صعدة برس - اختتم, عصر أمس في محافظة صعده, أعمال (مؤتمر التلاحم الشعبي القبلي), الذي نظمته جماعة الحوثي, وشارك فيه آلاف من رجال ومشائخ عدد من القبائل, قال مكتب الحوثي أنهم قدموا من 20 محافظة يمنية.
وقال لـ (الشارع) مصدر في المكتب الإعلامي لـ"عبد الملك الحوثي" أن أهداف المؤتمر تتمثل في (العمل من اجل تفعيل دور القبيلة اليمنية في الحفاظ على امن واستقرار اليمن, والدفاع عن السيادة اليمنية, ومنع الفوضى الأمنية الحاصلة في عدد من المحافظات).
وأوضح أن (المؤتمر يسعى إلى منع استخدام القبيلة كأداة للتقطعات والفوضى, بحيث يتم تفعيل دور القبيلة في تامين الطرق, ومنع استثمار القبيلة من قبل أي جهات لصالح قوى خارجية).
وأضاف: (يهدف المؤتمر إلى رفض السياسة القائمة على أساس الاستقواء بالخارج لفرض مسارات معينة تجاوز خيارات الشعب, بما فيه القبيلة).
وتابع: (يهدف المؤتمر إلى إيجاد مصالحة عامة بين القبائل اليمنية بهدف القضاء على الثارات, والصراعات القبلية, داخل القبيلة نفسها, وحل الخلافات بين القبيلة والدولة).
عقد المؤتمر على مدى يومي الخميس والجمعة في الصالة الرياضية في مدينة صعده, دون أن يحضره عبدالملك الحوثي, صاحب الدعوة لانعقاده, أو يشارك في إلقاء كلمة فيه.
وانتهى المؤتمر في إشهار (مجلس التلاحم الشعبي), الذب بدت أهدافه متطابقة مع أهداف جماعة الحوثي في رفض ومواجهة سيطرة مشائخ القبائل, والدفاع عن السيادة اليمنية.
وطبقاً للمصدر؛ فقد تضمن البيان الختامي للمؤتمر تشكيل مجلس شورى لـ (مؤتمر التلاحم الشعبي القبلي), يضم في عضويته ممثلاً عن كل محافظة يمنية, إضافة إلى تشكيل لجان فرعية تتكون من 5 أشخاص على مستوى المديريات المختلفة.
وكانت قد شهدت محافظة صعدة, صباح أمس, مسيرة كبيرة, شارك فيها المشاركون في المؤتمر, حيث هتفت المسيرة باستمرار الثورة وإسقاط النظام, ونددت بالتدخل الأمريكي في اليمن.
وفي نهاية المسيرة تم قراءة بيان أكد (أن الثورة الشعبية السلمية ستستمر بأذن الله حتى إسقاط النظام بكامل رموزه وفاسديه وحتى يتحقق العدل والاستقرار).
أدان ما تعرضت له (مسيرة الحياة الثانية) من اعتداء في العاصمة صنعاء, نهاية الأسبوع الماضي من قبل قوات الأمن. كما أكدت مسيرة صعده رفضها (المستمر لما تقوم به الطائرات الأمريكية من انتهاك متواصل وشبه يومي لسيادة البلاد).
وفيما قال انه (لا تعارض بين القبيلة والمدنية), أكد أن القبيلة (ركن أساسي في بناء الدولة المدينة إذا ما قامت بدورها الصحيح في النهوض بالوطن في مختلف المجالات والحفاظ على هويته الدينية والثقافية وأصالته).
وقال: (أن الفوضى الخلاقة التي ادخلها دُعاة التغريب إلى أوطاننا العربية والإسلامية مما جلبوه لنا من الثقافات الأخرى قد أفقدت امتنا جُزءاً عزيزاً من هويتها وشخصيتها العربية الإسلامية بدعوى التجديد والتحديث وهو ما يزيد من مهمة القبيلة ويُعظم من دورها في هذا الوقت بالذات الذي تتعرض فيه امتنا وشعوبنا العربية إلى اشد الهجمات الاستعمارية شراسة على كل المستويات الثقافية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية بشتى الطرق والأساليب مما يضع على مثل هذا المجلس مسؤولية مضاعفة الجهود وبذل المزيد من العمل على ترسيخ القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة والمثل السامية التي طالما اقترنت بها القبيلة كمبدأ والقبيلة ككيان).
وأضاف: (لقد تعرضت ثقافتنا للتحريف ومجتمعاتنا للتضليل من الأعداء وعملت الأنظمة الفاسدة على تعميق الفجوة بين الإنسان اليمني وكيانه الحر المتمثل في القبيلة وذلك بتشويه القبيلة عن طريق إقحام الماجورين من أبناء بعض القبائل هنا وهناك بأعمال تخريبية كالتقطع في الطرقات العامة أو البسط على أراضي الغير بالقوة أو التجمهر وراء بعض المشائخ النافذين والمتسلطين وتنفيذ توجيهاتهم الغوغائية ضد أبناء الشعب خلافا للقوانين المعارف عليها بين أبناء القبائل ما أدى إلى فهمها فهماً مغلوطاً ومعرفتها على غير حقيقتها وبالتالي التهوين والتقليل من شأنها وهو ما ينبغي على أبناء القبائل إعادة تصحيحه في عقول الآخرين عن طريق إعطاء نموذج حي ومباشر للإنسان القبيلي المتحضر والفاعل في كل وجوه البر والإحسان المتعاطي بايجابيه مع كل المستجدات والإحداث بفهم ووعي, وإدراك كامل للمخاطر والمكائد التي يدبرها الادعاء لليمن أرضا وإنسانا كون الإنسان اليمني أصبح مُستهدفاً في كل شيء في دينه واختلاقه وأرضه وعرضه, والعدو لا يترك أحدا ولا يميز بين صاحب الجوف أو صاحب المهرة أو صاحب الحديدة أو صاحب صنعاء فيستثني نوعية معينة بل يستهدف الجميع..).
وقال أن للقبيلة (فضل كبير في الحفاظ على امن اليمن وسلامة أراضيه حتى في ظل حالة الفلتان الأمني فهم لا يزالون يحافظون على المحبة بينهم ويحفظون أمنهم ويحرصون على تامين مناطقهم وصد الخائن والعابث منهم انطلاقا من ما تبقى لديهم من روحية الانتماء للقبيلة).
وأضاف: (لقد أثبتت الأحداث والتجارب انه لا يوجد بديل لقيم الدين الإسلامي وقيم القبيلة التي اقرها ذلك الدين كعاملين أساسيين في حفظ الأمن والسلم الاجتماعيين في كافة ربوع اليمن وما زال البلد يحتاج إلى أبناء القبائل وثقافتهم الدينية وأعرافهم القبلية لإيجاد نوع من الأمن الذاتي والردع الاستباقي أمام كل الأخطار التي تهدد امن وسلامة الجميع وما زالت مكانة القبائل شاغرة لم يستطع أي جهاز رسمي أو وجهة أن تسد الفراغ الذي خلفته القبيلة رغم الدعم المادي والمعنوي الكبير من الجهات الحكومية التي تنفق المليارات على هذه الأجهزة إلا أن النار قد بدأت تلتهمها وتأكلها من أطرافها وها نحن نرى ونسمع كل يوم خبرا عن اغتيال قيادي أو مسؤول في هذه الأجهزة الأمنية).
وتابع: (لقد انعكست بعض التصرفات السلبية لبعض القبل على واقع اليمن نتيجة التغرير عليهم من قبل بعض الأحزاب السياسية التي استغلت عوز وفقر بعض الناس لتمرير مخططات تخل بالأمن ولاستقرار كما تعرضت القبائل أيضا لموجات التهميش والإقصاء والاستغلال ومحاولة طمس وتفتيت روابط الأخوة والصُحب ومقومات التعايش والتعاون بين القبائل بعضها ببعض وليس اقلها ما يجري الآن في الحوار الوطني المزمع انعقاده في الشهر المقبل حيث جرى الالتفاف على القبائل واستبعادها من أي تمثيل يذكر لان الثورة التي خرج فيها الشعب ثائراً على جلاديه قد احتواها بعض الأحزاب والشخصيات بفعل التماهي وتقاطع مصالحهم مع الخارج على حساب الشعب).
وقال: (إن السياسة التي تقوم على أساس الاستقواء بالخارج لفرض مسارات وخيارات معينه قد تجاوزت خيارات الشعب بما فيه القبيلة وعطلوا دور أبنائها في المشاركة الفاعلة في بناء الوطن ومستقبل أجياله).
وزاد: (ولتطبيق إرادة الشعب في العيش معاً بعزة وكرامة متساوي الحقوق والواجبات تحتم على الجميع التعاون البناء من اجل تكريس المشاركة الحقيقة في نظام سياسي لدولة عادلة وقادرة وقوية تمثل بحق إرادة الشعب وتطلعاته في الأمن والاستقرار ورفض التدخلات الخارجية والوصاية بجميع أشكالها وتعمل على جعل اليمن حراً مستقلاً حاضراً في المعادلات الدولية والإقليمية ومساهماً في صنع التاريخ, وهذا هو ما يُشكل الصيغة الأنسب لضمان الاستقرار بعد حقبة من الأزمات والصراعات سببها السياسات المختلفة القائمة على النزوع إلى الاستئثار والإلغاء والإقصاء والتهميش والاستغلال والفساد والظلم لذلك فان قيام دولة بهذه المواصفات والشروط هدف لنا ولكل مواطن صادق ومخلص وغيور على وطنه وأمنه واستقراره).
وأكد: (ونحن في هذا المجلس سنبذل كل جهودنا في التعاون مع مختلف القوى الوطنية التي تشارك في هذه الرؤية من اجل تحقيق الأهداف النبيلة).
قال: (وقد عملنا بعد ذلك والى الآن على صياغة مشروع النظام الأساسي للمجلس والتحضير لهذا المؤتمر أملين من حضوركم الكريم العمل إقرار النظام الأساسي واستكمال هيكليته والخروج ببرنامج عمل ميداني تُفعل من خلاله المواهب والقدرات الكامنة لدى أعضاء مجلس التلاحم وبما يُعيد للقبيلة دورها الفاعل والبناء في الاتحاد الصحيح الذي يخدم المجتمع اليمني المظلوم).
على صعيد متصل؛ قال احد المقربين للمكتب الإعلامي للحوثي, في اتصال أجرته معه (الشارع), أن قطاعا قبليا نصب؛ مساء أمس الجمعة, في (منطقة العصيمات) محافظة عمران, جرى فيه ((استهداف العائدين من محافظة صعده, لكن القطاع لم يسفر عن حدوث أي إصابات في الوفود التي كانت في طريق العودة).
وأوضح المصدر أن اعتداء نفذته (ملشيات الإصلاح) صباح أمس الأول, في (منطقة الزيدي), محافظة الحديدة, على وفد قبائل محافظة ذمار, ولم يسفر هذا الاعتداء عن سقوط أي إصابات أيضاً. |