صعدة برس-متابعات - مع نهاية عام وبداية عام جديد، يعيش اليمن مخاضا صعبا بعد ما يقارب العامين على اندلاع احتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.. في حواره مع "الأهرام العربي" الذي تنشره في عددها الجديد الصادر السبت، توقع الدكتور عادل الشجاع، الناشط السياسي والمفكر اليمني فشل الحوار الوطني المرتقب معبرا عن خوفه من حرب أهلية خلال العام المقبل نتيجة حالة الاحتقان بين القوى السياسية..
وقال الشجاع عن أبرز أحداث اليمن في 2012 "الصراع الذي دار بين الحكومة وتنظيم القاعدة أضاف جرحاً آخر في جسم الوطن، إضافة إلى الحركة الانفصالية في بعض المناطق الجنوبية والميليشيات المسلحة التي تتبع الجنرال علي محسن المنشق منذ 21 مارس 2011، والتي تخوض حرباً مفتوحة في مدينة تعز، فقد استولى تنظيم القاعدة على معظم محافظة أبين وأعلن قيام إمارة إسلامية، إضافة إلى أن خط أنابيب النفط والغاز وشبكة الكهرباء تعرضت للعديد من التفجيرات ولم تستطع الحكومة إلقاء القبض على الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال، أما الوضع الأمني فقد زاد سوءاً حيث تعرض العديد من ضباط الأمن وبعض القادة العسكريين للاغتيالات سواء داخل العاصمة صنعاء أم بعض المحافظات الأخرى..
وأضاف " شهد العام 2012، بجانب تنظيم القاعدة انتشاراً لافتاً للنظر لعصابات مسلحة منظمة سواء بالعاصمة صنعاء أم في بعض المدن الرئيسية الأخرى. ولا أجانب الصواب إذا قلت إن عام 2012، هو الأكثر شراسة ودموية، حيث زادت عمليات الاغتيال والتفجير بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والكمائن والقتل بالأسلحة كاتمة الصوت..
وعن توقعاته لعام 2013 قال "على ما يبدو سيكون أكثر دموية ولربما نشبت حرب أهلية بسبب الاحتقان السياسي الذي يمر به البلد وبسبب الأسلحة التي تدخل إلى اليمن بشكل شبه أسبوعي، إضافة إلى التوتر القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والذي يعكس نفسه على الشأن السياسي اليمني..
وعن مؤتمر الحوار الوطني المرتقب قال "هناك معطيات تؤكد تعثر الحوار على الرغم من الإعلانات المتكررة عن إنجاز مراحله، وفي اعتقادي بأن اليمن لم يكن بحاجة لهذا المؤتمر لأن القوى السياسية المتصارعة خاضت حرباً لبعض الوقت وبسبب عدم تدخل الحرس الجمهوري القوة الضاربة في اليمن بالمعركة، انتهت تلك الحرب بحوار أسفر عن توقيع المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة وفاق وطني، وكان يفترض أن تشكل حكومة متخصصة مهمتها إعداد البلاد سياسياً واقتصادياً خلال الفترة الانتقالية وتهيئة المناخ لانتخابات رئاسية وبرلمانية، لذلك فإن مؤتمر الحوار يشكل تهديداً للوحدة الوطنية أكثر مما يشكل استقراراً لها، خصوصاً أن تقاسم المتحاورين واللجان المشّكِلة للحوار بنسبة 50 % شمالاً وجنوباً يعزز فكرة الشمال والجنوب، إضافة إلى ما سبق فإن القوى التي تحالفت لإسقاط علي عبد الله صالح لم تتفق على شكل الدولة ولا طبيعة النظام، فالقبيلة تريد دولة الآباء والأجداد كما قال صادق الأحمر، وحزب الإصلاح ومعه الجماعات السلفية يريدون دولة الخلافة الإسلامية، والحوثيون يريدون دولة الملالي، والمؤتمر الشعبي العام يريد دولة ليبرالية، أما ما يتعلق باللجنة الفنية للحوار فلم تكن بالمواصفات السياسية التي ترقى إلى حجم الإعداد لمثل هذا المؤتمر فأغلب أعضائها لا يفقهون في الشأن السياسي شيئا، وأقصى تفكيرهم لا يتجاوز قضية زواج الصغيرات أو قضية الثأر، وهذه القضايا ليست من اختصاص مؤتمر الحوار وإنما من اختصاص القانون"..
وعن هيكلة الجيش وفقا لقرارات الرئيس هادي قال الشجاع "الهيكلة كلمة حق أريد بها باطل، لقد نصت المبادرة الخليجية على هيكلة الجيش ولكن بعد مؤتمر الحوار الوطني، والهيكلة هي جهد إداري وفني قدرت اللجنة العسكرية المكلفة بهيكلة القوات المسلحة في اليمن الفترة الزمنية أقلها عامان، والهدف من الهيكلة كما قلنا هو إعادة تنظيم وبناء وتطوير القوات المسلحة والأمن على أسس علمية ومهنية وتصحيح الاختلالات، لكن ما حدث أخيراً وخصوصاً في القرارات الأخيرة التي أصدرها عبد ربه لا تمت إلى الهيكلة بصلة، وإنما تدمر ما بني من هذه القوات وخصوصاً الحرس الجمهوري الذي وزع دمه بين المعسكرات الضعيفة، وأعتقد أن هذا الإجراء هو رغبة أمريكية ــ سعودية.. |