صعدة برس - د. محمد عبدالملك المتوكل
بتاريخ 3/8/209، نشرت مقالة قلت فيها إن الضحية في الدول المتخلفة شخص واحد هو رئيس الجمهورية أو ملك المملكة أو سلطان السلطنة، والذي يحمّله الناس كل المسؤولية عما يحدث من خير أو شر. ولضعف الإنسان وغروره تجد الحاكم يفرح بهذه التهمة، ويشعر بالسعادة حين يقال له أنت الكل في الكل، وأنت الذي ما فوق رأسك رأس، ولا تحب تشم نخس جنب نخسك.. ولا يصحو الحاكم من النشوة إلا حين يجد نفسه في الزاوية وحيدا يتلقى اللكمات من اليمين واليسار، وحينها يتلفت يمينا وشمالا فلا يجد أحدا ممن أوصلوه إلى ما هو فيه، وحينها فقط يدرك أنهم أوسعوه مدحا وفازوا بالإبل.
رئيسنا اليوم يحمله الناس مسؤولية كل ما يجري من فساد وخراب وسفك للدماء وإفقار للشعب وتدمير للحياة. وحقيقة الأمر أن ليس هناك حاكم فرد يحكم لوحده، وإنما يحكم بنخبة من حوله هي التي قبل أن يمسك لها رأس البقرة لتقوم هي بحلبها، أو هو التاكسي الذي ذكره في أحد خطبه. لا أجد ما أنصحه به سوى أن أدعوه إلى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة يتنافس فيها مع غيره، وبذلك يختبر إرادة الناس؛ فإن هم أرادوه واختاروه فعليه أن يبدأ مرحلة جديدة يعاهد الله والشعب فيها بالعمل على بناء الدولة اليمنية الحديثة المؤسسية، رضي من رضي، وأبى من أبى. وإذا لم ينجح في الانتخابات، فعليه أن يسلم السلطة بكل رجولة وشجاعة ووطنية، ويودع مصحوبا بسلامة الله، وسيذكره الناس بكل خير.
-الأولـى |