- ألا يكفي رهانات خاسرة؟!

الأحد, 30-ديسمبر-2012
صعدة برس -
د.علي العثربي
أما آن الأوان للكف عن الوقوع المريع في الرهانات الخاسرة والتقولات الفاسدة والأعذار المخجلة؟
لقد أثبت المؤتمر الشعبي العام وفاءً وولاءً لله ثم للوطن الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» حقق الإرادة الكلية للشعب ومكن الشعب من حقه في امتلاك السلطة وممارستها على أرض الواقع العملي، من خلال الالتزام المطلق بالدستور والقانون الذي كفل حق الشعب في امتلاك السلطة وممارستها من خلال الانتخابات الحرة والمباشرة عبر صناديق الاقتراع.. ولما كان هذا الالتزام المطلق بذلك لم يرق لبعض القوى السياسية التي فشلت فشلاً ذريعاً في كسب ثقة الشعب من خلال الهيئة الناخبة نتيجة لعدم احترامها للإرادة الشعبية، فقد افتعلت الأزمة السياسية من أجل الانقلاب على التعددية السياسية ومنع الممارسة الديمقراطية، غير أن المؤتمر الذي يملك السواد الأعظم من الشعب قد فوت الفرصة على هذا الاتجاه ومنع الانقلاب وأصر على الديمقراطية والمشاركة السياسية والتزم بالتسوية السياسية من خلال المبادرة الخليجية التي وضع بنودها بروح وطنية مسؤولة هدفها الأساس الحفاظ على الوحدة الوطنية والممارسة الديمقراطية وامتلاك الشعب للسلطة وممارستها من خلال الانتخابات العامة الحرة والمباشرة.
إن المتتبع لأحداث الأزمة السياسية التي طال أمدها سيجد أن القوى التي لا تؤمن بالديمقراطية ولا تقبل بحق الشعب في امتلاك السلطة وممارستها ولا تحترم الهيئة الناخبة، قد مارست شتى أنواع الزيف والكذب والبهتان وارتبكت مختلف الجرائم من أجل منع الشعب من التعددية السياسية والمشاركة الشعبية في صنع قرارات المستقبل، وقد قابل المؤتمر كل تلك التصرفات الهمجية بروح المسؤولية الدينية والوطنية والانسانية وجنب اليمن الكثير من المؤامرات العدوانية وعمل ومعه كافة الشرفاء من أبناء الشعب من كل القوى السياسية من أجل حقن الدم اليمني، وقدم التنازلات الواحدة تلو الأخرى.. كلما فعل شيئاً وطنياً زاد الرهان الخاسر لأعداء الديمقراطية والحرية.
إن المؤتمر الشعبي العام بالتزامه الدستور والقانون وتأييده قرارات الشرعية الدستورية قد أرسى تقاليد ديمقراطية نموذجية في الحياة السياسية، واستطاع بهذا الاسلوب الذي غلَّب المصالح العليا للبلاد على المصالح الخاصة أن يزداد شعبية وثقة جماهيرية بالغة الأهمية ويحظى باحترام إقليمي دولي، لأنه أثبت أنه صمام أمان المستقبل الذي تشرق فيه شمس الحرية والمشاركة السياسية التي تعزز حق الشعب في امتلاك السلطة وممارستها على أرض الواقع.
إن الفعل الوطني الذي التزمه المؤتمر الشعبي العام نابع من مبادئ وأهداف الميثاق الوطني الدليل النظري والسياسي والفكري للمؤتمر الشعبي العام الذي انطلق من الاسلام الحنيف -عقيدة وشريعة- وجاءت كل هذه الأفعال الوطنية منسجمة مع الإرادة الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في الحياة السياسية القائمة على الديمقراطية والتعددية السياسية.
إننا نقول للقوى التي أظهرت أقوالاً وأفعالاً ما أنزل الله بها من سلطان، أما آن الأوان للمضي في طريق الحوار الوطني الذي يعزز الوحدة الوطنية ويقوي بناء الدولة اليمنية الحديثة.. وألا يكفي رهانات واستخفافاً بعقول الناس؟ ثم إن التفكير في المستقبل بات اليوم هو الهم الذي ينبغي أن ينشغل به الجميع، ليكون لكل مواطن شرف الاسهام في صنع الغد الأفضل بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-9467.htm