اجتماع‮ ‬كبير‮ ‬ومتسع‮ ‬لمناقشة‮ ‬قضايا‮ ‬الإرهاب‮ ‬المنتشرة‮ ‬في‮ ‬الغابة‮.. ‬

بدأ‮ ‬الأسد‮ ‬الاجتماع‮ ‬بزئير‮ ‬حاد‮ ‬طالب‮ ‬فيه‮ ‬الحيوانات‮ ‬المقربة‮ ‬بالاقتراب‮ ‬منه‮.‬

جاءت‮ ‬الفيلة‮ ‬العملاقة‮، ‬تلتها‮ ‬الضبعة‮ ‬الشرهة‮، ‬ومن‮ ‬ثَمَّ‮ ‬جاء‮ ‬النمر‮ ‬المتوحش،‮ ‬والفهد‮ ‬السريع،‮ ‬والتمساح‮ ‬المتساقط‮ ‬الأسنان‮.‬

زأر‮ ‬الأسد‮ ‬وماج‮ ‬قائلاً‮: ‬بلغني‮ ‬أن‮ ‬الأرانب‮ ‬الصغيرة‮ ‬والجرذان‮ ‬تتعرض‮ ‬للقتل‮ ‬اليومي‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الصقور،‮ ‬وأنا‮ ‬أرى‮ ‬أنها‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬تقتل‮ ‬لأنها‮ ‬تشيع‮ ‬جواً‮ ‬من‮ ‬الإرهاب‮ ‬في‮ ‬الغابة،‮ ‬وتطرد‮ ‬السكينة‮ ‬والسلام‮..‬

صاح‮ ‬التمساح‮ ‬ذو‮ ‬الأسنان‮ ‬المتساقطة‮: ‬أنا‮ ‬أحتج‮ ‬وأرفض،‮ ‬ولا‮ ‬أوافق‮ ‬على‮ ‬إجراءات‮ ‬التعسف‮ ‬الظالمة‮، ‬التي‮ ‬تطالب‮ ‬بها‮ ‬يا‮ ‬سيادة‮ ‬الأسد‮ ‬ملك‮ ‬الغابة‮.‬

زأر‮ ‬الأسد‮: ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬يجعلك‮ ‬تبدي‮ ‬غضبك‮ ‬وأنت‮ ‬تعلم‮ ‬أنك‮ ‬من‮ ‬المقربين‮، ‬ولك‮ ‬حضور‮ ‬وشأن‮؟.‬

صاح‮ ‬التمساح‮ ‬ذو‮ ‬الأسنان‮ ‬المتساقطة‮: ‬كانت‮ ‬لي‮ ‬حظوة‮ ‬وكان‮ ‬لي‮ ‬مكانة،‮ ‬كنت‮ ‬أملك‮ ‬أسناناً‮ ‬شابة‮ ‬قاتلة‮ ‬لكن‮ ‬الآن‮ ‬لا تكاد‮ ‬تكفي‮ ‬إلا‮ ‬للعض‮..‬

هدأ‮ ‬الأسد‮ ‬من‮ ‬زئيره‮ ‬وقال‮ ‬بلطف‮: ‬أنا‮ ‬مازلت‮ ‬أحترمك‮، ‬ولك‮ ‬مني‮ ‬مكافأة‮ ‬إذا‮ ‬وافقت‮ ‬على‮ ‬إنزال‮ ‬العقاب‮ ‬على‮ ‬الصقور‮.. ‬ما‮ ‬رأيك‮ ‬بأرنبة‮ ‬كاملة‮ ‬وطازجة؟

طوّحت الفيلة بخرطومها الطويل وهاجت وماجت قائلة: المشكلة يا سيدي الأسد أنك تعالج إرهاباً وتترك إرهاباً آخر. .أنسيت أن صديقتك المدللة (الضبعة الشرهة) تأكل يومياً وتقتل ما تشاء من الأرانب المسكينة، فلماذا لا يُطبق عليها القانون؟

أغمض‮ ‬الأسد‮ ‬عينيه‮ ‬وقال‮ ‬بخبث‮: ‬أيتها‮ ‬الفيلة‮ ‬العظيمة‮ ‬تدركين‮ ‬أن‮ (الضبعة‮ ‬الشرهة) ‬مسكينة‮، ‬وجيرانها‮ ‬يكرهونها‮، ‬وهي‮ ‬تحاول‮ ‬أن‮ ‬تنتقم‮ ‬لكرامتها‮ ‬المهدرة‮، ‬ولها‮ ‬الحق‮ ‬في‮ ‬ذلك‮.‬
عوت‮ ‬الضبعة‮ ‬الشرهة‮ ‬وتمسحت‮ ‬في‮ ‬ذنب‮ ‬الأسد‮ ‬ونهنهت‮ ‬قائلة‮: ‬دائماً‮ ‬مظلومة‮، ‬ثم‮ ‬لحست‮ ‬ما‮ ‬تبقى‮ ‬من‮ ‬دماء‮ ‬الأرنبة‮ ‬الصغيرة‮ ‬التي‮ ‬افترستها‮، ‬وأغمضت‮ ‬عينيها‮ ‬في‮ ‬هدوء‮.‬

صاحت‮ ‬الفيلة‮ ‬وضربت‮ ‬بقدمها‮ ‬وقالت‮: ‬ولو‮.. ‬الحق‮ ‬حق‮ ‬والضبعة‮ ‬ظالمة‮ ‬تستحق‮ ‬العقاب‮ ‬مثل‮ ‬الصقور‮.‬

قال‮ ‬الأسد‮ ‬في‮ ‬هدوء‮: ‬يبدو‮ ‬أن‮ ‬حقل‮ ‬الأشجار‮ ‬الذي‮ ‬ترعى‮ ‬الفيلة‮ ‬فيه‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬به‮ ‬من‮ ‬الثمار‮ ‬ما‮ ‬يكفي‮.. ‬وأنا‮ ‬أرى‮ ‬أن‮ ‬أضع‮ ‬مرسوماً‮ ‬جديداً‮ ‬أعطي‮ ‬فيه‮ ‬للفيلة‮ ‬الحقل‮ ‬الشرقي‮ ‬من‮ ‬الأشجار‮ ‬لأنها‮ ‬تستحق‮ ‬ذلك‮.‬

ضحكت الفيلة وقالت بسعادة: أعتقد أنك على صواب وأني مخطئة ما ذنب الضبعة الشرهة أن تعيش في هذا الجحيم.. لها أن تأكل وتقتل ما تريد من الأرانب، وأنا أضع يدي بيدكم للضرب بيد من حديد على هذه الصقور الإرهابية.

صفق الأسد والتمساح المتساقط الأسنان، وعوت الضبعة الشرهة في سعادة، وجرى الفهد السريع ليعلن النبأ على كل سكان الغابة، وانطلق النمر المتوحش لتنفيذ الحكم في الصقور الإرهابية، ومن بعيد سُمعت طرقعات عظام الأرانب الصغيرة وصياح الصقور الهاربة..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 11:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-9.htm