الثلاثاء, 16-ديسمبر-2008
 - فيصل الصوفي فيصل الصوفي -
بضربة حذاء صار الصحافي العراقي منتظر الزيدي مشهوراً فاسمه كان مساء الأحد يلعلع في وسائل الإعلام بكل أرجاء الأرض واسمه كان صباح أمس يذكر في صدارة الصحف مقروناً باسم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن .. لقد تحين الزيدي الفرصة وحصد الشهرة بسهولة وبأخلاق غير أخلاق الصحفيين بل بأخلاق البلاطجة وعيال السوق كما يقول الناس عندنا .. إن الزيدي قد يكون أشهر صحفي عام 2008م لكنه أسوأ صحفي .. والذين يصورونه بطلاً تغويهم العاطفة فلا يفرقون بين البطولة وقلة الأدب.

الرئيس جورج بوش الابن لم ينقص منه شيء, ولم ينقص من قيمة الرئيس بوش الأب شيء عندما جعل صدام صورته مداسة للزوار والزبائن عند باب فندق الرشيد لسنوات طويلة .. واستغرب أن أصحابنا يفترضون أن إشهار حذاء في وجه رئيس أمريكي أو أي غربي أو رميه به ينطوي عندهم على هذا القدر من الإحساس بالإهانة الذي يحس به قبيلي من مضر أو بني ربيعة وبني فلان وفلتان .. كما استغرب هذا الحماس الذي يبديه بعض العرب لهذا لحذاء الذي اعتبروه مصدر كرامتهم وفخرهم .. إنهم أظهروا فخراً بحذاء الزيدي أكبر من فخرهم ببطولة صلاح الدين الأيوبي .. أي أمة هذه التي انحطت بها الآمال إلى مستوى حذاء وتكاد تعده من الجمرات.

الدكتور عبدالحسين شعبان أستاذ قانون دولي ومنافح عن حقوق الإنسان وكان ذات يوم مديراً لذلك الزيدي سمعته يقول إن الزيدي يجب أن يحصل على محاكمة عادلة، فما فعله هو جريمة يعاقب عليها, والعجيب أن قناة (البغدادية) وزمراً من الصحفيين العرب يعلو صياحهم مطالبين بعدم مساءلة ذلك الصحفي بزعم أن في العراق ديمقراطية وأن ما فعله الرجل يدخل ضمن ممارسة «حرية الرأي» ..

لاحظوا كيف أصبحت «حرية الرأي» رمياً بالأحذية عند الذين يشغبون باسم الحريات.
إنهم يقولون ذلك من بعيد .. لكن هل أي صحفي في اليمن أو مصر أو السعودية سيتقبل من زميل له أن يقوم بإهانة ضيف بلاده ويحرج رئيس بلده مع ضيفه في مراسم رسمية وعلنية؟ .. لا يمكن أن يقبل أحد منا من شخص يقوم بمثل ذلك في اليمن حتى لو كان ضيف الرئيس هو شمعون بيريز .. إذاً لماذا تقبلون بذلك الباطل وتصفقون هل يبرره أنه وقع في العراق ولرئيس أمريكي؟

- عن 14أكتوبر
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.saadahpress.net/news/news-98.htm