صعدة برس -متابعات - يمتلك اليمن الذي يعد من افقر دول العالم العربي كميات ضخمة من الذهب وخلال السنوات الماضية اعلنت عشرات الشركات العالمية رغبتها في الاستثمار في قطاع الذهب الا انه وحتى الان لم يدشن حتى منجماً واحداً للذعب في البلاد يقال بان الذهب المتواجد في باطن بعض جبال محافظة حجة كفيل بانشاء اكبر منجم للذهب في العالم الاقتصاد نيوز يفتح حزء بسيط من مخزون اليمن الفقير الغني بالثروات الى التفاصيل :
تم الكشف عن وجود أكثر من 50 موقع لتمعدنات الذهب والفضة في الجمهورية اليمنية يتركز أهمها في صخور الأساس من عصر ما قبل الكامبري، حيث يعطي الوضع الجيولوجي الإقليمي للدرع العربي- النوبي فرصة كبيرة لتواجد الذهب في اليمن، وهذا ما أكدته نتائج الدراسات الاستكشافية. كما تم الكشف أيضاً عن وجود عدد من تواجدات الذهب في صخور بركانيات اليمن من العصر الثلاثي. تاريخياً اشتهر السبئيون باستغلالهم لمعدن الذهب حتى قيل أنهم كانوا من أغنى الشعوب في المنطقة لكثرة ما في بلادهم من مناجم للذهب، حيث كانت أبواب قصورهم ومعابدهم وجدرانها وسطوحها مزخرفة بالذهب والعاج والفضة والأحجار الكريمة، وفي ما يلي تمعدنات الذهب في اليمن:-
الذهب في صخور الأساس
تتواجد تمعدنات هامة للذهب في اليمن في صخور الأساس التي يعود عمرها للعصر البريكامبري ضمن الصخور البركانية والرسوبية المتحولة وكذا الصخور الجرانيتية المتداخلة. توجد تمعدنات الذهب في الصخور البركانية والرسوبية المتحولة ضمن عروق الكوارتز أو نطاقات القص، حيث تكونت هذه العروق من تحرر السوائل أثناء عمليتي التحول والتشوه الإقليمي أثناء الحركات التكتونية مثل منطقة مدن في محافظة حضرموت، ومناطق الحارقة، عاهم، كشر، حرض، بعلان، الحريرة وشرس في محافظة حجه، ومناطق الفيض، وادي مروان، وادي العرض في محافظة صعده، بالإضافة إلى مناطق صبرين، اللوذ ووادي الكحيل في محافظة الجوف، ونجد الملاجي في محافظة شبوة.توجد العديد من مواقع الذهب بشكل متناثر (disseminated) وكذلك على هيئة عريقات شبكية (stockwork) في الصخور النارية المتداخلة والمكونة من صخور جرانيتية تشكلت بعد الحركات التكتونية (post-tectonic) مثل مناطق فلحان، وادي عطف ووادي النماصة في محافظة الجوف، وصخور جرانيتية تشكلت أثناء الحرات التكتونية (syn-tectonic) مثل منطقة بحره في محافظة صنعاء. الجدير ذكره أن تمعدنات الذهب في المناطق الشمالية الغربية (صعده وحجه) تتواجد ضمن حزام نبيطة الممتد من وسط المملكة العربية السعودية مروراً بالمناطق الشمالية الغربية من اليمن وحتى الشمال الشرقي من أثيوبيا.
الذهب في الصخور البركانية
نفذت العديد من الدراسات الاستكشافية الحديثة في الصخور البركانية التي يعود عمرها للعصر الثلاثي والمكونة للهضبة الغربية لليمن، وقد أدت تلك الدراسات إلى الحصول على نتائج مشجعه للمسوحات الجيوكيميائية الأولية في مناطق تواجد الفوالق وامتدادها، حيث تتواجد تمعدنات للذهب ضمن توضعات بركانية مصحوبة بانبثاقات صخرية حامضية وفوهات بركانية مثل مناطق شهاره، مناخه وعاثين، وتمعدنات أخرى للذهب ضمن الصخور البركانية المتأثرة بتغيرات حرمائية نتيجة تأثرها بالمياه والأبخرة الحارة مثل مناطق ورقة، عتمه والوازعية. النموذج المتوقع لوجود الذهب في هذه الصخور هو نموذج (epithermal).
الذهب في الصخور الرسوبية
تعد منطقة أخدود رملة السبعتين والمناطق التي تتميز بوجود ظواهر جيولوجية مناسبة تتضمن التدفق الحراري العالي من أهم البيئات المناسبة لمثل هذه التمعدنات، حيث تمثل الانبثاقات الصخرية والأنشطة الصهيرية المصادر الحرارية، في حين تمثل مجموعة التصدعات المرتبطة بأخدود رملة السبعتين وأخدود الضالع قنوات لمرور المحاليل الحرمائية المحملة بالتمعدنات لترسبها في الصخور الرسوبية، وفي ما يلي أهم مناطق تواجد الذهب في الصخور الرسوبية:
-الزنك الرصاص والفضة
يوجد في اليمن العديد من مواقع خامات ومؤشرات والزنك والرصاص والفضة، ويرتبط معظمها بالمنخفض التركيبي الكبير والمعروف بمنخفض رملة السبعتين (الجوراسي-الباليوسين) وذلك على هيئة شقوق وجيوب في الصخور الكربوناتية، بالإضافة إلى الكبريتيدات الكتلية ذات الأصل البركاني، وتعتبر منطقة جبل صلب بمحافظة صنعاء من أهم مواقع تمعدنات الزنك والرصاص والفضة في اليمن.تقع منطقة جبل صلب على بعد حوالي 110 كم شمال شرق العاصمة صنعاء، ويمكن الوصول إلى المنطقة عن طريق خط الإسفلت صنعاء - مأرب لمسافة 92 كم ثم الاتجاه إلى اليمين عبر طريق مشقوقة لمسافة 18 كم إلى الموقع ويبلغ ارتفاع المنطقة عن مستوى سطح البحر حوالي 2000 متر. يوجد تمعدن الزنك والرصاص والفضة ضمن الصخور الرسوبية الجيرية الدولوميتية (مجموعة عمران) وبصوره خاصة في مناطق حواف الأحواض. يعتقد أن راسب الجبلي قد تكون بواسطة مراحل متلازمة تشتمل على خصائص كلا من نموذج وادي المسيسبي ونموذج أحلال الكربونات، ويعتبر التمعدن بصورة عامة من النوع الطبقي وقد تطور جزئيا باتجاه التراكيب الصدعية، وهذه الصدوع مصاحبة لمعظم التمعدنات، وقد نشأ التمعدن تحت ظروف نسبيه في الصخور الدولوميتية المتأكسدة. والمعادن الأساسية هي الاسميثسونيت (كربونات الزنك)، سيرسيت (كربونات الرصاص)، ارجنتايت ( فضة حر).
تعتبر منطقة جبل صلب أحد المناجم القديمة، حيث ذكر المؤرخ اليمني الجغرافي أبي الحسن الهمداني في كتابة (الجوهرتين العتيقتين) بان منطقة جبل صلب منطقة تعدين تاريخية كانت تعرف بالرضراض (حالياً جبل صلب) وكانت تعتبر في القرن الثالث الهجري (العاشر الميلادي) أحد المناجم الكبيرة في العالم الإسلامي لإنتاج الفضة، ويعتقد بأن الأعمال الحرفية التعدينية في منطقة جبل صلب تعود إلى 2000 سنة، حيث تم تعدين الفضة من خلال الممرات الأفقية التي تتميز بوجود فجوات مملوءة بالخام المتأكسد الأكثر ليونة وغني بالفضة، ومن ثم سحق الخام يدويًّا في الموقع، ويعتقد أن معالجة الخام كانت تتم باستخدام تقنيات الجاذبية وأن عدد أفران الصهر قد وصل إلى حوالي 400 فرن، وقد قدرت الكمية التي تم استخراجها بحوالي 400,000 طن، ولا تزال آثار المناجم القديمة ومخلفاتها باقية حتى وقتنا الحاضر. وخلال الفترة 1980م- 1986م أعيد اكتشاف المنطقة على يد فريق يمني بالتعاون مع الشركة الفرنسية (BRGM)، وتم تنفيذ دراسات استكشافية تضمنت إعداد خرائط جيولوجية تفصيلية، مسح جيوكيميائي وجيوفيزيائي، حفر 57 بئر استكشافي بعمق إجمالي 7974 متر، وتنفيذ دراسة معدنية وإجراء تجارب فصل معدني وكذلك دراسة أولية لتقييم اقتصادي للخام، وعلى ضوء تلك الدراسات تم تقدير احتياطي الخام بحوالي 3.8 مليون طن بدرجة 16% زنك، 2% رصاص، 132 جم/طن فضة، وفي الفترة من 1991-1992 م نفذت هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية والشركة الكندية (WGM) دراسة ما قبل الجدوى، حيث تم حفر 12 بئر استكشافي بعمق إجمالي 1050 متر لمتابعة امتداد وعمق الخام وتقدير الاحتياطي، وحفر 16 خندق، بالإضافة إلى تنفيذ اختبارات فصل معدني، وعلى ضوء ذلك الدراسات قدر الاحتياطي المحتمل 3.7 مليون طن بدرجة 15.33% زنك ، 1.66% رصاص، 113 جم/طن فضة.
وفي العام 1996 دخلت الشركة الأمريكية (Minorco) في اتفاقية شراكة ائتلافية مع الشركة اليمنية (Ansan) وأبدت اهتمامًا في إمكانية اكتشاف رواسب كبريتيدية بكمية كبيرة أسفل نطاق الأكسدة، وتم حفر حفرتين بإجمالي عمق 281 متر ولم يتم العثور على أي راسب كبريتيدي. وخلال الفترة 1998-2003م نفذت الشركة البريطانية (ZincOx) دراسات استكشافية تضمنت حفر 49 بئر استكشافي بعمق إجمالي 4358 متر، تجارب فصل معدني، إعداد دراسة ما قبل الجدوى. وفي نهاية عام 2004م انتهت الشركة من إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للخام، التي بينت أن احتياطي الخام يقدر بحوالي 12.6 مليون طن بدرجة 8.86% زنك، 1.16% رصاص، 69.3 جم/طن فضة، وتبين أن راسب جبل صلب يحتوي على احتياطي قابل للاستخراج بطريقة الحفرة المكشوفة (منجم مفتوح) يقدر بحوالي 5.9 مليون طن ويحتوي على 11% من الزنك بدرجة حد القطع 5% ومعدل استخلاص يبلغ 1:6 (طن المخلفات مقابل طن الخام). وقد توقعت الدراسة إنتاج 59,000 طن سنويًّا من معدن الزنك في الموقع. وخلال تنفيذ تجارب الاستخلاص والفصل المعدني تبين أن زيادة نسبة الدولوميت والمشاكل المرتبطة بتحرير معدن الزنك قد شكلت تحديًّا كبيرًا.
وخلافًا لمعالجة رواسب كبريتيد الزنك الأكثر شيوعًا والتي تحتوي على الاسفالريت كمعدن رئيسي للزنك، فإن تعويم أكسيدات الزنك يؤدي عادةً إلى استخلاص كميات ضئيلة ودرجات منخفضة التركيز، وقد تم تنفيذ عدة محاولات لفصل زنك جبل صلب بطريقة اقتصادية غير أن المنتج كان يتميز بنسب منخفضة للزنك، وفي العام 2004م تم تحديد أسلوب بديل للمعالجة بالسوائل تم ابتكاره بواسطة الشركة البريطانية (ZincOx)، باستخدام تكنولوجيا الغسيل الكيميائي (LTC) والتي سمحت باستخلاص الزنك بنسبة 80% تقريبًا، وبينت دراسة الجدوى أن المصنع سيعالج 800 ألف طن سنويًّا من الخام بمتوسط درجة 9.7% من الزنك |