- اغتيال قصة!

الجمعة, 04-يناير-2013
صعدة برس -

بقلم/ دكتور/عبدالعزيز المقالح
نشر منذ: أسبوع و 15 ساعة
الخميس 27 ديسمبر-كانون الأول 2012 08:21 ص
القصة التي تعرضت للاغتيال هي (القنديل الصغير) للكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني الذي اغتاله الكيان الصهيوني في بيروت علم 1972م قبل ان يغتال قصته باربعين عاماً، واغتيال هذه القصة وحذفها من مناهج التدريس في الارض المحتلة دليل آخر على اهمية الكلمة ودورها في سحق نفسية العدو واظهار مدى هشاشة القوة التي يمتلكها هذا الكيان ويتباهى بأنها اكبر قوة في الشرق الاوسط فضلاً عن كونها محروسة بالدعم الاوروبي والامريكي اللامحدود

واذا كان هناك من معنى يمكن التقاطه لهذه الحادثة التي لاينبغي ان نمر عليها مرور الكرام فهو هذا الشعور المفرط بالقلق الذي يتلبس الكيان الصهيوني منذ ظهوره والذي يتزايد بمرور الايام ويتحول الى حالة كابوسية تتحسس الخوف والخطر من ابسط الاشياء واقلها تحدياً ومقاومة.
اي نظام هش ومريض ذلك الذي يحكم بالاعدام على قصة قصيرة ويرى فيها خطراً داهماً عليه وعلى مواطنيه قد يتفهم البعض ان تخاف دولة باطشة كدولة الكيان الصهيوني من امتلاك دولة عربية او إسلامية سلاحاً نووياً يوازي بعض ماتمتلكه من هذا السلاح المدمر وغير المشروع انسانياً واخلاقياً اما ان يخاف ويرتعش من قصة فذلك برهان على الضعف الذي ينخر في جدار هذا الكيان ويكشف الاسباب الكامنة وراء صلفه وما يخوضه من مجازر وحروب بحثاً عن الأمان المفقود داخل نفسه وفي محيط تكوينه القائم على الاثم والاغتصاب وتزييف وجوده من خلال القتل والارهاب وافتعال المعارك المستمرة.
ولعل موضوع اغتيال قصة كنفاني (قنديل صغير) يشكل مدخلاً واسعاً لقراءة واقع هذا الكيان الذي يحمل اصوات البشر المطالبين بأرضهم وبحقهم في الوجود على هذه الارض المتوارثة لهم منذ آلاف السنين وربما تمكنت القوة الباطشة الى حين فرض الامر الواقع لكن هذه القوة الخائفة المرتعشة لاتدوم ولاتستطيع ان تخلق كياناً متجذراً لانها تحمل فناءها في ذاتها وفي كونها قوة باطشة لا اكثر تقوم على الموت والاغتيال اغتيال كل شيىء يقف في طريقها وترى فيه خطرآًيهددها حتى لو كان وردة او قصة قصيرة او قصيدة او كتاباً للاطفال وهذا ما بدا العالم يدركه بما في ذلك هذا الجزء من العالم الذي يساند الاغتصاب ويبارك القتل والاستيطان.
لقد اغتال الكيان الصهيوني الشهيد غسان كنفاني منذ اربعين عاماً في واحدة من مئات الجرائم الارهابية الهادفة الى اسكات اصوات الثوار ووضع حد لحياتهم المقاومة إلاَّ ان قصة قصيرة عنوانها (القنديل الصغير) فضلاًعن بقية الاعمال الادبية التي ابدعها الشهيد غسان بقيت تقاوم وتقض مضجع العدو وسيظل ذلك هو حال هذه الابداعات بوصفها صوت ذلك المفكر والمناضل الذي توهم العدو انه قد اسكته وفرض عليه الصمت الى الابد كما يمكن القول ان الاغتيال الاخير الذي تعرضت له القصة المشار اليها سيعطيها حياة جديدة وزمناً اوسع وسيجعل ملايين القراء يبحثون عنها ويبحثون فيها عن المعنى المقاوم الذي يفضح طبيعة الكيان العنصري وخوفه الدائم من خطاب الحرية المقاوم للاحتلال وبكل ما يرتكبه من جرائم وآثام.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-9570.htm