صعدة برس - بلم/أ.فيصل الصوفي
رجال الإسلام السياسي في مصر صاروا يبالغون في استخدام الدين المقدس لمصلحة البشري المدنس.. يضفون على أفعالهم ومشاريعهم مسحة إلهية، ويغطون عيوبهم بغطاء نبوي، وكله على حساب الله ورسوله.. كل شيء في مصر صار إلهيا.. لدرجة الإساءة الواضحة لله ورسوله من خلال المقارنة بينهم وبين الله ورسوله.
قال أحد شيوخ الإخوان وهو يبرر عدم وفاء الرئيس مرسي بوعوده التي سينجزها في المائة اليوم الأولى من رئاسته، قال: هل حقق الرسول محمد بعد هجرته إلى المدينة كل شيء في مائة يوم أو ألف يوم؟ ثم أجاب: بالطبع لا، فإذاً لا تلوموا الرئيس مرسي! وهي كما ترون مقارنة مستفزة وتنطوي على انتقاص من شأن الرسول.. فلكي يدافع عن نقيصة رئيسه لجأ إلى نسبة نقيصة مشابهة للرسول!!
وقال شيخ سلفي إن مرسي يشبه النبي يوسف عليه السلام، كيف؟ النبي يوسف خرج من سجن عزيز مصر إلى عرش مصر، ومرسي خرج من سجن مبارك إلى رئاسة الجمهورية.. ولما حكمت المحكمة على الداعية السلفي عبد الله بدر بالسجن سنة وتغريمه 20 ألف جنية عقوبة قذفه الفنانة إلهام شاهين بالزنا، قال إنه يشبه النبي يوسف الذي أودع السجن ظلما، فهنا لدينا أكثر من نبي يشبهون النبي يوسف، لكن ليس في جماله بل في نبوته وسجنه، رغم أن مرسي لم يخرج من السجن إلى الرئاسة، والسلفي عبد الله بدر لم يدخل السجن بعد.
رجل الدين السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، أسقط من قائمة المرشحين للرئاسة، فقاد أتباعه لضرب حصار على مدينة الإنتاج الإعلامي.. ولاحظوا "الوهدرة"، من مرشح لحكم مصر إلى قائد عصابة، وبعد أن فرغ من حصار المدينة قرر أن يشكل حزبا قال إن يوم الإعلان عنه سيكون "آية من آيات الله".. وليس المقصود آية الله بالمعنى الإيراني، بل المقصود بآية الله معجزة الله.. يوم إعلان حزب حازم صلاح سيكون الله موجودا لصنع المعجزة.. الحزب.
يقولون: الرئيس مرسي مدعوم من الله.. وعصام العريان قال إن الرئيس مرسي قدر مقدور من الله.. قدر المصريين الذي اختاره الله لهم.. وقال الداعية السلفي الشيخ الدكتور عبد الله بدر: سبحان الذي اختار لنا رئيساً بلحية، رئيساً مسلماً ملتحياً يخطب في المساجد ويعتمر ويحج ويؤم الناس جماعة في قصر الاتحادية.. وأقل الشيوخ تحرجا في وصف مرسي قال: الدكتور مرسي ده هو كما تقول ستات مصر فارس الأحلام!
*صحيفة اليمن اليوم |