صعدة برس - بقلم/منصور صالح
تحدث السعوديون مؤخرا عن محاولات قطرية لتمزيق الحراك الجنوبي من خلال العمل على إيجاد فصيل يتبع الدوحة وحددته الصحافة السعودية بفصيل الأخ محمد علي احمد الذي عقد مؤتمره مؤخرا بعدن في محاولة لانتزاع أو لإلباس هذا الفصيل صفة الشرعية لتمثيل القضية الجنوبية من خلال تسمية المؤتمر بمؤتمر شعب الجنوب رغم المقاطعة الواسعة له من معظم المكونات والشخصيات ذات الحضور الميداني الملموس فيما يتعلق بالقضية الجنوبية.
السعوديون سبق إن تحدثوا عن دعم إيراني لتيار فك الارتباط الذي يتزعمه الأخ علي سالم البيض متهمة طهران بالعمل على تعزيز نفوذها في المنطقة وبالتالي تهديد واستهداف امن المملكة
و هناك من سبق إن اتهم السعودية بأنها أول من سعى في محاولات تمزيق الحراك من خلال تبني طرف لمواجهة آخر دون إن تحقق مبتغاها.
السعودية مازالت إلى اللحظة وفي نظر كثيرين تتخذ مواقف غير واضحة من القضية الجنوبية رغم أهميتها بالنسبة لأمن واستقرار المملكة، وان رأى البعض إن هذه المواقف تميل إلى العدائية نحو القضية الجنوبية من خلال دعم التيارات الأصولية والقبلية في الشمال والتي تشكل العقبة الأبرز أمام أي حلول منصفة وعادلة لقضية شعب الجنوب لذلك تبدو في حديثها الجديد عن محاولات الدوحة شق الحراك في حالة متقدمة نسبية وهذه التفسير إن صدق فأن مرجعه بحسب مهتمين إلى المهرجان المليوني للحراك في نوفمبر من العام الماضي وكذا بعد أن فوجئت المملكة ومعها دول مجلس التعاون الخليجي بالموقف الموحد للقيادات الجنوبية باختلاف مشاربها تجاه رؤيتها للكيفية المثالية لحل القضية الجنوبية بعد ان كانت القناعة المسبقة لدى هؤلاء هي عدم قدرة الجنوبيين على تقديم رؤية موحدة وواضحة لحل قضيتهم.
ما ينبغي فهمه ووضعه في الحسبان اليوم وفي هذا الظرف المعقد هو إن القضية الجنوبية وصلت اليوم إلى محافل دولية واسعة وأدرك الجميع أدق تفاصيلها ولذلك فأن هناك قوى إقليمية ودولية ستسعى لاحتوائها أو على الأقل لضمان ولاءها لها وإذا ما استطاع الجنوبيون استثمار هذا الاهتمام الدولي والتنبه لمخاطر الاحتواء فأن القضية يمكنها الوصول إلى خاتمة ايجابية تحقق لشعب الجنوب مطلبه في الحرية والكرامة وماعدا ذلك سيكون وبالا على القضية وسيزيد الأمور تعقيدا.
شعبيا لا ينبغي التعويل أو الرهان على مواقف الخارج وانتظار الحلول منه باعتبار إن حلول الخارج هي انعكاس لزخم الدخل وليس العكس،بل ا ن الأهم هو عدم السماح لأي قيادات مهما برز وتعاظم دورها إن ترهن القضية لأي جهة أو دولة وان نثبت للعالم إن قضيتنا تستمد عدالتها من عدالة المطالب التي قامت لأجلها هذه القضية وان رموز ثورتنا هم من يحملون مشعل الحرية ويعيشون هموم الناس وان المال السياسي هو مقبرة القادة والسياسيين .
وينبغي على الأشقاء في المنطقة والإقليم ان يدركوا جيدا إن الجنوب ليس تركة الرجل المريض حتى يتنافسوا على اقتسامه ومصادرة إرادته وحقه في اتخاذ قراراته ..يمكنهم مساعدة هذا الشعب بما يحقق مصالحه ومصالحهم وماعدا ذلك فشعب الجنوب الذي صبر في الساحات لسنوات وهم عنه غافلون قادر على الصمود لزمن أطول وهو وكما قال الشيخ النقيب بهم وبدونهم قادر على الوصول إلى ما يطمح إليه ..ولا يغرنهم سقوط أي من القيادات المحسوبة على الجنوب في أحضانهم لان القرار الجنوبي قرار شعب لا أفراد .
|